ماذا سيفعل الرئيس فؤاد السنيورة في دائرة بيروت الثانية؟ هل يرأس لائحة؟ أم تنجح مفاوضاته مع نوّاف سلام ليكون سلام في بيروت والسنيورة في صيدا؟
أسئلة لا تزال تشغل الشأن الانتخابي مع تمنُّع السنيورة عن إعطاء أيّ موقف يتعلّق بخطوته القادمة. غير أنّ المعطيات المتوافرة والاستحقاقات الداهمة المتمثّلة بإقفال باب الترشيح بعد أقلّ من أسبوعين، تفرض على السنيورة اتّخاذ موقف في الأيام القليلة القادمة. فهل يتّجه إلى وراثة سعد الحريري وإعلان دعمه للوائح في الأقضية التي تتمتّع بتمثيل سنّيّ كبير؟ أم تقتصر خطوته على الترشّح عن المقعد السنّيّ في بيروت في حال تمنّع سلام؟
بعد إعلان رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري موقفه بتعليق عمله في الشأن العامّ مع تيّاره، تحرّكت القيادات السنّيّة تحت عباءة دار الفتوى لاستدراك الوضع. وتحرّك السنيورة بشكل متوازٍ مع صديقه اللدود، وحليفه غير المعلن، الرئيس نجيب ميقاتي، فصلّى معه في ذكرى اغتيال الحريري في 14 شباط على الضريح، وليس مع الحريري.
تحدّثت المعلومات المحيطة بدار الفتوى عن نصيحة قدّمها المفتي عبد اللطيف دريان للرئيس فؤاد السنيورة بعدم الترشّح في بيروت عن المقعد السنّيّ الذي يشغله سعد الحريري اليوم
قد تحدّثت المعلومات المحيطة بدار الفتوى عن نصيحة قدّمها المفتي عبد اللطيف دريان للرئيس فؤاد السنيورة بعدم الترشّح في بيروت عن المقعد السنّيّ الذي يشغله سعد الحريري اليوم وكان يشغله الرئيس رفيق الحريري سابقاً قبل اغتياله. وتمحورت النصيحة حول “رغبة البيروتيين بترشيح شخصيات من بيروت وعدم قبولهم بترشيح شخصيات من خارجها، غير أنّ الحريري الأب والابن كانا الاستثناء. ولا يمكن لدار الفتوى أن تدعم شخصية غير بيروتية في معركة بيروت الثانية”.
بناءً على هذا المعطى تحرّك السنيورة باتجاه نواف سلام ليكون مرشّحاً في بيروت. غير أنّ هذا التوجّه لم يُحسم بعد. إذ تشير المعلومات إلى أنّ سلام لم يحسم قراره بعد بالترشّح أو عدمه. وبالتالي لا يزال القرار النهائي للسنيورة غير ثابت. وعند سؤال المقرّبين منه يقولون: “اتركوا القلقان قلقان، كل شي بوقته حلو”. غير أنّ التمايز بين الحريري والسنيورة يبدو واضحاً، ويترسّخ مع اقتراب موعد الانتخابات. إذ يقول السنيورة علناً إنّه ضدّ خيار الحريري بالاعتكاف. وتشير مصادره إلى أنّه يتحدّث عن مشاركة وليس مقاطعة كالتي يدعو إليها الحريري. ويذكِّر المقرّبون من السنيورة بقوله للحريري: “أنا معك على الرغم من قرارك، وأنا معك على الرغم منهم”. يعني هذا الكلام أنّ السنيورة لن يحتكم إلى قرار الحريري، بل سيحاول المحافظة على قاعدة المستقبل في تصوّر معيّن يراه مناسباً. ففيما تبدو مصلحة الحريري خفض نسبة الاقتراع لدى السُنّة بغيابه، يعمل السنيورة على العكس لأنّه يرى في ذلك وسيلة أفضل للمواجهة السياسية وعدم ترك الساحة السنّيّة. وانطلاقاً من هذه المقاربة، أصدر الحريري بيان المستقبل الأخير حول التعامل مع الانتخابات القادمة.
إقرأ أيضاً: المفتي يواجه حرب الإلغاء.. بالتصويت
من جهة أخرى، لا يبدو المشهد أكثر سهولة في المناطق. فبينما يجري كلام عن رعاية السنيورة لعدد من اللوائح، وتحديداً في الشمال، على أن تضمّ اللوائح نوّاباً من كتلة المستقبل، تبدو القيادات السنّيّة والمسيحية التي كانت منتمية إلى كتلة تيار المستقبل مشغولة بحسابات الربح والخسارة في الأقضية والدوائر. وتبدو مهمّة السنيورة صعبة في تشكيل لوائح متناغمة في الدوائر مع مشروعه السياسي. أمّا مصادره فتجيب على هذا الكلام بالقول إنّ السنيورة لن يكون معنيّاً إلا بمشروع وطني وليس بمشروع طائفي. أمّا الكلام عن دعم خليجي له فتقول مصادر السنيورة: “لشو مستعجلين? قلنالكن كل شي بوقته حلو”.