أسبوعان يفصلان عن موعد فتح صناديق الاقتراع، وأسبوع واحد يفصل بين المغتربين والمراكز التي حدّدتها وزارة الخارجية لكي يدلي غير المقيمين بأصواتهم فيها، كلٌّ في دائرته الانتخابية، بعدما أُسقط مشروع الدائرة الـ16 التي كانت ستضيف ستّة نواب يمثّلون الاغتراب وينضمّون إلى الـ128 الذين يمثّلون المقيمين.
تزداد الأجواء حماسةً وتجييشاً من جانب المتنافسين، موالاة ومعارضة، لدفع الناخبين إلى التوجّه إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم. إلّا أنّ الموالاة لا تشجّع كثيراً على رفع نسبة المشاركة لأنّ ذلك سيزيد من الأصوات الاعتراضية، وفق الدراسات التقديرية، وتفضّل أن تجذب أقلام الاقتراع البلوكات الأساسية، التي لها فيها اليد الطولى، وأن يبقى المتردّدون أو غير المحزّبين في منازلهم.
على الرغم من أنّ مراكز الإحصاء لا تزال عاجزة عن تحديد نسبة الاقتراع بعدما خفّ وهج القوى التغييرية وخفّت حماسة الناخبين تجاههم بسبب تعدّدية اللوائح المعارضة أو التغييرية
(فشلت محاولة الإعلان المشترك لبعض اللوائح التغييرية بسبب الخلافات)، إلا أنّ ثمة تقديرات باتت أقرب إلى اليقين تبيّن حسم بعض المقاعد ونتائجها، خصوصاً إذا جرى إسقاط الأرقام التي حقّقتها الأحزاب في الدورة الماضية ومنحتها حواصل مؤكّدة، والتي يُرجَّح أن تبقى ثابتة في هذا الاستحقاق.
ثمة تقديرات باتت أقرب إلى اليقين تبيّن حسم بعض المقاعد ونتائجها، خصوصاً إذا جرى إسقاط الأرقام التي حقّقتها الأحزاب في الدورة الماضية ومنحتها حواصل مؤكّدة
في المقابل، يوجد 17 مقعداً “فلتاناً” في كلّ لبنان هي الآتية:
في بيروت الأولى: المقعد الأرثوذكسي محسوم للقوات، فيما المقعد الكاثوليكي لـ”التيار الوطني الحر”، وتحجز بولا يعقوبيان لنفسها مقعداً أرمنياً أرثوذكسياً، ويضع الطاشناق مقعداً مماثلاً في الجيب، والمقعد الأرمني الكاثوليكي لجان طالوزيان. يمكن الاستنتاج أنّ ثمّة معركة حامية على مقعد أرمني أرثوذكسي وعلى مقعد الأقليّات الذي أشعل حرباً شرسة بين مجموعات الحراك المدني.
في بيروت الثانية: لا يزال مصير المقعد الأرثوذكسي صعب التحديد، خصوصاً أنّ الضبابيّة تحيط بالجغرافيا السنّيّة ويتعقّد إمكان التكهّن بعدد الحواصل التي ستنالها اللوائح المتنافسة.
في كسروان- جبيل: يضع “التيار” مقعدين في الجيب، وكذلك “القوات”، فيما ينطلق نعمة إفرام في معركته من مقعد محسوم، ونجح فريد الخازن في ضمان مقعده، أسوة بـ”حزب الله”، إذا قرّر وضع كلّ أصواته بتصرّف مرشّحه، لتكون المعركة فعليّاً على مقعد واحد في كسروان لا يزال مصيره مجهولاً.
في المتن: هناك مقعد ماروني لا يزال ضائع الهويّة.
كذلك الأمر في بعبدا: ثمّة مقعد ماروني لن تُحسم نتيجته إلّا يوم 15 أيار.
في الشوف-عاليه: تتّجه الأنظار إلى ما يمكن أن تنجزه المعارضة، أي لائحة المجتمع المدني التي تتمتّع بفرصة الخرق، ويُرجَّح أن يكون أحد مقاعد الشوف المارونية في مرمى كلّ اللوائح، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المقعد الدرزي في عاليه الذي قد يطير من عهدة طلال أرسلان ويصبح في متناول مارك ضو إذا فعلتها المعارضة وتخطّت العتبة.
في دائرة “الرؤساء”، أي دائرة البترون-الكورة-زغرتا-بشرّي: المعركة محتدمة على أحد مقاعد الكورة الأرثوذكسية، أمّا بقيّة المقاعد فمعروفة النتائج تقريباً، مع العلم أنّ مصير لائحة “شمالنا” المعارضة على المحكّ ربطاً بنسبة مشاركة المغتربين التي لا تزال بدورها مجهولة.
في طرابلس: يمكن الإشارة إلى أنّ المقعدين الماروني والأرثوذكسي هما الأكثر عرضة للتنقّل من لائحة إلى أخرى، لأنّهما سيكونان هديّة “الكسر الأعلى”. ومن الصعب تحديد مصيرهما بانتظار الساعات الأخيرة الفاصلة عن موعد الاستحقاق، ربطاً بـ”مغريات” الساعات الأخيرة ونسبة الاقتراع.
أمّا في عكار: فقد يكون أحد المقاعد العلوية غير محسوم النتيجة إلى الآن.
في دائرة الجنوب الأولى: يمكن القول إنّ مقعد جزين الكاثوليكي قيد المنافسة، وقد يتغيّر مصيره بين لحظة وأخرى، خصوصاً إذا انخفضت نسبة التصويت العوني.
في الجنوب الثانية: النتيجة شبه محسومة ولا معركة جدّية.
في الجنوب الثالثة: للمرّة الأولى يمكن القول إنّ المقعد الأرثوذكسي على المحكّ.
إقرأ أيضاً: الانتخابات: المتردّدون 40%… و”الحردانون” يتراجعون
في زحلة: المقعد الأرمني هو الحلقة الأضعف مع العلم أنّ معظم اللوائح انطلقت بمعركتها ممّا دون الحاصل.
في البقاع الغربي: الأرجح أنّ المقعد الماروني هو الأكثر غموضاً في نتائجه.
في بعلبك-الهرمل: النتائج شبه محسومة، وقد تتمكّن القوات في الساعات الأخيرة من استنهاض بعض المجموعات السنّيّة لمصلحتها لتضمن بقاء المقعد الماروني.