ميقاتي والحزب يخسران معركة ترفيع شحادة لرتبة لواء

مدة القراءة 5 د


لم تنفع جميع الجهود حتى الآن في إقناع وزير الدفاع موريس سليم بالتوقيع على الاقتراح الصادر عن قائد الجيش العماد جوزف عون بترفيع منسّق الحكومة لدى “اليونيفيل” العميد منير شحادة إلى رتبة لواء.
في الوقائع، ما تزال تجري محاولات حثيثة لإيجاد مَخرج، يروّج له الثنائي الشيعي وشحادة نفسه، قائم على الأخذ بقاعدة موازاة الصيغ بحيث إنّ الجهة التي عيّنته، أي الحكومة، والتابع لها، هي المخوّلة التمديد له وترفيعه.
لكنّ دوائر رئاسة الحكومة القانونية، على الرغم من حماسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لإبقاء شحادة في موقعه، رفضت هذه الصيغة واعتبرتها غير قانونية، إذ لا يمكن القفز فوق توقيع وزير الدفاع، كما ينصّ عليه قانون الدفاع، بترفيعه إلى رتبة لواء أو تأجيل تسريحه.

اقتراح ثلاثيّ الأبعاد
الاقتراح الذي نُسِج، وفق معلومات “أساس”، بتنسيق ثلاثي الأبعاد بين رئيس الحكومة وقائد الجيش والحزب، بتشجيع من “اليونيفيل”، يَمنح العميد شحادة عاماً إضافياً في موقعه الحالي كمنسّق للحكومة لدى قوات الطوارئ الدولية لأنّه يُحال إلى التقاعد في الأوّل من تشرين الأول المقبل.
ترقية شحادة إلى رتبة لواء (يُحال عندها إلى التقاعد في سنّ الـ59 عاماً) لا تمنحه صفة العضوية في المجلس العسكري لأنّها تحتاج إلى قرار بالتعيين بالأصالة صادر عن مجلس الوزراء.
لذلك، في حال ترقيته، يحتفظ بصفته الحالية منسّقاً للحكومة لعام إضافي آخر ومسيّر أعمال المدير العامّ للإدارة في الجيش، وهو الموقع الذي كُلّف به بعد شغوره بإحالة اللواء مالك شمص إلى التقاعد في 2 شباط الماضي.

وفق المعلومات، ما تزال حالة الجفاء تسيطر على العلاقة بين وزير الدفاع وقائد الجيش، ولم تنفع وساطة ميقاتي في تقريب المسافات بينهما

يُقدّم مَنْح شحادة هذه الترقية للفريق الشيعي في ظلّ الشغور العسكري والأمني المفتوح على “التمديد” والتمدّد رتبة لواء بعدما فُقِدت من “سوق الطائفة” بإحالة المدير العام للأمن العام السابق اللواء عباس إبراهيم واللواء شمص إلى التقاعد، وبوجود لواء آخر في المجلس العسكري في الجيش هو الضابط المتفرّغ بيار صعب (كاثوليكي) والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى (سنّيّ)، إضافة إلى المدير العامّ لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان (سنّيّ)، في مقابل رتبة لواء مُنِحت للمدير العام للأمن العام الحالي بالوكالة اللواء الياس البيسري (ماروني)، وفي ظلّ عدم وجود ضابط درزي اليوم برتبة لواء بعد إحالة رئيس الأركان اللواء أمين العرم إلى التقاعد.

مطالعة وزير الدفاع
أمّا وزير الدفاع الذي يرفض بشكل قاطع توقيع قرار تأجيل تسريح قائد الجيش في حال سقط خيار التمديد لعون عبر قانون يُقرّ في مجلس النواب (بصفة شخصية له أو بصفة شمولية تشمل كلّ الضبّاط)، فسيرفع، وفق المعلومات، مطالعة الردّ التي يُفنّد فيها السبب الأساس الذي يَمنعه من مهر توقيعه على القرار، وهو الشغور الذي يطال المجلس العسكري بحيث لا يمكن تكريس التمييز بين الضبّاط بإبقاء مواقع شاغرة ومنح ضابط واحد رتبة لواء وترقيته ضمن المجلس العسكري.
وفق المعلومات، ما تزال حالة الجفاء تسيطر على العلاقة بين وزير الدفاع وقائد الجيش، ولم تنفع وساطة ميقاتي في تقريب المسافات بينهما، حيث نُقل عن الأخير قوله بعد محاولة جمعهما في السراي: “أنا أعرف أنّ المصالحة لن تدوم”.
يُذكر أنّ المجلس العسكري المؤلّف من خمسة أعضاء برئاسة قائد الجيش يطاله الشغور بسبب عدم التعيين بالأصالة في ثلاثة مواقع: رئاسة الأركان (درزي)، المديرية العامّة للإدارة (شيعي)، المفتّش العامّ (كاثوليكي). فيما يقف التيار الوطني الحرّ بثبات ضدّ أيّ تعيين تجريه الحكومة.

