الانتخابات النصفية: ترامب يتفوّق على بايدن

مدة القراءة 6 د

قلّص المرشّحون الديمقراطيون، في أحدث استطلاع للرأي، تقدُّم المرشّحين الجمهوريين عليهم، من تسع نقاط إلى نقطة واحدة، قبل 100 يوم تقريباً من موعد انتخابات تشرين الثاني المقبل للتجديد النصفي للكونغرس الأميركي، بمعدّل 45% للمرشّحين الجمهوريين مقابل 44% للمرشّحين الديمقراطيين، وذلك وفقاً للاستطلاع الوطني لمعهد إيمرسون Emerson College Polling National Survey، الذي نُظّم يومَيْ 19 و20 تموز الحالي. وبلغت عيّنة الاستطلاع من الناخبين المسجّلين 1,078 شخصاً، مع هامش مصداقية (CI) مشابه لهامش خطأ الاستطلاع (MOE)، ويبلغ +/- 2.9 نقطة مئوية. وجُمعت البيانات باستعمال نظام الاستجابة الصوتية التفاعلية (IVR) للخطوط الأرضية ولوحة عبر الإنترنت.

عند سؤال المستجوَبين لمن سيصوّتون اليوم، فيما لو كانت الانتخابات النصفية تجري الآن، انقسم الناخبون بالتساوي تقريباً حول السؤال، حيث قال 43.7% منهم إنّهم يدعمون المرشّح الديمقراطي مقابل 44.7% منهم قالوا إنّهم يفضّلون فوز المرشّح الجمهوري. فرق النقطة الواحدة، هو ضمن هامش الخطأ الذي يبلغ 2.9 نقطة للمسح الاستطلاعي، ممّا يعني أنّ الحزبين متقاربان بشكل أساسي، وفقاً للاستطلاع. وكانت استطلاعات معهد إيمرسون على مدار العام قد أشارت إلى أنّ من المرجّح أن يتقدّم الجمهوريون في الانتخابات النصفية. في شباط، تقدّم الجمهوريون على الديمقراطيين بـ 9 نقاط، لكنّ هذا التقدم تقلّص تدريجاً على مدار الأشهر الفاصلة.

منذ حزيران الماضي، انخفض الاهتمام بالاقتصاد كأهمّ قضية تواجه الأمّة بنظر الناخبين

كما يبدو أنّ ناخبي كلا الحزبين لديهم دوافع متساوية للتصويت، حيث قال 93.4% من الناخبين ذوي الميول الديمقراطية إنّهم متحمّسون للغاية أو إلى حدّ ما، و93.2% من الناخبين ذوي الميول الجمهورية قالوا الشيء نفسه.

قال سبنسر كيمبال Spencer Kimball، المدير التنفيذي للمعهد: “من يعتبرون أنّ الإجهاض القضية الأكثر أهمّية التي تواجه الأمّة، لديهم دافع أكبر للتصويت في تشرين الثاني هذا العام، أكثر من أنصار أيّ قضية أخرى. فمن بين ما يقرب من 1 من كلّ 10 ناخبين يعتبرون أنّ الإجهاض هو القضية الأولى بالنسبة لهم، هناك 89% منهم متحمّسون للغاية للتصويت في تشرين الثاني. وبالمقارنة، فإنّ 76% من الناخبين الذين يقولون إنّ الاقتصاد هو القضية الأولى، لديهم حافز كبير للتصويت. أمّا الناخبون الذين يقولون إنّ الإجهاض هو أهمّ قضيّة للمرشّح الديمقراطي فيبلغون 80% بالمقارنة مع 8% منهم يعتبرون ذلك بالنسبة للمرشّح الجمهوري”.

 

تراجع الاهتمام بالاقتصاد

منذ حزيران الماضي، انخفض الاهتمام بالاقتصاد كأهمّ قضية تواجه الأمّة بنظر الناخبين، أي تراجع سبع نقاط (من 58% إلى 51%). أمّا الجريمة والإجهاض فهما أكثر المشكلات التي جرى ذكرها بعد الاقتصاد، حيث بلغ الاهتمام بكلّ منهما 9%، تليهما الرعاية الصحية (8%)، والهجرة (5%)، والقدرة على تحمّل تكاليف السكن (4%)، وفيروس كوفيد -19 (3%).

يحظى الديمقراطيون راهناً بأغلبية في مجلسَيْ النواب والشيوخ. وفي هذا المجال، يعتقد ما يزيد قليلاً على ربع الناخبين (26%) أنّ الأغلبية الديمقراطية كانت فعّالة في تمرير السياسات الديمقراطية، فيما يعتقد 46% من الناخبين أنّها لم تكن فعّالة، و28% من المستجوَبين هم محايدون.

ونظراً إلى أنّ لاعب كرة السلّة المحترف بريتني غرينر Brittney Griner يواجه المحاكمة في موسكو، فإنّ ما يقرب من ثلث الناخبين (31%) لا يوافق على طريقة تعامل الرئيس جو بايدن مع الموقف، بمقابل أقلّ من الربع (23%) يوافق على موقفه من القضية، بينما 46% من الناخبين إمّا لم يسمعوا بذلك (18%)، أو هم محايدون (27%) في هذا الشأن.

