الحوار الإيراني – السعودي ليس بالمُستحيل، لكنّه ليسَ الحوار السّهل أيضاً. سيحضر اليمَن، كما دائماً. وسيغيب لبنان كما هو الحال أيضاً.
فبعد سنةٍ و4 أشهر تقريباً من أوّل جلسة حواريّة بين السّعوديّة وإيران في العاصمة العراقيّة بغداد، كشفَ مصدر عراقيّ مسؤول لـ”أساس” أنّ اللقاء بين وزيرَيْ خارجيّة البلديْن باتَ “أقرب من أيّ وقتٍ مضى”، وقد تشهد الأيّام القليلة المُقبلة لقاءً بين الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وحسين أمير عبد اللهيان برعاية رئيس الوزراء العراقيّ مُصطفى الكاظمي، ووزير خارجيّته فؤاد حسين معصوم ومُستشار الأمن الوطنيّ قاسم الأعرجي.
بحسب المعلومات التي حصل عليها “أساس” فإنّ زيارة الرّئيس الأميركيّ جو بايدن للمنطقة كانت دافعاً باتجاه هذا النّوع من اللقاءات، خصوصاً الثّناء الذي أبداه سيّد البيت الأبيض على جهود الكاظميّ في جمع السّعوديّة وإيران حول طاولة حواريّة.
تشير المصادر أيضاً إلى أنّ الكاظمي كان يسعى إلى عقد اللقاء في الأيّام التي سبَقت جولة بايدن، وقد بحث هذا الأمر خلال لقائه وليّ العهد السّعوديّ الأمير محمّد بن سلمان في الرّياض التي انتقلَ منها إلى طهران للقاء الرّئيس إبراهيم رئيسي، فكان القرار في كلٍّ من الرّياض وطهران إيجابيّاً، إذ وافقت العاصمتان على اللقاء لكن بعد زيارة الرّئيس الأميركيّ للمنطقة
بحسب مصدر دبلوماسيّ خليجيّ، فإنّ الملفّ اللبنانيّ لن يكون حاضراً في أولويّات أيّ لقاءٍ بين وزيرَيْ الخارجيّة، إن حصل
ظهرَت “إرهاصات” قبل أيّام تشير إلى ارتفاع أسهم حصول اللقاء:
– كان أوّلها إعلان وكالة “رويترز” عن قُرب تبادل السّفراء بين دولتَيْ الإمارات والكويت مع إيران. يقول المصدر العراقيّ لـ”أساس” إنّ قراراً كهذا لا تتّخذه دولتان أساسيّتان في الخليج من دون التنسيق مع السّعوديّة.
– أمّا ثاني هذه الإرهاصات فكان موافقة المملكة على إعطاء تأشيرة لممثّل مرشد الثّورة الإيرانيّة علي خامنئي لأداء مناسك الحجّ.
– وكان ثالثها دعوة الكاظمي للمدير العام للأمن العام اللبنانيّ اللواء عبّاس إبراهيم لزيارة بغداد الثّلاثاء الماضي. بحسب المعلومات، فإنّ رئيس الوزراء العراقيّ كشفَ لضيفه اللبنانيّ أنّ اللقاء بين وزير الخارجيّة السّعوديّ ونظيره الإيرانيّ قد يكون مسألة أيّام في حال لم يحصل أيّ أمر مفاجئ.
– ورابعها والأهمّ كانت كلمة وليّ العهد السّعوديّ في قمّة جدّة. كانَ محمّد بن سلمان واضحاً في دعوته إيران إلى أن تكون شريكة لدول المنطقة في الازدهار والرّخاء، شريطة أن تتوقّف عن التّدخّل في شؤون دول المنطقة. وبعد كلام وليّ العهد، كان وزير الخارجيّة السّعوديّ يقول إنّ اليد ممدودة لإيران لاستكمال الحوار الذي يهدف إلى إرساء الاستقرار في المنطقة.
وجدَ كلام بن فرحان صداه في طهران. فلاقاه حسين أمير عبد اللهيان بتغريدة قال فيها إنّ بلاده “تشدّ على اليد الممدودة إليها”.
حوار مفيد للمنطقة طلّها
لا شكّ أنّ أيّ حوارٍ بين الرّياض وطهران سيكون مُفيداً للمنطقة ككلّ، لكن أين لبنان في أجندة البلدَيْن؟
بحسب مصدر دبلوماسيّ خليجيّ، فإنّ الملفّ اللبنانيّ لن يكون حاضراً في أولويّات أيّ لقاءٍ بين وزيرَيْ الخارجيّة، إن حصل.
الأولويّة هي للأمن القوميّ السّعوديّ وخطوط الملاحة البحريّة، الأمر الذي يجعل ملفّ اليمن هو الأساس. إذ تسعى السّعوديّة إلى تثبيت الهدنة هُناك، وإطلاق العمليّة السّياسيّة بين أطراف الأزمة. وتشير معلومات “أساس” إلى أنّ سلطنة عُمان تقوم هي الأخرى بجهودٍ كبيرةٍ بين السّعوديّة وإيران لحلحلة الملفّ اليمنيّ.
إقرأ أيضاً: قمّة جُدّة (1): 4 استثناءات بالثّنائيّات العربيّة – الأميركيّة
أمّا لبنان فكلّ المعلومات الآتية من الرّياض والخليج تُفيد أن لا كلام في ملفّه إلّا بعد خروج الرّئيس ميشال عون من قصر بعبدا، مع ما يعنيه من انتهاءٍ لـ”عهد حزب الله” في الرّئاسة.
إلى حين حصول اللقاء تبقى حصّة الأسد لليمن. أمّا لبنان فمتروك للأيّام، وللرئاسة الجديدة…