لن تكون عادية القمّة الـخليجية الـ42، التي تستضيفها وترأسها المملكة العربية السعودية في الرياض، بقدر ما ستكون قمّة استثنائية تاريخية خَطَّ طريقها وطريق بيانها الختامي المتوقّع وليّ عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان عبر البيانات المشتركة الصادرة من كلّ العواصم الخليجية خلال زيارته لها.
اعتقد البعض أنّ جولة وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان الخليجية، الأسبوع الفائت، هي جولة تثبيت العلاقات السياسية بين دول مجلس التعاون وحسب. فإذا بها تصبح جولة تأكيد الاستراتيجيّات السياسية والاقتصادية والأمنيّة الخليجية والعربية اتّجاه كلّ التحدّيات التي تواجه العرب، وتحديداً الخليج العربي، وهو ما يمكن تلمّسه في المؤشّرات التالية:
1- تدرّج البيانات المشتركة السعودية مع دول الخليج التي زارها وليّ العهد، اتّجاه لبنان وسلاح حزب الله الذي بدا واضحاً صريحاً في البيانين الصادرين في أبو ظبي والبحرين، وناعماً متستّراً في البيانات الصادرة في عُمان والكويت والدوحة.
2- المشاركة المصرية في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون عبر وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي شدّد بعد اللقاء على أنّ “العلاقة الاستراتيجيّة، التي تجمع بين مصر ودول الخليج، علاقة وثيقة ومتجذّرة لسنوات وعقود، وشواهدها عديدة”، مضيفاً أنّ “أمن دول الخليج جزء من أمن مصر، والمنطقة عموماً، وقدرات الدول مجتمعةً تحصّن الأمن القومي العربي، وتمنع التدخّلات الخارجية في الشؤون العربية، وتفرض احترام سيادتها”.
كشفت مصادر خليجية مطّلعة لـ”أساس” أنّ “لبنان سيكون حاضراً بقوّة على طاولة القمّة الخليحية الـ42، في سياق التصدّي للمخاطر الأمنيّة التي تواجهها الدول الخليجية من البوّابة اللبنانية”
3- ترجمة العلاقة الاستراتيجيّة بين دول الخليج ومصر، مع ما تعنيه مصر من قوّة عربية إفريقيّة محورية، إلى إطار مؤسّسي تشاوري يجمع بين مصر ودول الخليج، وذلك، كما قال سامح شُكري، لمواجهة التحدّيات التي تواجه الأمن القومي العربي، ومن أجل التوافق في الرؤى حيال التعامل مع كلّ هذه التحدّيات.
مصادر خليجية عن لبنان
وقد كشفت مصادر خليجية مطّلعة لـ”أساس” أنّ “لبنان سيكون حاضراً بقوّة على طاولة القمّة الخليحية الـ42، في سياق التصدّي للمخاطر الأمنيّة التي تواجهها الدول الخليجية من البوّابة اللبنانية”.
وتابعت المصادر أنّ “لبنان لن يغيب عن البيان الختامي، بل سيحضر في الصيغة نفسها التي وردت في البيانات المشتركة الصادرة في كلّ العواصم الخليجية التي زارها صاحب السموّ الملكي الأمير محمد بن سلمان وليّ العهد، وقد تمّ التوافق على ذلك خلال اجتماع وزراء الخارجية لمجلس التعاون نهار الأحد الفائت”.
وختمت المصادر أنّ “الموقف من لبنان حظي بإجماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لجهة ضرورة التزام الحكومة اللبنانية بما جاء في البيان المشترك الفرنسي السعودي الذي صدر من مدينة جدّة”.
في المقابل، طرأ اللغم البحريني الذي ظهر في طريق أداء مناسك العمرة، التي يسعى إليها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وتجري معالجته ومحاولة تفكيكه على أكثر من صعيد داخلي خشية انفجاره وتعطيل المسعى الفرنسي.
على الصعيد الداخلي، فقد تمثّلت المعالجة بالبيانين الصادرين، الأوّل عن الرئيس نجيب ميقاتي، والثاني عن وزير الداخلية بسّام المولوي. أمّا على الصعيد الخارجي فتؤكّد مصادر الحكومة أنّ “الدبلوماسية الفرنسية دخلت على خطّ تطويق تداعيات انعقاد المؤتمر الصحافي لجمعية “الوفاق” البحرينية في أحد فنادق بيروت، وذلك عبر دفع الحكومة اللبنانية إلى الإعلان عن إجراء تحقيق رسمي في ما حدث، وعبر الضغط على حزب الله لمنع تكرار نشاطات كهذه”.
إقرأ أيضاً: سؤال للحكومة: ماذا تفعل “الوفاق” البحرينيّة في بيروت؟
ولفتت مصادر مطّلعة لـ”أساس” إلى أنّ “المعارض البحريني يوسف ربيع، والنائب السابق في البرلمان البحريني جلال فيروز، قد دخلا لبنان عبر مطار الرئيس رفيق الحريري بشكل نظامي، وإقامتهما في الفندق الذي استضاف المؤتمر في منطقة الحازمية كانت إقامة شرعية، وتمّ تسجيل بيانات قيدهما في الفندق، وبالتالي كانت الأجهزة الأمنيّة اللبنانية في مطار بيروت أو في الفندق على عِلم بوجود المعارضيْن البحرينيَّيْن”.