أثارت أرقام تصويت المغتربين نقاشاً لم يَحجب المعركة الأمّ على الأراضي اللبنانية مع بدء العدّ العكسي لفتح صناديق الاقتراع في 15 أيار.
يأتي استحقاق الداخل في نسخة مضادّة لمشهد الخارج: فرز سياسي حادّ، مال انتخابيّ بـ”الهبل”، فتّ دولارات على عينك يا “هيئة”، دعاية انتخابيّة لأحزاب ومرشّحين تفوق بكثير الميزانية المرصودة، أقلام اقتراع قد تخلو من الحماية الأمنيّة، وانتخابات بلا ميغاسنتر أبقت أكثر من 80% من الناخبين تحت رحمة رموز السلطة أو المتموّلين وأصحاب الأجندات على لوائح المعارضة.
“أكبر عملية انتخابية لوجستية في تاريخ لبنان”، كما وصفها المدير العام للمغتربين هادي هاشم، وصلت نسبتها إلى أكثر من 60% في كلّ دول العالم، بنسبة تراوحت بين 120 و130 ألف ناخب من أصل 225,114 ناخباً تسجّلوا للاقتراع.
يُجمِع الخبراء الانتخابيون على أن لا تأثير جوهريّاً لاقتراع المغتربين على النتائج النهائية
مع ذلك، حتى الأرقام تحوّلت إلى وجهة نظر لدى “معسكرَيْ” المواجهة وما بينهما المعارضة. حاول فريق الثامن من آذار والتيار الوطني الحر اللعب على وتر نسبة الاقتراع “المنخفضة” مقارنة بـ2018 ليحسم سقوط فرضيّة “تسونامي التغيير” في دول الاغتراب وعلى رأسها فرنسا.
في حين تصرّف فريق القوات اللبنانية والحزب التقدّمي الاشتراكي بعقليّة “الاندماج” مع لوائح المعارضة مروِّجاً لفكرة أنّ الاغتراب “قلب الطاولة” بوجه “السلطة والمنظومة”، ونتائج صناديق دول العالم تمهِّد لـ”الفتح الكبير” في صناديق لبنان.
أرقام غير رسميّة
أشارت “الدوليّة للمعلومات” إلى تراجع نسبة الاقتراع في السعودية من 56.2% عام 2018 إلى 49.3%، وفي قطر من 73.8% إلى 66.3%، وأمّا في الإمارات فتخطّت 70%.
قبل أن تصدر النتائج الرسمية عن وزارة الخارجية أكّدت نتائج ماكينات حزبية بناء على النتائج التقريبية لصناديق الاقتراع أنّ نسبة السُنّة المشاركين في العملية الانتخابية في أماكن وجودهم في بعض الدول لم تتجاوز 20%. بينما في الإمارات كانت نسبة الاقتراع الأعلى لدى المسيحيّين. ومجمل هؤلاء ذهب خيارهم أكثر نحو قوى التغيير. في المقابل سجّلت إيران 83.8%، وسوريا 73.8%، وهي أعلى نسبة اقتراع. وانقسم متابعون حول نتيجة أقلام فرنسا التي وصلت إلى 71%: هل تعني تراجعاً أم تصويتاً بأبعاد سياسية؟
يُجمِع الخبراء الانتخابيون على أن لا تأثير جوهريّاً لاقتراع المغتربين على النتائج النهائية، فيما يشير الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين إلى أنّ التعويل الأكبر هو على المليون والـ700 ألف ناخب الذين سيقترعون في الدوائر الانتخابية يوم الأحد.
مع التأكيد أنّ قراءة الأرقام “بالسياسة” تنتظر صدورها رسميّاً بعد فرز كلّ الأقلام يوم الأحد المقبل، فإنّ كلّ التوقّعات كانت تنتظر مشاركة أكثر من 200 ألف ناخب في الدول الـ58 من أصل 225,114 ناخباً.
إقرأ أيضاً: 120 ألف مغترب صوّتوا: هل حسموا بيروت الأولى والثانية؟
لقد حلّت أوروبا في الدرجة الأولى في تسجيل الناخبين بأعداد بلغت 69,374 (30.82%)، ثمّ آسيا والدول العربية في المرتبة الثانية بأعداد بلغت 56,939 (25.29%)، تليهما أميركا الشمالية بأعداد وصلت إلى 56,578 (25.13%). أمّا من حيث أعداد الناخبين فقد حلّت فرنسا في المرتبة الأولى (28,083)، تلتها الولايات المتحدة الأميركية (27,925)، ثمّ كندا (27,413)، وفق الدولية للمعلومات.
جاءت الطائفة المارونية في المرتبة الأولى لناحية عدد الناخبين الذين بلغوا 74,076، أو ما نسبته 32.91%، تلتها الطائفة السنّيّة بعدد وصل إلى 45,815 (20.35%)، ثمّ الطائفة الشيعية بـ44,967 (19.98%).