يبدو أنّ العام 2022 سيكون عام الكوارث، بعدما كان العام 2021 عام استمرار جائجة كورونا وتحوّلها إلى جائحة مقيمة في كلّ دول العالم. إذ يتوقّع العلماء حول العالم المزيد من الكوارث، لكن هذه المرّة تلك المرتبطة بالتغيّر المناخي.
شهد 2021 العديد من الأحداث المناخيّة القاسية، أبرزها موجة الحرّ التي ضربت شمال غرب المحيط الهادئ، وموجة البرد المفاجئة وغير المسبوقة التي تسبّبت بانقطاع التيار الكهربائي عن آلاف المنازل في تكساس بالولايات المتحدة الأميركية، بحسب ما كتب “أندرو فريدمان” في موقع أكسيوس.
وكلّفت قائمة كوارث 2021 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها، وبدت كأنّها نبوءة عما ينتظرنا في الأعوام اللاحقة، وأبرزها:
حفّزت تلك الكوارث علماء المناخ ليضغطوا على الحكومات أكثر في سبيل خفض انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري، التي وصلت إلى مستويات مرتفع جداً العام الماضي
– حرائق الغابات الشديدة والواسعة النطاق في الغرب الأميركي. تحوّلت السماء إلى اللون الأبيض في الغرب، وإلى اللون البرتقالي في نيويورك.
– الأعاصير فاقت التوقّعات، واشتدّت حتّى وصولها إلى اليابسة.
– حطّمت موجات الحرّ الأرقام القياسية وقتلت المئات.
– في نيويورك ونيوجيرسي لقي العشرات حتفهم عندما غمرت الأمطار الغزيرة الشقق السفلية.
هذه الأحداث وغيرها دفعت العلماء إلى حالة من عدم الارتياح. حتى إنّهم باتوا عاجزين عن توقّع “السيناريو الأسوأ”، بسبب تسارع التغييرات المناخية وتعاظمها.
يقول كاي كورنهوبر، عالم المناخ في جامعة كولومبيا الأميركية، لموقع “أكسيوس”، إنّ “التنبّؤ بالسيناريوهات بات صعباً”. وبحسب عدد من الدراسات، من بينها تقرير صادر عن “اللجنة الحكومية الدولية” المعنيّة بتغيّر المناخ، والتابعة للأمم المتحدة (IPCC)، العام الماضي، أنّ ما نحن فيه اليوم ليس “الوضع الطبيعي الجديد”، وأنّ “المستقبل أكثر خطورة”.
التهديد والتعامل معه
يبدي بعض العلماء الذين يدرسون الظواهر الجويّة والمناخيّة المتطرّفة قلقهم فيما يتعلّق بالتطرّف وبالتنبّؤات المتوقَّعة التي تفوق التوقّعات. ويمكن الشعور بالعواقب في جميع أنحاء العالم. في صيف 2021 مثلاً، تسبّبت موجات الحرّ الشديد في مقتل مئات الأشخاص في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، ودمّرت الفيضانات مناطق واسعة في ألمانيا والصين، وخرجت حرائق الغابات عن السيطرة في سيبيريا وتركيا واليونان.
حفّزت تلك الكوارث علماء المناخ ليضغطوا على الحكومات أكثر في سبيل خفض انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري، التي وصلت إلى مستويات مرتفع جداً العام الماضي. لكن لم يكتب لهذه الضغوطات النجاح حتّى الآن.
– ففي الولايات المتحدة، لا يزال عالقاً مشروع قانون المناخ لخفض الانبعاثات الحرارية وفق جدول زمني، مع تحويل الاعتماد الراهن للبلاد من الوقود الأحفوري (مثل الفحم والنفط والغاز…) نحو بدائل نظيفة. وذلك بسبب عدم إبرام الرئيس جو بايدن والسيناتور جو مانشين اتفاقاً حتى الآن.
إقرأ أيضاً: فريدمان: إعادة تشكيل الرأسمالية.. لمواجهة دمار الأرض
– على الصعيد العالمي، قام المفاوضون في قمّة المناخ، بدورتها السادسة والعشرين في غلاسكو، بالتذكير بالأحداث المتطرّفة التي تلفّ كوكبنا. لكنّ ميثاق غلاسكو للمناخ لم ينتج أو يُسفر عن أيّ تقدّم ملموس، إذ توصّلت الدول المشاركة إلى اتفاق على تسريع وتيرة مكافحة الاحتباس الحراري وتقليل معدّل الانبعاثات الغازية، وتوفير دعم مالي للدول النامية للتكيّف مع تبعات التغيّر المناخي الذي يشهده الكوكب.
لقراءة النص الأصلي: اضغط هنا