كتاب وثائقيّ عن انتفاضة 17 تشرين لئلّا يفوتها التاريخ

مدة القراءة 5 د

صدر عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” كتاب “انتفاضة 17 تشرين: ساحات وشهادات”. أعدّه وأشرف عليه خالد زيادة والزميل محمد أبي سمرا، وشارك في الاستقصاء والبحث مجموعة من الباحثين: بول طبر، جميل كرم، زياد الصايغ، عبيدة تكريتي، غيث حمود، فوزي يمّين، وليد حسين.

الكتاب هو الأوّل، والوحيد حتى اللحظة، الذي يتناول انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 في لبنان. وهو يتألّف من أربعة أقسام.

 

القسم الأول: “مداخل”

يحتوي على ثلاث مقدّمات ضرورية للإحاطة بأسباب الانتفاضة ودوافعها، كتبها خالد زيادة:

– “مرجعيّات الانتفاضة”، وهي قراءة في مصطلح الثورة وتقديم بعض نماذجها: “الربيع العربي”، حركة “السترات الصفراء” في فرنسا، و”ثورة تشرين” في العراق.

– “لبنان الطوائف والسياسة”، وهي قراءة في تاريخ لبنان وأزماته وترابطها وتناسلها الواحدة من الأخرى، حتى نظام ما بعد الطائف.

الكتاب هو الأوّل، والوحيد حتى اللحظة، الذي يتناول انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 في لبنان. وهو يتألّف من أربعة أقسام

– “على أيّ نظام قامت انتفاضة 17 تشرين؟”، من كتابة محمد أبي سمرا، الذي فنّد سمات انتفاضة 17 تشرين المميّزة، وبيّن أنّ العامل البعيد لقيامها يكمن في بنية تكوّن النظام السياسي اللبناني بعد توقّف الحروب الأهلية – الإقليمية في لبنان (1975-1990)، وتوزيع المغانم والحصص وعوائد الدولة والوظائف لقاء الولاء لنظام الأسد ووصايته، ثمّ كيفية تحوّل نظام الاستنزاف والمناهبة من كونه ثلاثيّاً إلى خماسيّ بعد عام 2006، مع بروز حزب الله بفائض قوّته العسكرية وتماسك عصبيّته الأهلية والجماهيرية داخل الطائفة الشيعية، ومعه أيضاً وتحت رعايته التيّار العوني. وهناك تتبّع لمسارات الأجيال الشابّة والطلّابية المتمرّدة على الأحزاب والقيادات التقليدية منذ حقبة الوصاية السورية حتّى صراع المعسكرين 8 و14 آذار.

 

القسم الثاني: “الساحات”

يتناول المشاركون في البحث مجريات ثورة 17 تشرين: يوميّاتها ومنعطفاتها وأحداثها وساحاتها. وهنا نعثر على وصف ميداني منذ بداية الانتفاضة حتى أفولها في المدن والمناطق الأساسية التي قامت فيها وشهدت شوارعها وساحاتها تظاهرات واعتصامات وتحرّكات.

اعتُمدت في الوصف والتقصّي مصادرُ كثيرة وواسعة:

– شهادات محلّيّة من ناشطين شاركوا في الثورة.

– متابعات صحافية يومية ميدانية متنوّعة لتحرّكاتها.

– مجموعات ومنظّمات المجتمع المدني الفاعلة فيها، وذلك لرصد التمايزات بين التحرّكات والتظاهرات ومجتمعاتها في المدن والمناطق.

وهنا تبرز الملامح التالية:

– تأثير انسحاب الجمهور الشيعي، بعد طلب الأمين العام لحزب الله، على زخم الانتفاضة جماهيرياً، والإحباط الذي تسبّب به للكثير من الناشطين والناشطات.

– لحظات الذروة والأمل التي أعادت تزخيم الانتفاضة، ولا سيّما الهبّة الطلّابية في 5 تشرين الثاني.

– الهبّة النسائية في 7 تشرين الثاني.

– عرض الاستقلال المدني في ساحة الشهداء في ذكرى الاستقلال. والسلسلة البشرية في 27 تشرين الثاني على امتداد الطريق الساحلية.

– مسيرات المحبّة النسائية بين الشيّاح وعين الرمّانة، وبين التباريس المسيحية وحيّ الخندق الغميق الشيعي المقابل تحت عنوان “الجار قبل الدار”.

– اعتداءات جمهور الثنائي الشيعي على المحتجّين وخيمهم، والعنف المفرط من قِبل القوى الأمنيّة ضدّ المحتجّين.

– غلبة التطرّف اليساري والشيوعي على الاحتجاجات في بيروت مع تراجع زخم الانتفاضة.

– الانقسامات التي بدأت تضرب المجموعات الثوريّة والفشل في إنتاج قيادة للثورة.

– تحرّك المغتربين وأهميّته وتأثيره.

