حذّرت منظمة الصحة العالمية، أمس الأوّل الثلاثاء، من التعامل مع كوفيد-19 على أنّه مرض “متوطّن” كالإنفلونز، أي اضطراب صحّي موجود في المجتمع على الدوام، لكن بخطورة أقلّ من كورونا. وهذا لا يعني أيضاً أنّه تمّ القضاء على خطورة الفيروس، لأنّ العدوى لن تظلّ هاجساً يسيطر على الحياة، فالناس سيستمرّون في التقاط العدوى، وسيمرضون وسيواصلون الدخول إلى المستشفى أيضاً.
حذّرت منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، من التعامل مع كوفيد-19 على أنّه مرض “متوطّن” كالإنفلونز، أي اضطراب صحّي موجود في المجتمع على الدوام، لكن بخطورة أقلّ من كورونا
وقالت كاثرين سمولوود، كبيرة مسؤولي الطوارئ في أوروبا في منظمة الصحة العالمية، في فيديو نشرته المنظمة على صفحتها بتويتر: “لا يزال لدينا قدر كبير من عدم اليقين حول كيفيّة التعامل مع كوفيد، وبإمكانية أن يصبح مرضاً متوطّناً، لأنّ الفيروس يتطوّر بسرعة كبيرة، ويفرض تحدّيات جديدة”.
وأضافت: “نحن بالتأكيد لسنا في مرحلة نستطيع خلالها تسميته بـ”المرض المتوطّن”. قد يصبح متوطّناً في الوقت المناسب، لكنّ تحديد ذلك الأمر في العام 2022 صعب بعض الشيء، ومن السابق لأوانه معرفة متى وكيف يمكن أن يحدث ذلك”.
وتابعت: “بالطبع يعتمد كلّ هذا على كيفيّة تحقيق مناعة القطيع من خلال العدوى الطبيعية وتلقّي المزيد من الناس للّقاح، ففي النهاية ستظهر العدوى بمعدّل منخفض باستمرار، وسيُصاب عدد أقلّ من الناس بأعراض خطيرة للفيروس، وسيكون هذا مفتاحاً للتحرّك نحو مثل هذا السيناريو، لكن ما زلنا بعيدين عن ذلك”.
???? Watch LIVE as @hans_kluge and experts from WHO/Europe provide a situation update on #COVID19 in the European Region before answering questions from journalists https://t.co/wVgL9n3Fnk
— WHO/Europe (@WHO_Europe) January 11, 2022
وقف “التتبّع التفصيلي”
تأتي هذه التصريحات بعدما قال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إنّه وسط انخفاض معدّلات الوفيات بسبب كوفيد-19، تريد إسبانيا من المسؤولين الأوروبيين التفكير في إمكان تخلّيهم تدريجياً عن استراتيجية “التتبّع التفصيلي” لحالات الإصابة بكورونا، والاستعاضة عنها بنظام “مراقبة” شبيه إلى حدّ ما بحالات رصد الإصابة بـ”الإنفلونزا”، وفقاً لوكالة “أسوشيتد برس” (AP).
وتابع سانشيز: التغيير سيعني اعتبار كوفيد-19 “مرضاً طارئاً” وليس “جائحة”، مضيفاً أنّ “نسبة الوفيات المرتبطة بكورونا قد انخفضت بشكل كبير منذ بداية استشراء الوباء. وأعتقد أنّ الظروف الحالية تسمح لنا بفتح النقاش على المستوى الصحي وبما يتطابق مع توصيات المهنيين الصحيين، لكن أيضاً على المستوى الأوروبي، للبدء في تقييم تطوّر هذا المرض بمعايير مختلفة عمّا نشهده الآن”.
من جهتها، نشرت صحيفة “الغارديان” دراسة كشفت عن “فقدان فيروس كورونا لأكثر من 90 % من قدرته على العدوى، خلال 20 دقيقة من انتشاره في الهواء”، موضحةً أن “أغلب الإصابات تحدث في خلال الدقائق الخمس الأولى”.
واعتبر مستشار البيت الأبيض للأزمة الصحية أنتوني فاوتشي أنّه على الرغم من العدد القياسي للحالات الاستشفائية جرّاء الإصابة بكوفيد-19، قد تكون الولايات المتحدة “على عتبة فترة انتقالية سيكون ممكنًا بعدها التعايش مع فيروس كورونا”.
إقرأ أيضاً: كورونا: لا إقفال… راقبوا المستشفيات؟
وقال فاوتشي خلال لقاء نظّمه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أنّه “في وقت يتقدّم تفشي أوميكرون ويتراجع، آمل أن نشهد وضعًا فيه (…) مزيج من المناعة الجيدة وإمكانية معالجة شخص معرض لخطر الإصابة. عندما سنتوصل إلى ذلك، ستكون هذه الفترة الانتقالية، وقد نكون على عتبتها اليوم”.
هكذا يبدو أنّنا أمام سجال هو الأوّل من نوعه بين من يؤيّد أنّه بعد “أوميكرون” سيكون العالم أمام فرصة التمكّن من التعايش مع فيروس كورونا، وبين من يرفض اعتبار كورونا “مرضاً متوطناً” كالإنفلونزا.
لكنّ الخبر الجيّد أنّ النقاش قد فتح.
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا