لماذا “تطبيق الطائف”؟
تختلف الاجابات وتتنوّع، لكن ما قاله النائب والوزير السابق مروان حمادة في جلسة مجلس النواب في 28 شباط 2005 بعد 14 يوماً على اغتيال الرئيس رفيق الحريري كافٍ لتقديم الاجابة الكاملة الشاملة على هذا السؤال، حيث قال:
“كُلّفت إعداد المقدّمة السياسية للبيان الوزاري. فقمت بالعمل وعرضته على الشهيد الرئيس الحريري فوافق عليه باستثناء صفحة واحدة، أريد أن يعرف اللبنانيون ما هي، وقد رماها في سلّة المهملات قرب مكتبه فنظرت إليه متعجّباً ومتسائلاً: “أين أخطأت يا دولة الرئيس؟”، وكانت الصفحة تتضمّن سطراً واحداً يؤكّد مسلّماتنا الوطنية المبنيّة على إشارة إلى اتفاق الطائف. نظر إليّ الشهيد وقال: “جايي على ذكر الطائف يا مروان، بدّك تروّحنا؟”. الطائف الذي بنينا معاً عليه السلم الأهلي تحوّل مذ ذاك من المسلّمات الى الممنوعات والمحرّمات. الآن عاد تغطيةً لأمور أخرى، لماذا؟ ألأنّه يذكر اللامركزية الادارية أو استقلال القضاء؟ هذه نكتة، بل لأنه يذكر مع كل الاستحقاقات انسحابات سورية لم تتم ولم يكن، كما يبدو في النية، اتمامها، ولأنه يذكر فصل الاجهزة العسكرية عن الممارسة السياسية، الامر الذي لم يتم بل مورس عكسه. بدّك تروّحنا يا مروان، كان رفيق الحريري مهدّداً مذ ذاك، لأن أي ميل أو نزعة او اتجاه أو حتى انتماء الى بعض الاستقلال اللبناني كان سينعكس عليه وعلينا بالويلات”.
“تطبيق الطائف” ليس مطلباً بل هو حاجة وطنية ووصفة وحيدة كي يبقى لنا وطن اسمه لبنان
33 سنة على إقرار اتفاق الطائف. شُنّت حروب وصيغت مؤامرات لإسقاطه. تساقط البعض من المتآمرين، والبعض الآخر بدأ بالتراجع معلناً تمسّكه به مباشرة أو بالواسطة. إلا ان اتفاق الطائف بقي هو الحلّ. الخشبة الوحيدة التي يمكن لنا كلبنانيّين التعلّق بها للنجاة بوطننا وسط هذه الأمواج العاتية. لافتاً كان المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان عندما أعلن الاسبوع الفائت التمسّك باتفاق الطائف وبوجوب تنفيذه، ناسخاً بذلك كل دعواته السابقة لتغيير النظام، ومتراجعاً عنها.
إقرأ أيضاً: السعودية حارسة الدولة والطائف.. والباقي سرديات لبنانية
“تطبيق الطائف” ليس مطلباً بل هو حاجة وطنية ووصفة وحيدة كي يبقى لنا وطن اسمه لبنان.
من هنا ينشر “أساس” بدءاً من الغد ملف “تطبيق الطائف” في الذكرى الـ33 على إقراره، وذلك في سلسلة مقالات وحوارات مع شهود على ولادته، وحرّاس على تطبيقه.
غداً مع الوزير والنائب السابق طلال المرعبي..