شهادات موسّعة رواها ناشطون عن مشاركاتهم التفصيلية في ثورة 17 تشرين، وتتضمّن مقتطفات من سِيَر الرواة تبيّن مصادرهم العائلية وانتماءاتهم الطبقية والأهلية والمناطقية والطائفية المتباينة

القسم الثالث: “شهادات”

شهادات موسّعة رواها ناشطون عن مشاركاتهم التفصيلية في ثورة 17 تشرين، وتتضمّن مقتطفات من سِيَر الرواة تبيّن مصادرهم العائلية وانتماءاتهم الطبقية والأهلية والمناطقية والطائفية المتباينة.

هذه الشهادات بلغ عددها عشراً:

– أربع شهادات من بيروت، ثلاث منها لنشطاء (شابّ وشابّتين) من الفئة المتوسّطة البيروتية، وواحدة لفلسطينية – أردنية مقيمة في بيروت ومتزوّجة بلبناني.

– سيرة موسّعة لفتى من الضاحية الجنوبية لبيروت شارك في يوميّات الثورة في ساحة الشهداء.

– أربع شهادات من طرابلس: ثلاث منها لنشطاء (امرأة ورجلين) من فئات متوسّطة في منظّمات المجتمع المدني. والرابعة لأحد فتوّات الأحياء الطرابلسيّين الذي كان من منظّمي النشاطات في ساحة النور.

– شهادة من مدينة صور تبيّن أحوال المجتمع الصوريّ قبل الثورة وأشكال مشاركته فيها.

– شهادات ناشطين في زغرتا جُمعت في شهادة واحدة تبيِّن أشكال مشاركة الفئات الشبابية المحليّة الزغرتاوية في نشاطات الثورة.

وتشكّل هذه الشهادات الموسّعة مادّة تمكّن من قراءة “مايكروسوسيولوجيّة” لفئات المجتمع اللبناني، انطلاقاً من ثورة 17 تشرين.

 

القسم الرابع: “خلاصات”

يقدّم الكتاب ثلاث خلاصات:

– الأولى: ترى أنّ المنتفضين في 17 تشرين صنعوا بنية تحتية رمزية عميقة تشكّل مدماكاً أساسياً في المسار المفتوح لتغيير النظام اللبناني ووكلائه الرئيسيّين. وهذه البنية التحتية والدينامية دخلت وجدان قطاعات واسعة من اللبنانيّين وذاكرتهم في الوطن والمهجر.

إقرأ أيضاً: بوجه من انتفضوا: المناهبة”(*) الخماسيّة؟ (2)

– الثانية: تتحدّث عن بعض الإشراقات في 17 تشرين مقابل بعض الإخفاقات: خلل استدامة الحراك الميداني، قصور مأسسة منصّات سياسية بديلة ولوبيينغ اغترابي وتشتّت قوى الحراك، ترهّل في احتراف مخاطبة الرأي العام، وضعف الاستعدادات للاستحقاقات الدستورية الانتخابية.

– الثالثة: إدارة المعركة الانتخابية على نحو يفتقر إلى الاحتراف. لكنّ نتائجها انجلت عن سقوط رموز ما كان أيٌّ من المراقبين يتوقّع غيابها، وبرز جمهور لبناني ذو نَفَس اعتراضي مؤثّر يُنتظر أنْ يعيد السياسة إلى الحياة العامّة.

مواضيع ذات صلة

بيروت تتنفّس الصّعداء: سينما… وبوح النّازحين

بدأت الحياة الثقافية تتنفّس الصعداء في لبنان وإن بخجل، بعد شلل قسري تامّ منذ أواخر أيلول الماضي وتوسّع الحرب الإسرائيلية على لبنان وتخطّيها الحدود إلى…

فيلم “أرزة”: بارقة أمل لبنانيّة… من مصر إلى الأوسكار

أينما يحلّ فيلم “أرزة” اللبناني (إخراج ميرا شعيب وتأليف فيصل سام شعيب ولؤي خريش وإنتاج علي العربي) يمنح المشاهد، وخصوصاً اللبنانيين، الكثير من الأمل. فعدا…

90 عاماً من فيروز: صوت تاريخنا… ولحن الجغرافيا

اليوم نكمل تسعين سنةً من العمر، من الإبداع، من الوطن، من الوجود، من فيروز. اليوم نحتفل بفيروز، بأنفسنا، بلبنان، وبالأغنية. اليوم يكمل لبنان تسعين سنةً…

سيرتي كنازحة: حين اكتشفتُ أنّني أنا “الآخر”

هنا سيرة سريعة ليوميّات واحدة من أفراد أسرة “أساس”، وهي تبحث عن مسكنٍ لها، بعد النزوح والتهجير، وعن مساكن لعائلتها التي تناتشتها مناطق لبنان الكثيرة…