إسرائيل وافقت على “23 زائد قانا”: نريد حصّة من البلوك 8

مدة القراءة 4 د

حمل الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، آموس هوكستين، ردّاً واضحاً يعلن موافقة الإسرائيليين على المقترح اللبناني بالترسيم وفق “الخطّ 23 + حقل قانا كاملاً للبنان”.

لكنّ الموافقة جاءت مشروطة بسؤال طرحه الإسرائيليون على هوكستين وعلى لبنان: “ماذا سنأخذ في المقابل؟”.

هذا ما أبلغه هوكستين للرؤساء الثلاثة، رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بحضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا والمدير العامّ للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. والأرجح أنّ هذا ما بحثه هوكستين مع اللواء إبراهيم فور وصوله إلى لبنان أمس الأوّل.

بحسب مصادر مطّلعة على ما دار في اجتماع بعبدا لـ”أساس”، فإنّ الجانب الإسرائيلي يقترح أن يتخلّى لبنان عن مساحة بحريّة في حقل آخر خارج قانا وكاريش، في سياق الترسيم “المتعرّج”.

وبحسب مصادر مقرّبة من بعبدا، فإنّ الرسالة هي التالية: “نحن نوافق على التنازل عن مساحة 860 كلم2 للبنان (أي المساحة بين خطّ فريدريك هوف والخطّ 23) ونتنازل عن حصتنا من مساحة حقل قانا، لكن على الجانب اللبناني أن يقابلنا بخطوة مماثلة بالتنازل عن مساحة محدّدة شمال الخطّ 23، أي جزء من البلوك رقم 8”.

بحسب مصادر مطّلعة على ما دار في اجتماع بعبدا لـ”أساس”، فإنّ الجانب الإسرائيلي يقترح أن يتخلّى لبنان عن مساحة بحريّة في حقل آخر خارج قانا وكاريش، في سياق الترسيم “المتعرّج”

وقالت المصادر المطلّعة على ما دار في الاجتماع إنّ “موقف لبنان كان موحّداً بين الرؤساء الثلاثة، وهو أنّ لبنان لا يريد أن يعطي ولا أن يفرّط بأيّ مساحة من حدوده البحرية، ولا أن يتنازل عن حقّه أو ثرواته للجانب الإسرائيلي مقابل حقل قانا كاملاً. إذ يعتبر لبنان أنّه قدّم ما يلزم من تنازلات من خلال تخلّيه عن الخطّ 29، وأنّ هذا هو المقابل لحقل قانا كاملاً مع الخطّ 23”.

أما أجواء عين التينة فتحدثت لـ”أساس” عن عن “إعادة انطلاق جيّدة، وطبعاً في الناقورة”، وذلك في إشارة إلى العودة لـ”اتفاق الإطار” الذي أنجزه الرئيس برّي، وليس للتفاوض عبر الوسيط هوكستين، بل عبر غرفة التفاوض العسكرية.

 

توافق على “عدم التطبيع”

 كان هوكستين، قبل وصوله وقبل لقائه أيّاً من المسؤولين اللبنانيين، يؤكّد ما كرّره في لقاء بعبدا، وهو أنّ الأميركيين والإسرائيليين يتفهّمون بالكامل مطلب لبنان بعدم التطبيع مع إسرائيل بأيّ شكل من الأشكال، ولو تحت عناوين “تقنيّة” أو “لوجستيّة”. وأكّد هوكستين ضمانة أميركا لعدم مشاركة أيّ حقل بين لبنان وإسرائيل، والموافقة على رفض لبنان أيّ تقاسم، وإن من خلال صندوق استثماري مشترك، ولا بأيّ شكل من الأشكال، مباشر أو غير مباشر، ولا من أيّ نوع.

وقالت معلومات لـ”أساس” إنّ فرنسا تلعب دوراً في هذا السياق، من خلال ضمانة شركة “توتال” أنّها ستبدأ التنقيب مباشرةً، باعتبارها الشركة المتعاقدة مع لبنان، من دون أيّ “شراكة” مع إسرائيل.

وسط تكتّم عمّا دار في اللقاء، فإنّ نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الذي تولّى الترجمة لـ40 دقيقة قبل وصول المترجم، خرج ليعلن أنّ “الأجواء إيجابية، والجميع خرج مرتاحاً من الاجتماع”، ووعد “بالعمل خلال الأسابيع المقبلة في فترة زمنية قصيرة وسننتظر النتيجة”.

إقرأ أيضاً: الفيديو الصاروخي بوجه الدولة أو هوكستين؟

وتابع بو صعب: “لم يطلب منّا أحد قضم البلوكات وتمديد الأنابيب، لبنان طالب ببلوكاته كاملة، ولم يعرض علينا هوكستين أبداً أيّ تقاسم للثروة أو البلوكات أو الأرباح مع العدوّ الإسرائيلي”.

أما هوكستين فقال بعد لقاء بعبدا: “ممتنّ للرئيس عون على الاجتماع مع الرؤساء، وأنا متفائل جدّاً للوصول إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة”.

مواضيع ذات صلة

الاتّفاق Done: إعلانه خلال أيّام.. أو أسابيع؟

بين واشنطن وتل أبيب وبيروت أصبحت شروط الاتّفاق معروفة، ولا ينقصها سوى لمسات أخيرة قد تستلزم يوماً واحداً، وقد تطول لأسابيع، أربعة ربّما. لكن ما…

“اليوم التّالي” مطعّم بنكهة سعوديّة؟

لم يعد خافياً ارتفاع منسوب اهتمام المملكة العربية السعودية بالملفّ اللبناني. باتت المؤشّرات كثيرة، وتشي بأنّ مرحلة جديدة ستطبع العلاقات الثنائية بين البلدين. الأرجح أنّ…

مخالفات على خطّ اليرزة-السّراي

ضمن سياق الظروف الاستثنائية التي تملي على المسؤولين تجاوز بعض الشكليّات القانونية تأخذ رئاسة الحكومة على وزير الدفاع موريس سليم ارتكابه مخالفة جرى التطنيش حكوميّاً…

“الفرصة الأخيرة” وسط الألغام

قبل ساعات من وصول الموفد الأميركي آموس هوكستين تقصّد العدوّ الإسرائيلي كما الحزب رفع مستوى الضغط الميداني إلى حدّه الأقصى: إسرائيل تكرّر قصف عمق العاصمة…