[VIDEO]

تفيد معلومات “أساس” أنّ مرسوم الإحالة إلى التقاعد الخاصّ بشحادة قد صدر فعلاً ضمن مراسيم أخرى تصدر مسبقاً وتطال ضبّاطاً سيُحالون قريباً إلى التقاعد. وستعمد الحكومة إلى تعيين ضابط آخر (شيعي) بقرار يصدر عن الحكومة بناء على اقتراح قيادة الجيش، بتزكية من الثنائي الشيعي بسبب حساسية الموقع.
يتزامن شغور موقع مفوّض الحكومة لدى “اليونيفيل” مع شغور آخر يطال منصب نائب رئيس الأركان للعمليات (موقع شيعي)، وهو ما سيفرض حركة مناقلات محدودة مرتقبة داخل الجيش، إضافة إلى تعيين ضابط آخر مكان شحادة لتسيير أعمال المديرية العامّة للإدارة. وثمّة أسماء كثيرة لضبّاط شيعة مرشّحة لشغل موقع مفوّض الحكومة لدى “اليونيفيل”.
يَكتسِب هذا الاستحقاق العسكري-الحكومي أهمية مضاعفة في هذه المرحلة بعد الخضّة التي أثيرت في أروقة مجلس الأمن الدولي وانتهت بالتمديد عاماً واحداً لقوات الطوارئ وفق قاعدة حرّية التحرّك المطلقة التي مُنحت لها العام الفائت ضمن منطقة عملياتها مع “الاستمرار بالتنسيق مع الحكومة”.

إقرأ أيضاً: باسيل: برّي تسرّع… ووزير الدفاع لن يوقّع التمديد لعون

وقد كان العميد شحادة في عداد الوفد اللبناني الذي انتقل إلى نيويورك لخوض معركة تعديل نصّ التمديد الذي أُقرّ في مجلس الأمن العام الماضي، وكان أيضاً على رأس الجولة الميدانية التي نظّمتها قيادة الجيش للمرّة الأولى لممثّلي دول مجلس الأمن على طول الخط الأزرق.
في السياق نفسه، رُصِدت مواقف لشحادة من ولاية ميشيغن الأميركية يردّ فيها على تهديدات مسؤولين إسرائيليين بإعادة لبنان إلى العصر الحجري قائلاً: “نحن أصلاً في العصر الحجري، وما عنّا شي نخسره. بس أنت عارف شو رح يصير فيك. هالمرّة رح تكون مختلفة”.

 

لمتابعة الكاتب على تويتر: MalakAkil@

مواضيع ذات صلة

لبنان لن يخاطب مجلس الأمن… قبل رفع الفيتو الأميركيّ

يوماً بعد يوم، يزداد المشهد سوداوية: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل مشروعه التدميري وفي بال قيادته العسكرية أن لا مفرّ من التوغّل البرّي حيث…

مؤتمر باريس لدّعم لبنان: أكثر من إغاثة

بدعم أممي كبير بخاصة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية. تستضيف فرنسا في العاصمة باريس يوم 24 تشرين الأول الجاري مؤتمر دعم لبنان 2024….

الجيش “جاهز”… من دون مال ولا عتاد!

للمرّة الأولى منذ بدء العدوان الإسرائيلي الجوّي على لبنان في 23 أيلول وبدء ما وصفه العدوّ بـ “عمليّة توغّل بريّة محدودة وموضعيّة ومحدّدة الهدف” في…

الأردن على خطّ وقف إطلاق النّار… والفرنسيّون متمسّكون بـ1701

هو الدوران في حلقة مفرغة. الأعمال العسكرية في شقّيها، اللبناني والإسرائيلي، تتصدّر المشهد وتتحكّم بمفاتيح اللعبة ومعادلتها. أمّا الكلام في السياسة فلا يعدو كونه محاولة…