لا ثقة بـ: واشنطن – طهران – تل أبيب

مدة القراءة 3 د


من الرياض…

من الرياض ظهر لكلّ من هو عربي أو إسلامي أنّ هناك سقفاً منخفضاً للغاية لمواجهة شبكة المصالح الأميركية في عهد الرئيس المرتهن للصوت اليهودي جو بايدن!

في القمّة الاستثنائية العربية الإسلامية وصل الإيراني والسعودي، القطري والباكستاني، المصري والسوري، الأردني والعراقي، النيجيري والإندونيسي، إلى 3 حقائق صعبة:

– أوّلاً: نعيش فى عالم تؤثّر فيه قوّة المصالح على قوّة المبادئ، بمعنى أنّ السلاح أقوى من مجلس الأمن.

– ثانياً: من الممكن أن يستخدم الكبار حقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن للاعتراض على الوقف الفوري لإطلاق النار فى غزّة لإتاحة الوقت المناسب (حسب تقدير جنون الجيش الإسرائيلي) للاستمرار في القتل والتدمير والتهجير.

– ثالثاً: زيف ادّعاء الغرب الذي سوّق لنا مبادئ وودرو ويلسون في بداية القرن الماضي. فكلّ هذه الشعارات تتلاشى وتصطدم بالواقع من أجل خدمة مصالح إسرائيل.

كما يقول دبلوماسي عربي مخضرم: “لقد انكشف الغطاء من على القوى الغربية بزعامة الولايات المتحدة، واتّضح لنا أنّ عبارة “ازدواج المعايير” ليست مجرد عبارة سياسية، بل هي تطبيق عملي يظهر ليل نهار في الشرق الأوسط”.

من الرياض ظهر لكلّ من هو عربي أو إسلامي أنّ هناك سقفاً منخفضاً للغاية لمواجهة شبكة المصالح الأميركية في عهد الرئيس المرتهن للصوت اليهودي جو بايدن

ما هي مكاسب قمّة الرياض؟

لذلك يمكن القول إنّ هناك 4 مكاسب من قمّة الرياض الأخيرة:

1- على الرغم من اختلاف المصالح والمبادئ والتحالفات هناك توافق بين أعضاء هذا المؤتمر على إدانة إسرائيل ودعم حلّ الدولتين والشكّ في أيّ مستقبل قريب للسلام مع حكومة بنيامين نتانياهو.

2- تعتبر الثقة شبه معدومة بإدارة بايدن حتّى يرحل أو يموت أو يخسر، وفق أيّها تسبق الأخرى.

3- للمرّة الأولى يتمّ وضع “السياسي الإسرائيلي” كمتّهم بالإجرام وليس “كضحية مظلومة” أمام المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما يسقط فكرة المظلومية التاريخية ضدّ يهود العالم منذ أفران هتلر ضدّهم.

لذلك من المتوقّع أن يتوالى ظهور تغييرات جوهرية في المنطقة على المستويين القريب والمتوسط، ويمكن أن تكون على النحو التالي:

1- إسرائيل بدون نتانياهو وأغلبية يمينية في الكنيست.

2- السلطة الفلسطينية بقيادة أمنية يعاونها فريق من التكنوقراط.

3- نزع سلاح حماس بعد “كسر التنظيم الميداني” للحركة.

4- ترتيبات أمنيّة دولية في قطاع غزّة.

5- مؤتمر دولي برعاية عالمية يضاف إليه حضور قوي عربي وإسلامي.

6- كسر تنظيم حماس يبدأ بعده التفكير في الأذرع الأخرى (الحزب، الحوثيين، الحشد الشعبي، الجهاد الإسلامي والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان).

إقرأ أيضاً: قمّة الرياض بين المنطق واللامنطق

الخلاصة الصعبة التي كشفت عنها الأحداث الأخيرة أنّ التشدّد الديني (إخواني – توراتي – فارسي) هو القادر على إشعال وإفساد استقرار المنطقة، وأنّ القوة الطاغية للغرب (أميركا، الاتحاد الأوروبي) غطاء لقوّة واحدة هي إسرائيل، وقابلة لغضّ البصر عن السلوك الايراني!

باختصار شديد فإنّ بيان الـ31 بنداً الصادر عن القمّة العربية الإسلامية هو تعبير عن “الحدّ الأقصى الممكن من الاحتجاج على الأميركيين في ظلّ عالم في أشدّ حالات الارتباك والفوضى في زمن شديد السيولة يصلح للتشكّل”.

إشكالية لا يقدر على حلّها إلّا الله سبحانه وتعالى.

لمتابعة الكاتب على تويتر: Adeeb_Emad@

مواضيع ذات صلة

“التّكليف” الذي يفوق طاقة الشّيعية السياسية..

كمن يتناول جرعة دواء ثقيلة وينتظر العوارض، تختبر الحياة السياسيّة تبعات انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة خلافاً لرغبة الحزب المطبق بسلاحه على الحياة السياسية…

المستقبل مسؤولية الجميع وأوّلهم السنّة..

كان الوصول لانتخاب رئيس الجمهورية صعباً بعد عامين وأشهر من الفراغ. والأصعب منه انتخاب قائد الجيش لرئاسة الجمهورية. لذلك شاركت في الضغوط جهات دولية وعربية…

مدوَّنة سلوك قائد صار رئيساً

الشائع في انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية، أنّ ترشيحه يحدث أن يكون داخلياً، بيد أنّ قرار الاختيار دائماً خارجي. منذ المرّة الأولى اقترن بإرادة ذلك…

ترامب و”الدّولة العميقة”… ومصير الحروب بينهما

ينتظر العالم تحوّلات كبرى، وربّما مفاجآت، في ضوء تحدّيات قديمة ومستجدّة. تستقبل الولايات المتّحدة العام الجديد برئيس منتخب، وتودّع رئيساً شهدت ولايته حرب أوكرانيا وعملية…