بعد رحلة بايدن إلى الشرق الأوسط، رفضت أغلبية الناخبين (40%) قرار الرئيس مقابلة وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. فيما وافق ما يقرب من ربع الناخبين (24%) على اجتماع الرئيس بايدن مع وليّ العهد، و36% من الناخبين إمّا لم يسمعوا بالموضوع (14%) أو هم محايدون (22%).

يوافق 40% من المستجوَبين الرئيس بايدن على أدائه في المنصب، بمقابل رفض 53% له. ولا تزال نسبة تأييد بايدن من دون تغيير منذ استطلاع الشهر الماضي. أمّا الكونغرس الأميركي فيحظى بنسبة تأييد تبلغ 18% من المستجوَبين، بمقابل اعتراض 66% منهم.

يحظى الديمقراطيون راهناً بأغلبية في مجلسَيْ النواب والشيوخ. وفي هذا المجال، يعتقد ما يزيد قليلاً على ربع الناخبين

“ويواجه الرئيس بايدن تحدّيات في محكمة الرأي العام عندما يتعلّق الأمر بالشؤون الخارجية، فكلٌّ من رحلته إلى المملكة العربية السعودية والإجراءات المتعلّقة بقضية غرينر غير محبّذة بالنسبة إلى الناخبين. لكن في الوقت نفسه، فإنّ الاقتصاد يبدو أقلّ إقلاقاً للناخبين ممّا كان عليه الشهر الماضي. إجمالاً، استمرّت نسبة تأييد بايدن كما كانت الشهر الماضي”، كما يقول كيمبال.

 

ترامب يسبق بايدن

في المواجهات الافتراضية للانتخابات الرئاسية عام 2024 بين الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، وبين المرشّح الديمقراطي السابق بيرني ساندرز Bernie Sanders وترامب، يتفوّق ترامب على بايدن بنسبة 46% مقابل 43% لبايدن، ويتفوّق ترامب على ساندرز بنسبة 45% مقابل 40%.

لم يقُل ترامب بعد ما إذا كان سيطلق حملة العودة إلى البيت الأبيض في انتخابات عام 2024، على الرغم من أنّه أثار هذا الاحتمال أكثر من مرّة، ويُقال إنّه يدرس إصدار إعلان في وقت مبكّر هذا العام.

في غضون ذلك، قال بايدن إنّه يخطّط للترشّح لولاية ثانية، على الرغم من استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت أنّ معظم الديمقراطيين لا يريدون منه أن يسعى إلى إعادة انتخابه.

يُنظر أيضاً إلى ساندرز، الذي سعى إلى الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي من دون نجاح في عامَيْ 2016 و2020، على أنّه مرشّح محتمل في 2024، على الرغم من أنّه قال إنّه لن يتحدّى بايدن في الانتخابات إذا قرّر الرئيس الترشّح لولاية ثانية.

إقرأ أيضاً: كيف سقطت استطلاعات الرأي في امتحان الانتخابات الأميركية؟

وقال عدد كبير من الناخبين (49%) إنّهم يكسبون المبلغ نفسه من المال في عام 2022 كما كان الحال في عام 2021، في حين أنّ 20% منهم يجنون أموالاً أكثر. ويكسب 32% منهم أموالاً أقلّ من العام الماضي. وعندما يتعلّق الأمر بالادّخار هذا العام، فإنّ غالبيّة الناخبين (51%) يدّخرون أموالاً أقلّ ممّا ادّخروه في عام 2021، و32% يدّخرون الحجم نفسه تقريباً، ويدّخر 17% منهم أكثر هذا العام مقارنة بالعام الماضي.

 

لقراءة النص الأصلي: إضغط هنا 

مواضيع ذات صلة

فريدمان لترامب: كانت المرة الأولى أكثر سهولة

العالم هو دائماً أكثر تعقيداً مما يبدو خلال الحملات الانتخابية، وهو اليوم أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.. وإذا كان قد تمّ تجاوز الكثير من…

برنامج ترامب منذ 2023: الجمهورية الشعبية الأميركية

“سأحطّم الدولة العميقة، وأزيل الديمقراطيين المارقين… وأعيد السلطة إلى الشعب الأميركي“. هو صوت دونالد ترامب الرئيس 47 للولايات المتحدة الأميركية المنتخب يصدح من مقطع فيديو…

20 ك2: أوّل موعد لوقف إطلاق النّار

في حين أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي أنّ إسرائيل تضع خططاً لتوسيع هجومها البرّي في جنوب لبنان، نقلت صحيفة “فايننشيل تايمز” البريطانية عن…

نصائح أوروبيّة وكوريّة… للتّعامل مع ترامب

تستعدّ الحكومات الحليفة والصديقة للولايات المتحدة الأميركية، كما العدوّة والمنافسة لها، لتحوّلات مقلقة وإدارة أكثر تقلّباً في واشنطن في ما يتعلّق بالسياسة الخارجية الأميركية مع…