لا تزال الصين مترددة بشأن بيع طائرات مقاتلة من طراز، تشينغدو 10 جيه، إلى إيران لأسباب متعددة، وذلك وفقاً لما ذكر موقع “eurasiantimes” الإخباري.
وكانت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” قد ذكرت في وقت سابق أن طهران غير قادرة على شراء تلك الطائرات نظراً إلى عدم وجود سيولة كافية لديها من العملات الصعبة، وعرضت بالمقابل على بكين صفقة مقايضة تتضمن إعطاء الصين شحنات نفط وغاز طبيعي مقابل تلك الأسلحة.
وهذه الطائرة هي نفاثة مقاتلة صينية الصنع متعددة الاستخدامات، ذات محرك واحد وخفيفة الوزن ومتعددة الأدوار، قادرة على العمل في جميع الأحوال الجوية، وهي مصممة في الغالب للقتال الجوي، ولكنها مناسبة أيضاً لشن غارات على أهداف برية وبحرية. ويقارنها الخبراء العسكريون بطائرات مثل ميج 2000، وF-16، وتلقب بـ”التنين القوي”، تمييزاً لها عن الطراز الأكثر تطوراً تشنيغدو 20 جيه، المسماة بـ”التنين الجبار”، والتي تعدّ المعادل الصيني لطائرة F-35 الأميركية هائلة القدرات. وتعد تلك الطائرة الصينية الأرخص سعراً في السوق مقارنة مع نظيراتها الروسية والأوروبية والأميركية.
كانت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” قد ذكرت في وقت سابق أن طهران غير قادرة على شراء تلك الطائرات نظرا لعدم وجود سيوله كافية لديها من العملات الصعبة
وقال المحلل العسكري تشو تشينمينغ إن وجود فائض من مخزون النفط والغاز لدى الصين يجعلها مترددة في قبول أي عرض للمقايضة من جانب إيران.
وبالإضافة إلى رغبة الصين في الحصول على سيولة مالية مقابل بيع أسلحتها، فإن بكين تخشى كذلك من تداعيات سياسية واقتصادية عليها في حال أتمّت تلك الصفقة، فهي سعت بالأساس إلى توجيه رسائل طمأنة إلى الولايات المتحدة بأن الاتفاق الاستراتيجي الذي وقّعته مع طهران لن يشكل أي تهديد للمصالح الأميركية.
وفي هذا السياق يقول لني ليكسيونغ، الخبير العسكري المقيم في شنغهاي، إن لدى الصين بالفعل ما يكفي من إمدادات النفط والغاز المستقرة في بيئة تنخفض فيها أسعار هذه الموارد على أي حال.
وشدد على أنه ينبغي لبكّين إعطاء الأولوية للتخلص من آثار الحرب التجارية مع أميركا، بالإضافة إلى التعامل مع التداعيات التي خلفتها جائحة فيروس كورونا المستجد.
إقرأ أيضاً: إيران تعترف: اسرائيل سرقت أرشيفنا النووي
وتابع: “يجب على الصين أن تحافظ على علاقات مستقرة ذات مزايا جيواستراتيجية في المنطقة، وأن تكون حذرة ممّا سيؤدي إليه التعاون العسكري مع إيران من تبعات على إسرائيل والدول العربية في المنطقة”.
من جهته، قال الخبير الاستراتيجي البحريني، عبدالله الجنيد: “تدرك الصين أن مصالحها قد تكون في خطر إذا فقدت قدرتها على الحفاظ على التوازن بين علاقتها بإيران وعلاقتها بشريكيْها التجاريين الإقليميين في المنطقة، السعودية والإمارات”.
بالمقابل يرى جون ألترمان ، نائب الرئيس الأول في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، أنّ تعاون الصين مع إيران قد يكون مفيداً لبكّين، موضّحاً أنّ ذلك التعاون سيجعل البحرية الأميركية مشغولة في منطقة الخليج، مشيحاً قليلاً بنظرها عن المحيطين الهندي والهادئ”.