احتمالات حدوث زلازل أكثر حدّة في السنوات المقبلة

مدة القراءة 4 د

يمكن أن تتسبّب الضغوط على الصفائح التكتونية الناتجة عن زلزال يوم الإثنين في حدوث زلزال قويّ آخر في تركيا بعد عدّة سنوات أو في الأيام القليلة المقبلة. هذا ما يؤكّده عالم الزلازل في جامعة أوبسالا، بيورن لوند، لصحيفة “داغنس نيهتر” السويدية.

يعكف حالياً العلماء على تحليل بيانات القياس من الزلازل التي حدثت في الأيام القليلة الماضية لمحاولة استخلاص استنتاجات تتعلّق بالمخاطر. وعليه يمكن للعلماء تحديد درجة خطر حدوث زلزال آخر، لكن ليس من الممكن التنبّؤ بموعد حدوثه، يقول بيورن لوند.

يُعتبر الزلزال، الذي وقع في إرزينجان بشرقيّ تركيا عام 1939، هو الأسوأ في تاريخ البلاد، إذ قتل حوالي 30 ألف شخص. كانت المدينة مدمّرة لدرجة أنّ المعنيّين اضطرّوا إلى بناء مدينة جديدة على مبعدة من المدينة القديمة. بدوره تسبّب هذا الزلزال في حدوث ضغوط على طول خطّ الصفائح التكتونية الشمالية لتركيا، وتمكّن العلماء من رؤية كيف اتّبعت الزلازل الخطّ باتّجاه الغرب في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وبلغت ذروتها في زلزال عام 1999 في إزميت، على بعد 100 كيلومتر من مدينة إسطنبول. ووفقاً للأرقام الرسمية، فقد توفّي حوالي 17,000 شخص.

تشهد المنطقة هزّات ارتدادية بقوّة 4.9، وستستمرّ لأسابيع مع توابع تراوح قوّتها بين 4 و5 درجات، وأحياناً أكبر قليلاً

لكن منذ ذلك التاريخ، مرّت 20 عاماً ولم يحدث في المنطقة أيّ زلزال. والآن هناك سيناريو مشابه يحدث على طول حدود الصفيحة، التي تمتدّ جنوب شرق البلاد، باتجاه الصفيحة التكتونية العربية. وعلى هذا الخطّ، ضرب زلزال يوم الإثنين، وكان مركزه بالقرب من غازي عنتاب في جنوب تركيا. وبحسب خبير الزلازل بيورن لوند، “كلّ ما نحن متأكّدون منه تماماً هو حدوث هزّات ارتدادية شديدة وبشكل مستمرّ”.

تشهد المنطقة هزّات ارتدادية بقوّة 4.9، وستستمرّ لأسابيع مع توابع تراوح قوّتها بين 4 و5 درجات، وأحياناً أكبر قليلاً. ويؤكّد بيورن لوند أنّه ما يزال هناك خطر حدوث هزّة بقوّة 6 درجات. لكن من المستحيل معرفة متى ستحدث، ولا مدى احتمال أن يحدث زلزال آخر بهذا الحجم.

وفقاً لبيورن لوند، يبحث العلماء الآن كيفيّة تفاعل الزلزال الكبير الأوّل مع الزلازل الأخرى لمعرفة درجة الخطر على حدود الصفائح التكتونية في المنطقة كلّها. وبعد الانتهاء من أخذ القياسات من المحتمل أن يحصل العلماء على النتائج في غضون يومين. وكما يؤكّد بيورن لوند، ستُظهر النتائج تزايد الخطر أو تناقصه فقط، وإذا تبيّن أنّ درجة الخطر عالية فلا توجد طريقة للتنبّؤ بزمن حدوث زلزال آخر، إذ قد يحدث في الوقت القريب أو بعد عدّة سنوات، وتحديداً في شمال تركيا. ويقول بيورن لوند إنّ أهميّة تقويمات المخاطر التي يُجريها الباحثون تكمن في تحديد درجة الأمان في المناطق المنكوبة من أجل إعادة الإعمار والبناء في السنوات المقبلة.

إقرأ أيضاً: تركيا ودبلوماسيّة الزلازل: الإنسانيّة أوّلاً

في العديد من البلدان، يتمّ إنشاء أنظمة إنذار مبكّر تدقّ ناقوس الخطر بعد الزلزال الأوّل لتنذر الأشخاص الموجودين في أماكن أبعد وتعطيهم مهلة من 10-30 ثانية للتصرّف. لكنّ الأمر ليس بهذه الفعّالية، بحسب بيورن لوند الذي يرى أنّه إذا لم يكن بإمكان المرء الخروج من المكان في غضون 5-7 ثوانٍ، فمن الأفضل البقاء في المنزل، ويضيف: “هناك هزّة أولى صغيرة نسبيّاً، ثمّ تأتي الهزّة التالية أقوى بشكل ملحوظ. إذا لم تكن قد تمكّنت من الخروج بثوانٍ، يمكن أن يطرحك الزلزال أرضاً وأنت على السلّم، لذلك من الأفضل الاحتماء بجدار داخلي أقوى قليلاً”.

مع ذلك، تعتمد كيفيّة التصرّف في حالة الهزّات أو الزلازل في آخر الأمر على جودة بناء المنزل. إذ إنّ هناك منازل مبنيّة بدون حديد تسليح في الخرسانة، أو مبنيّة بالقليل من الإسمنت، أو منازل مصنوعة من الطوب المكدّس بدون تسليح على الإطلاق. ووفقاً لعالِم الزلازل في جامعة أوبسالا، بيورن لوند، من المهمّ البدء بنشر الوعي لكيفية التصرّف في مواقف كهذه مثلما فعلت البلدان المعتادة على الزلازل.

 

لقراءة النص الأصلي: إضغط هنا

مواضيع ذات صلة

فريدمان لترامب: كانت المرة الأولى أكثر سهولة

العالم هو دائماً أكثر تعقيداً مما يبدو خلال الحملات الانتخابية، وهو اليوم أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.. وإذا كان قد تمّ تجاوز الكثير من…

برنامج ترامب منذ 2023: الجمهورية الشعبية الأميركية

“سأحطّم الدولة العميقة، وأزيل الديمقراطيين المارقين… وأعيد السلطة إلى الشعب الأميركي“. هو صوت دونالد ترامب الرئيس 47 للولايات المتحدة الأميركية المنتخب يصدح من مقطع فيديو…

20 ك2: أوّل موعد لوقف إطلاق النّار

في حين أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي أنّ إسرائيل تضع خططاً لتوسيع هجومها البرّي في جنوب لبنان، نقلت صحيفة “فايننشيل تايمز” البريطانية عن…

نصائح أوروبيّة وكوريّة… للتّعامل مع ترامب

تستعدّ الحكومات الحليفة والصديقة للولايات المتحدة الأميركية، كما العدوّة والمنافسة لها، لتحوّلات مقلقة وإدارة أكثر تقلّباً في واشنطن في ما يتعلّق بالسياسة الخارجية الأميركية مع…