فجأة أمس الأوّل، قرّر حزب الله أن ينظّم لطلابه معرضاً عن “شهداء حزب الله”، وذلك في قلب رأس بيروت، على مدخل جامعة LAU (الجامعة اللبنانية الأميركية) في الحمرا – السادات.
طبعاً أشهر شهداء الحزب، وأكثرهم “راهنيةً”، هو عماد مغنية، المتّهم بالمشاركة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بحسب جريدة “نيويورك تايمز”.
من محاسن الصدف أنّ الأقدار شاءت أن يُقام معرض الصور على بعد أمتار قليلة جداً من منزل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قصر قريطم. وهو القصر الذي كان الحريري يسكنه قبل اغتياله. وفيه نام ليلته الأخيرة.
ليس تفصيلاً أن تقرّر قيادة حزب الله غرس السكّين في جرح قريطم في هذه اللحظة تحديداً. كأنّ المقصود التأكّد من أنّ العصب السنّي قد “استشهد” كليّاً
فماذا يفعل عماد مغنية على باب قصر الرئيس المُتّهم بالمشاركة في قتله؟
لم “يهضم” شباب المنطقة هذا الاعتداء المعنوي الكبير. فحملوا قبضاتهم العارية، وحطّموا المعرض على رؤوس الشباب الذين نظّموه، وسقط جرحى من الطرفين، جروحهم طفيفة.
لكنّ الجرح الأكبر كان في البيئة التي جاء المعرض لاستفزازها، في هذه اللحظة السياسية الملتهبة سنّيّاً، مع تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي، ومع توجّه الشخصيات الرئيسية في هذه البيئة إلى مقاطعة الانتخابات.
ليس تفصيلاً أن تقرّر قيادة حزب الله غرس السكّين في جرح قريطم في هذه اللحظة تحديداً، كأنّ المقصود التأكّد من أنّ العصب السنّيّ قد “استشهد” كلّيّاً، بعد 17 عاماً من اغتيال صانعه الرئيس رفيق الحريري، أو كأنّ المقصود هو التأكّد من أنّ أهالي قريطم وشبابها سيتعايشون ويتآلفون ويروِّضون أنفسهم على أن يزورهم عماد مغنية، بكامل عتاده العسكري.
إقرأ أيضاً: الحزب إلى الانتخابات: احتمال خسارة الأكثرية
شباب المنطقة قاموا بالواجب “وزيادة”. وهي رسالة بأنّ القاتل والقتيل لا يمكن أن يتجاورا “بهدوء”، وأنّ “ربط النزاع” الذي ابتدأه الرئيس سعد الحريري في 2014 مع حكومة الرئيس تمام سلام، قد انتهى مع مغادرته بيروت والعمل السياسي في 2022. واللعب بهذا العصب لن يكون “كزدورة”، خصوصاً في قريطم.