تحدّث أليوت أبرامز المحامي والمبعوث الأميركي الخاص إلى إيران مع “أساس” في الوقت الذي وصلت فيه الغوّاصة النووية USS Virginia إلى مياه الخليج العربي “لتحمل الرسالة نفسها التي أرادت واشنطن إيصالها إلى إيران عبر نقل طائرات B52 قبل أسابيع الى المنطقة “.
بهذا الكلام بدأ أبرامز حديثه وأكمل: “أردنا تذكير الجميع وعلى رأسهم النظام الإيراني أنّه على الرغم من التواجد العسكري الأميركي غير الكبير في العراق وسوريا ، فإنّنا قادرون على إرسال تعزيزات جدّية متى دعت الحاجة”.
أبرامز: لا أصدّق كلّ ما يقوله ظريف
عن كلام وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف “عن “عدم ممانعة” بلاده التّوصّل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إذا دعم استقرار المنطقة”، قال أبرامز لـ”أساس”: “أنا لا أُصدّق كل ما يقوله ظريف، حتّى أنّني قد لا أصدّقه إذا أخبرني عن تاريخ اليوم الذي نعيشه… من يريد السّلام في الشّرق الأوسط عليه أن يوقِف دعم المنظّمات الإرهابية كالجهاد الإسلامي وحماس. لا يوجد في تاريخ إيران ما يشير إلى دعمها التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما أنّهم لا يتوقفون عن محاولات التشويش ومعارضة تطبيع العلاقات بين الكثير من الدّول العربية مع إسرائيل”.
أبرامز قال إنّ “النظام الإيراني مستمرٌّ في انتهاك بنود الاتفاق النووي عبر رفع نسبة تخصيب اليورانيوم وتشغيل بعض المنشآت التي تمّ إيقافها سابقًا، والمجتمع الدّولي، ومن ضمنه روسيا والصّين، طالب طهران عبر الوكالة الدّولية للطاقة الذريّة بالسماح بدخول منشأتين نوويتين”. وأضاف: “على الإدارة المقبلة أن تأخذ الانتهاكات الإيرانية لعرضها أمام الوكالة الدّولية للطاقة الذريّة والانتقال من العقوبات الأميركية نحو عقوبات أمميّة في حال أصرّت على الإخلال بالتزاماتها”.
عن كلام وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف “عن “عدم ممانعة” بلاده التّوصّل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إذا دعم استقرار المنطقة”، قال أبرامز لـ”أساس”: أنا لا أُصدّق كل ما يقوله ظريف، حتّى أنّني قد لا أصدّقه إذا أخبرني عن تاريخ اليوم الذي نعيشه
وتوقّع أبرامز عبر “أساس” أن تكون أي مفاوضات مُقبلة بين إدارة جو بايدن والنّظام الإيراني شاقّة جدًا، وقال: “نحن نُطالب إيران بالتوقّف عن أمورٍ لا يرغب النّظام بالتوقّف عن تنفيذها، منها وقف برنامجها الصّاروخي ووقف سعيها إلى التسلّح النووي، ووقف دعم الجماعات الإرهابية في المنطقة كالميليشيات في العراق، وحزب الله في لبنان، وحركتي حماس والجهاد، وجماعة الحوثي في اليمن، ولهذا ستكون المفاوضات صعبة جدًا”. وأضاف: “إدارة بايدن ستعمل على اتفاق جديد، لكنّ الخطوات التي قُمنا بها في إدارة دونالد ترامب هدفها أن يكون أي اتفاق جديد أفضل وأشدّ من السّابق بأشواط”.
ومع اقتراب الذّكرى الأولى لاغتيال قائد قوّة القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، لم ينفِ المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران احتمال أن تقوم بعملٍ أمني أو عسكري، إلا أنّه كشف أنّ إيران تُفكّر في الوقت عينه بالتفاوض مع الإدارة المُقبلة للرئيس جو بايدن لرفع العقوبات عنها، ولكن في حال شنّت طهران أي عمل ضدّ المصالح الأميركية للرّد على مقتل سليماني في مطلع الشّهر المُقبل، فإنّها بذلك تزيد التعقيد اتجاه أي مفاوضات مُقبلة. وأضاف: “نحن جاهزون لهم، ونعلم أنّ احتمال شنّهم هجمات قائم، ونحن على أتمّ الجهوزيّة للرّد على أي هجمات قد تستهدف مصالحنا”. وأردف: “رأينا قائد قوة القدس الجديد إسماعيل قاآني يجول في العراق وسوريا مؤخرًا بعد أن استلم مهامه، وهو يحاول أن يُنسّق ويدعم الأذرع الإيرانية في المنطقة، ونأمل أنّه لن ينجح في هذا”.
مع اقتراب الذّكرى الأولى لاغتيال قائد قوّة القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، لم ينفِ المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران احتمال أن تقوم بعملٍ أمني أو عسكري، إلا أنّه كشف أنّ إيران تُفكّر في الوقت عينه بالتفاوض مع الإدارة المُقبلة للرئيس جو بايدن لرفع العقوبات عنها
وقال أبرامز لـ”أساس” إنّه لا يتوقّع نشوب “نزاع” مع إيران في المنطقة، إلّا في حال ارتكبت طهران خطأً وقتلت أميركيين. وأضاف: “لحسن الحظ لم يُقتَل أو يُصَب أي أميركي في القصف الذي استهدف السّفارة الأميركية في بغداد نهاية الأسبوع الماضي، ولكن في حال قُتِلَ أي أميركي بهذه الهجمات الخطيرة فإنّ إيران ستدفع ثمنًا باهظًا جدًا”.
إقرأ أيضاً: مصدر أميركي لـ”أساس”: لا تختبروا صبر واشنطن في عرقلة ترسيم الحدود!
أبرامز: أين دولارات خامنئي لمواجهة كورونا؟
وعن تأثير العقوبات الأميركية على مكافحة إيران لفيروس كورونا، قال أبرامز لـ”أساس”: “كل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة تشمل استثناءات إنسانية تتعلّق بالدّواء والأدوات الطبية والطعام، وعلينا أن نتذكّر ما قاله خامنئي في الرّبيع الماضي عن عزمه المساهمة بمليار دولار إضافية لوزارة الصّحة الإيرانية، وفي أيلول الماضي سأل وزير الصّحة الإيراني “أين المليار دولار؟”. نحن نعلم أنّ إيران لديها من المال ما يكفي لتصرفه على شعبها ولمكافحة فيروس كورونا، لكن هذه الأموال تذهب نحو التسلّح والحرس الثوري الإيراني وحزب الله وحماس والجهاد بدلًا من أن تُصرَف على الإيرانيين”.
وفي الإطار نفسه دعا أبرامز “للتّنبّه إلى دور الصّين التي لم تكن يومًا لاعبًا إيجابيًا، على الرّغم من أنّها وقّعت مع إيران “اتفاقًا استثماريًا استراتيجيًا” العام الماضي، إلا أنّ هذا لا يخرج عن إطار “البروباغندا”، ولا نظنّ أنّ الصّين تطمح للاستثمار في إيران، خصوصًا أنّهم لا يخاطرون في استثماراتهم وهم يعلمون أن النّظام الإيراني مُفلِس اقتصاديًا”.