“الندوة ستُعقد في موعدها، وفي مسرح الرسالات، ومن يريد أن يمنعها فليتفضّل”. بهذه العبارة المليئة بفائض القوّة، وبكلّ ما تحمله من تحدٍّ لأجهزة الدولة، ولسياسات الحكومة التي أعلن عنها رئيس الحكومة ووزير الداخلية، توجّه منظّمو “قصف البحرين” من بيروت، في حديث لموقع “أساس”، بخصوص تنصّل مطعم وفندق “الساحة” من استقبال نشاطين لـ”جمعيّة الوفاق البحرينيّة”.
لهذا يبدو أنّ المواجهة ستكون ساخنة بين وزارة الداخلية من جهة، وبلدية الغبيري من جهة أخرى، على خلفيّة إعلان “جمعيّة الوفاق البحرينيّة” نقل ندوتها واحتفاليّتها الخطابية، الأولى كانت مقرّرة أمس والثانية بعد غدٍ الإثنين في 14 شباط، من فندق ومطعم الساحة، إلى “مسرح رسالات” التابع لـ”المركز الثقافي لبلدية الغبيري”.
مصادر وزارية أكّدت لـ”أساس” أنّ “عقد اجتماعات كهذه أمر مسيء للمصلحة اللبنانية العليا وللعلاقات مع الأشقّاء في الدول الخليجية
الإعلامي حسين مرتضى، المقرّب من حزب الله، دعا عبر تويتر إلى “دعم الشعب البحريني”، وذلك “بحضور الفعّاليّة التي تقيمها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في قاعة رسالات الساعة 7 من مساء الإثنين 14 شباط”. ما يعني أنّ الحزب يتمسّك بأن يكون ذكرى 14 شباط موعداً مع “اغتيال” من نوع آخر، هو استكمال لاغتيال علاقات لبنان العربية.
بلدية الغبيري: الدولة أو الحزب
بالطبع تقع بلدية الغبيري ومنشآتها تحت وصاية وزارة الداخلية. لكن في الحقيقة، فإنّها تقع تحت وصاية حزب الله سياسياً. فأيّ الوصايتين ستنتصر على الأخرى في هذا الصراع؟
مصادر مقرّبة من المنظّمين أكّدت لـ”أساس” أنّ “الندوة الأولى ستُعقد الثلاثاء في مسرح رسالات، وهي لا تخالف القوانين المرعيّة الإجراء ولا توجيهات وزارة الداخلية، بخاصة أنّها تستعرض شـأناً إنسانياً لشعب شقيق، والمنظّمون لهذه الفعّاليّة هم لبنانيون، والقانون اللبناني يكفل لهم حرّيّة التعبير”.
لكنّ مصادر وزارية أكّدت لـ”أساس” أنّ “عقد اجتماعات كهذه أمر مسيء للمصلحة اللبنانية العليا وللعلاقات مع الأشقّاء في الدول الخليجية. هذا الأمر لن يُسمح به مطلقاً، وتحديداً في منشآت تقع تحت إشراف ووصاية وزارة الداخلية. وقد بدأت المراجع المختصّة العمل على التأكّد من تطبيق توجيهات وزارة الداخلية ورئاسة الحكومة اللبنانية. وهي توجيهات لا يمكن لأحد التراخي في التعاطي معها”.
أما رئيس بلدية الغبيري معن خليل فينفي علمه “حتّى هذه اللحظة بحجز المسرح من قبل أيّ طرف”. ويقول في اتصال مع “أساس” أنّه “ربّما حصل الحجز من خلال بعض الدوائر الإدارية، لكن لم يصلني شيء رسمي بهذا الخصوص”.
كما ينفي خليل أن تكون قد وصلته “أيّ مراسلة بخصوص رفض وزارة الداخلية تنظيم احتفالات كهذه، ولا يمكنني أن أتّخذ موقفاً من موضوع لم يصلني شيء رسمي بشأنه حتّى الآن”.
من هم المنظّمون؟
الدعوات التي وُجِّهت إلى عدد من الشخصيّات لحضور الندوة يوم الثلاثاء 15 شباط الساعة الثالثة والنصف ظهراً، والاحتفاليّة يوم الإثنين 14 شباط الساعة السابعة مساءً، حملت توقيع “حركة الوفاق البحرينية”.
مصادر خاصّة بـ”أساس” كشفت أنّ “صحافياً لبنانياً مقرّباً من حزب الله يدعى “ي.ح” هو مَن قام بداية بإجراء الحجوزات في فندق ومطعم الساحة من دون أن يبلّغ الإدارة بموضوع الندوة والاحتفال
لكنّ مصادر خاصّة بـ”أساس” كشفت أنّ “صحافياً لبنانياً مقرّباً من حزب الله يدعى “ي.ح” هو مَن قام بداية بإجراء الحجوزات في فندق ومطعم الساحة من دون أن يبلّغ الإدارة بموضوع الندوة والاحتفال. ثمّ فوجئت الإدارة بسيلٍ اتصالات من قبل ممثلين عن أجهزة أمنيّة رسمية يسألون عن حقيقة استضافتها ندوةً واحتفالاً للمعارضة البحرينية. الأمر الذي دفع إدارة الفندق إلى إعلان إلغاء الحجز، وتمّ إبلاغ الصحافي صاحب الحجز بذلك، فأصدر بعد ساعة بياناً بتأجيل الاحتفال لأسباب تقنية ونقله إلى قاعة مسرح رسالات التابع لبلدية الغبيري”.
وأضافت المصادر أنّ “موقف إدارة فندق ومطعم الساحة نابع من قرار سابق بعدم الدخول في السجالات السياسية داخلياً وعربياً، ووقوفها على الحياد في ذلك، بخاصة أنّ “مؤسسة المبرّات” التي يتبع لها الفندق والمطعم لديها مؤسسات في عدّة دول خليحية كقطر والكويت، وهي حريصة على أفضل العلاقات مع الدول الإسلامية والخليجية الشقيقة”.
ما هو “مسرح رسالات”؟
ختاماً، للتعريف بـ”مسرح رسالات”، فهو يقع في “شارع الإمام موسى الصدر” قرب السفارة الكويتية. وهو يتبع للمركز الثقافي لبلدية الغبيري الذي تديره الجمعية اللبنانية للفنون – رسالات التي تأسّست عام 2006. وهي تُعرِّف عن نفسها بأنّها “تُعنى بالفنّ الملتزم وتقديمه في قوالب فنّية إبداعية متعدّدة كالأفلام السينمائية، المسرح، الحفلات الموسيقية والإنشادية، والكليبات”.
إقرأ أيضاً: إمتحان جديد لميقاتي: الحزب يقصف البحرين من بيروت
آخر نشاطات المسرح كان استضافته “معرض قاسم” الذي عرض سيرة وأسرار حياة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. وآخر العروض السينمائية للمسرح كان عرضه الفيلم الإيراني “القنّاص” الذي يتحدّث عمّا يسمّى بـ”القنّاص الإيراني عبد الرسول زرين”.