ثماني لوائح في دائرة البقاع الأولى شتّتت المرشّحين ووسّعت إطار التوقّعات حول النتائج، لكنّها لم تحجب السؤال الأكبر الذي يُطرَح حول وجهة الصوت السنّيّ.
بخلاف المحطات الانتخابية السابقة تبدو المعركة شبه محسومة على صعيد المقاعد المسيحية والمقعد الشيعي، وتنحصر المعركة على المقعدين السنّيّ والأرمنيّ. والأهمّ، مَنْ سيربح مقعد تيّار المستقبل: لائحة تحالف التيار-حزب الله؟ أم لائحة تحالف القوات اللبنانية؟ أم لائحة ميشال الضاهر؟
يقول مواكبون للانتخابات في زحلة إنّ “جوّ المستقبل منقسم بين المقاطعة وبين المشاركة المتواضعة. ومن سيشارك سيجد نفسه أقرب إلى لائحة ميشال الضاهر ومرشّحها الحريريّ “الهَوى”، بسبب “المشكل” السياسي مع التيار الوطني الحر وحزب الله والقوات اللبنانية، فيما قد يتشتّت جزء ضئيل منه على لوائح لا أمل بوصولها إلى حاصل”.
عليه، يُقدّر هؤلاء توزّع مقاعد زحلة السبعة وفق الآتي: للائحة التيار-حزب الله-الطاشناق مقعدان: سليم عون (ماروني) ورامي بو حمدان (شيعي). للائحة القوات مقعدان: جورج عقيص (كاثوليكي)، مع ترجيح فوز اللائحة بالمقعد الأرثوذكسي عبر مرشّحها الياس اسطفان. وللائحة ميشال الضاهر حاصلاً وكسر: الضاهر (كاثوليكي).
يقول مواكبون للانتخابات في زحلة إنّ “جوّ المستقبل منقسم بين المقاطعة وبين المشاركة المتواضعة. ومن سيشارك سيجد نفسه أقرب إلى لائحة ميشال الضاهر ومرشّحها الحريريّ “الهَوى”
أمّا المعركة الكبرى فهي على استقطاب “ما تبقّى” من الصوت السنّيّ مع تساؤل كثيرين، على خلفية الاحتضان السعودي لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، عن مدى ترجمة هذا التقارب في بقعة انتخابية كزحلة سيكون لفوز القوات فيها بالمقعد السنّيّ ارتدادات سياسية كبيرة ومعبّرة.
إذاً تتنافس فعليّاً ثلاث من أصل ثماني لوائح على المقاعد السبعة مع نتائج شبه محسومة، فيما لا أمل للّوائح الأخرى بالوصول إلى الحاصل، خصوصاً مع تشتّت قوى المعارضة.
تجدر الإشارة إلى أنّ لائحة ميريام سكاف المتحالفة مع الطاشناق وبول شربل عام 2018 لم تتمكّن من تأمين الحاصل. والمنافسة الأبرز ستكون على المقعدين السنّيّ والأرمني بناء على نسبة الكسر الذي ستحصل عليه اللوائح المعنيّة.
أزمة تيار المستقبل
ستكون أزمة المستقبل في دائرة زحلة فاقعة. فهي الدائرة التي راكمت خسارة التيار الأزرق عام 2018 بعد خسارة المقعد الأرمني الذي ترشّحت عنه ماري جان بلازكجيان بفارق 1,700 صوت. واليوم لا مرشّح مستقبلياً شبيه ببروفيل عاصم عراجي الذي عزف عن الترشّح انسجاماً مع قرار الرئيس سعد الحريري، ما عدا الدكتور بلال الحشيمي المتخرّج من بريطانيا وصاحبالحضور، وعائلته، “الخيري” تاريخياً في المنطقة وقراها الكبرى وأوّلها سعدنايل.
الأزمة لها بعدٌ أكبر باعتبار تيار المستقبل أكبر كتلة ناخبة في زحلة تقدّر بنحو 19 ألف صوت من أصل أكثر من 50 ألف ناخب، يليه الثنائي الشيعي بقدرة تجييرية تصل إلى 15 ألف صوت، ثمّ القوات وميشال ضاهر (حلّ أوّلاً على لائحة التحالف مع التيار الوطني الحر والمستقبل والثالث في الترتيب العامّ للفائزين عام 2018)، ثمّ التيار الوطني الحر. مع العلم أنّ الغلبة العدديّة هي للصوت المسيحي ببلوك من الناخبين يصل إلى 120 ألفاً، يقترع أقلّ من ثلثهم.
بعدما دخل الرئيس فؤاد السنيورة على خطّ الترشيحات في زحلة، وفشل في إقناع النائب عاصم عراجي بإعادة ترشيح نفسه، دَعَمَ ترشيح المسؤول المستقبلي السابق بلال الحشيمي من بلدة تعلبايا على لائحة القوات اللبنانية الضامنة حتّى الآن لمقعد نائبها جورج عقيص، مع احتمال حصولها على المقعد الأرثوذكسي.
وفيما توزّع المرشّحون السُنّة على اللوائح الثماني لفت تبنّي ميشال الضاهر ترشيح المدير العام السابق لوزارة الثقافة عمر حلبلب القريب من آل الحريري ومن نبيه برّي. هكذا تنضمّ دائرة البقاع الأوسط إلى البقع الانتخابية التي يتواجه فيها، من وراء الستارة، مرشّح لفؤاد السنيورة ومرشّح قريب من بيت الوسط.
إقرأ أيضاً: إدي معلوف مرشّح ميشال عون في المتن!
إضافة إلى المرشّحَيْن السُنّيَّيْن الحشيمي وحلبلب انضمّ حسين صالح إلى لائحة تحالف التيار الوطني الحر وحزب الله، ومحمد حمود إلى لائحة الكتلة الشعبية، ورانيا الميس إلى لائحة “قادرين نواجه”، وحمزة ميتا إلى لائحة “زحلة تنتفض”، وسمر أدهم إلى لائحة “القول والفعل”، ورضا الميس إلى لائحة “التغيير”.
وكانت لائحة تحالف المستقبل – التيار الوطني الحر – ميشال الضاهر قد فازت في الانتخابات الماضية بثلاثة مقاعد (ماروني، سنّي،كاثوليكي)، ولائحة القوات بمقعدين (كاثوليكي وأرثوذكسي)، ولائحة حزب الله بمقعدين (شيعي وأرمني).