“وضع كورونا في لبنان ليس مطمئناً، فعدد الحالات التي تدخل المستشفى بدأ في الازدياد. وحالتان جديدتان سُجّلتا بين عاملين في مجال الرعاية الصحيّة تمّ تطعيمهما بالكامل سابقاً”. بهذه العبارات دقّ مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس الأبيض ناقوس الخطر عبر سلسلة تغريدات له حذّر خلالها من خطورة الوضع الحالي، مشيراً إلى ارتفاع معدّل الإصابات الإيجابية، حيث وصل إلى 4%، وهو أعلى معدّل منذ عدّة أسابيع.
بعد تسجيل إصابتين بكورونا لشخصين تلقّيا اللقاح، وإعلان وزير الصحة حمد حسن تسجيل لبنان خلال الفترة الأخيرة تسعة حالات كورونا من سلالة “دلتا” الهندية وافدة من أثيوبيا، الرياض، الإمارات، وبغداد، يبرز السؤال التالي: هل دخل لبنان مرحلة الخطر وسط غياب الحدّ الأدنى من إجراءات الوقاية، خصوصاً أنّه يطبّق حالياً سياسة الباب المفتوح في محاولة لجلب العملة الصعبة؟
خوري لـ”أساس”: اللقاحات التي يستخدمها لبنان، وهي فايزر وأسترازينيكا، تحمي من السلالة بنسبة كبيرة، ويجب على الناس أن تتلقّى اللقاح قبل فصل الخريف المقبل
مستشارة رئيس حكومة تصريف الأعمال ورئيسة اللجنة التنفيذية لخطة اللقاح الدكتورة بترا خوري، أكّدت لـ”أساس” أنّ “العالم يتّجه حالياً إلى موجة جديدة من فيروس كورونا”، مبيّنة أنّ السلالة الهندية المتحوّلة هي الأكثر انتشاراً بين الناس، “وترفع خطر دخول المستشفى 2.6 مرّة أكثر من سلالة المملكة المتحدة، وخاصّة في بريطانيا”. وأوضحت أنّ “اللقاحات التي يستخدمها لبنان، وهي فايزر وأسترازينيكا، تحمي من السلالة بنسبة كبيرة، ويجب على الناس أن تتلقّى اللقاح قبل فصل الخريف المقبل”.
وذكّرت خوري أنّ “لبنان يطلب إجراء فحص PCR من الوافدين قبل الدخول إلى البلاد، وهو يقوم بإعادة الفحص لاحقاً. وهذه السلالة لا تقف عند الحدود، وتوجد في أكثر من 90 بلداً في العالم، وستصل إلى لبنان”. واعتبرت أنّ المطلوب من “الواصلين إلى بيروت انتظار نتيجة فحصهم قبل الاختلاط مع الناس. لا يمكن للمتحوِّل الوقوف عند أيّ حدود. ومن هذا المنطلق، لا يغيّر ولا يفيد بشيء السؤال اليوم عن إمكان وصول المتحوّل، لأنّه من المؤكّد سيصل إلينا مثلما اقتحم باقي دول العالم”.
أمّا عن مؤشّر ارتفاع الإصابات، فأجابت: “ارتفاع الإصابات دليل على أنّ قسماً كبيراً من الناس لم تتلقَّ اللقاح، والأمر الأخطر أنّنا لم نعد نشاهد التزام الناس بإجراءات الوقاية. هذا مؤشّر خطير، ولا سيّما مع اقتراب فصل الخريف. وإذا بقيت الأمور على ما هي عليه فمن المؤكّد أنّنا سنعود إلى نقطة الصفر، وهذا ما أحذّر منه منذ ما يقارب الأسبوع لأنّ موجات جديدة مقبلة في الخريف”.
البزري لـ”أساس”: لبنان ليس بمنأى عن أيّ شيء بالعالم لأنّنا جزء منه. المطلوب من اللبنانيين الإقبال أكثر على تلقّي اللقاح
وعن تسجيل إصابات عند أشخاص تلقّوا الجرعتين من اللقاح، قالت: “الكل يعلم أنّ نتائج اللقاح ليست مضمونة 100%، لذلك لا داعي لإعطاء الأمور أكثر من حجمها”.
من جهته، أوضح رئيس اللجنة الوطنية للقاحات كورونا الدكتورعبد الرحمن البزري لـ”أساس” أنّ “ارتفاع عدد الإصابات ليس بالأمر الجديد. نحن نراقب منذ فترة عدّاد الإصابات، ولكن حتى الآن لا شيء يدعو للقلق والخوف، فالعدد ما زال محدوداً. المُتحوِّلات الفيروسيّة ?الجديدة، وخصوصاً مُتحوِّل دلتا، تُشكّل خطراً جدّيّاً على جميع الدول، ومن بينها ?لبنان?. فقد انتشرت في أكثر من 100 دولة، وقد رُصِدت في لبنان”.
وطمأن البزري اللبنانيين إلى “أنّنا نتابع هذا الملف، ونراقب الوضع عن كثب، بخاصة مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية الأخيرة من خطر وقوع موجة تفشٍّ جديدة لفيروس كورونا المستجدّ، بسبب انتشار السلالة المتحوِّلة”.
وأكّد أنّ “اللقاحات التي نستخدمها في لبنان فعّالة ضد متحوِّل “دلتا”. لذلك على جميع المتردّدين والمتشكّكين في اللقاح أن يتلقّوا الجرعات المطلوبة تحسّباً لوصول السلالات الجديدة. ستصل كمّيّات كبيرة من اللقاحات خلال تموز وآب وأيلول، وتعدادها مليون و200 جرعة فايزر”.
إقرأ أيضاً: كورونا: “الهندي” يهدّد لبنان… من المطار
ودعا البزري الدولة إلى “التشدّد أكثر في الإجراءات المتّبعة في ?مطار رفيق الحريري الدولي، وأن تكون الإجراءات? جدّية لا صورية، وخصوصاً فحص الـPCR. نحن لسنا ضد الحركة الاقتصادية والتجارية والسياحية في البلد، لكن يجب أن تكون مدروسة وضمن الأصول لأنّ فصل الصيف ما زال في بدايته”.
وختم مؤكّداً أنّ “لبنان ليس بمنأى عن أيّ شيء بالعالم لأنّنا جزء منه. المطلوب من اللبنانيين الإقبال أكثر على تلقّي اللقاح والالتزام بالإرشادات الصحّية”.