بعد مرور أسبوعين على بدء حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، أسئلة كثيرة تُطرح حول عملية التلقيح والعثرات التي واجهتها، والتي كانت أبرز تجلّياتها في مستشفى “رياق”، حيث عمدت وزارة الصحة إلى إيقاف اعتمادها كمركز تلقيح، بسبب عدم احترامها الأولويات والمعايير المحددة ضمن الخطة الوطنية للّقاح.
رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي أكّد لـ”أساس”، أنه “كبداية وفي التقليعة مسار الأمور جيّد على الرغم من وجود بعض الإرباكات والأعطال في المنصة، التي أدّت إلى تباطؤ في عملية التلقيح، وجرى العمل على إصلاحها، وخلال هذا الأسبوع ستصل الرسالة النصيّة في وقتها إلى الشخص المسجّل، وستزيد قدرة المنصّة على إرسال العدد الأكبر من الرسائل إلى الأسماء المعنية. ومن المتوقع أن نشهد ارتفاعًا في أعداد المسجلين”.
لكن متى سيبدأ القطاع الخاص في استيراد اللّقاح؟
“قانونيًّا لديهم تصريح بالاستيراد وهم بدأوا بتقديم الطلبات إلى وزارة الصحة، ومعظم القطاعات الخاصة تعمل على تأمين اللقاحات للعاملين لديها، مثل: الميدل إيست، وجمعية الصناعيين، وجمعية المصارف، وعدد من رجال الأعمال الذين قدّموا طلبات، إضافة إلى مؤسسات اغترابية تفكر بإرسال لقاحات.
المشكلة ليست في الدولة اللبنانية، بل تكمن لدى الشركات المصنّعة للّقاحات، لأنّ الشركات الكبرى طلبت كما بات معروفًا، عدم التعامل مع الشركات واقتصار التعامل على الدول فقط، بسبب حملات التلقيح التي يشهدها العالم، وحتّى اليوم هناك دول لم تصلها لقاحات، جنوب أفريقيا مثلًا. أما عن الدفعة الثالثة التي ستصل السبت المقبل وعددها 60 ألف جرعة، فستتليها دفعة أخرى يصل عدد جرعاتها إلى 40 ألفًا أو العكس، جميعها من “فايزر”. وبالنسبة للإسترازنيكا ستصل إلينا في الأسبوع الأول من شهر آذار”.
معظم القطاعات الخاصة تعمل على تأمين اللقاحات للعاملين لديها، مثل: الميدل إيست، وجمعية الصناعيين، وجمعية المصارف، وعدد من رجال الأعمال
هل هناك إمكانية فعلاً لتصنيع اللّقاح في لبنان؟
“زار وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال عماد حب الله، والسفير الروسي ألكسندر روداكوف، ومستشار رئيس الجمهورية النائب السابق أمل أبو زيد، مصنع شركة “أروان” للصناعات الدوائيّة في بلدة جدرا على ساحل الشوف، في منطقة إقليم الخروب. المصنع يمتلك المواصفات العالمية لتصنيع لقاح sputnik v. ويمكنه سنويًّا تصنيع ما يعادل 50 مليون لقاح على أقلّ تقدير. لذا فالزيارة جاءت للتباحث في الموضوع. ويمكن أن يحصل هذا المشروع في المستقبل، لكن في الوقت الحالي من المبكّر الحديث عنه، لأننا نحتاج إلى استيراد اللقاحات بشكل سريع، فمشروع كهذا يحتاج إلى وقت وفريق متخصّص، كي يصبح لبنان قادرًا على تصدير اللّقاح الروسي وليس الاستيراد فقط.
الإمارات شاركت في الدراسات منذ حوالى سنة مع شركة “سينوفارم” الصينية، وبالتالي منحوها إذنًا بتصنيع اللقاحات، وهذا أيضًا يحتاج إلى فترة طويلة. ولا بدّ من الانتباه إلى زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأخيرة إلى مصنع “فايزر” الذي يُنتج 5 ملايين جرعة أسبوعيًّا، إذ طلب منهم زيادة إنتاج عدد الجرعات، والشركة أعطته وعدًا بالعمل على تسريع تصنيع اللقاحات. لكن يبقى الأمر مجرد كلام لا نعلم مدى دقته. فالشركة تُنتِج شهريًّا 260 مليون جرعة لقاح، وهذا العدد بالكاد يكفي أميركا”.
وعن إمكان اللجوء إلى استخدام جرعة “فايزر” واحدة لِمن أصيب بفيروس كورونا في السابق، أكّد أنّ “الأمر ما يزال قيد الدرس، لأنّ آخر الدراسات التي صدرت عن الـFDA يشير إلى أنّ هذه الأمور قيد الدراسة والمتابعة، خصوصًا بعد الحديث عن المناعة التي تكوّنها الجرعة الأولى، والتي تصل إلى 85%، وبالإمكان تطويرها أكثر وتساهم بتلقيح أكبر قدر ممكن من الاشخاص. عند صدور موافقة دولية على هذه الدراسة بإمكاننا حينها التصرّف في لبنان”.
وختم عراجي كلامه مشيرًا إلى أنّ “المناعة المجتمعية لن تتحقق إلا في حال تمّ تلقيح 10 ملايين جرعة، ونحن لدينا نقص في العدد حتى اليوم. كل ما نملكه حتى اليوم هو 6 ملايين و600 ألف، أيّ نستطيع تلقيح 3 مليون و150 مواطنًا مقيمًا”.
رئيس الحملة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري أشار إلى أنّ “عدد المسجّلين في المنصّة بلغ حوالى 700 ألف شخص على الأقلّ، والأعداد المسجّلة تتركّز في مناطق محددة، ما يستدعي من البلديات والمؤسسات الأهلية المساعدة في زيادة أعداد المسجّلين. نسب منطقة عكار 1.6 % من مجموع الذين تسجلوا على المنصة، تليها محافظة بعلبك الهرمل بنسبة 2 %، ومحافظة البقاع 5 %، والنبطية 6 % ومحافظة الجنوب 7.4 %، ومحافظة الشمال 10 %، وبيروت 16 %، ومحافظة جبل لبنان في الطليعة مع 52 %. بحسب الإحصاء الأخير الذي أعلن عنه وزير الصحة حمد حسن”.
لا بدّ من الانتباه إلى زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأخيرة إلى مصنع “فايزر” الذي يُنتج 5 ملايين جرعة أسبوعيًّا، إذ طلب منهم زيادة إنتاج عدد الجرعات
وتابع البزري: “نحن مرتاحون بالنسبة إلى نتيجة التلقيح، وقمنا بالتدقيق في المراكز وعلى كيفية التعامل مع اللقاحات. أما بالنسبة لعدد المستفيدين حتى اليوم، فقد زاد عن 24 ألف شخص”، متوقعًا أن “يشهد منتصف آذار حركة أوسع من التلقيح، بعد بدء المرحلة الثانية في الأسبوع الأول منه، وهو التوقيت نفسه الذي تصل فيه لقاحات جديدة منها إسترازينيكا ودفعة إضافية من شركة فايزر”.
إقرأ أيضاً: البزري: ثغرات في “المنصّة” تؤخّر التلقيح
وعن اللقاح الروسي “سبوتنيك”، أكّد البزري أنّه حصل على موافقة الدولة اللبنانية، إنما التعثّر هو من الجانب الروسي لجهة الأعداد المتوافرة لديه، والأولوية للروس أنفسهم قبل توزيع اللقاح على بلدان العالم.
وختم: “من أخذ الجرعة الأولى خارج لبنان ويحمل إفادة بها، سنحاول أن نعطيه الجرعة الثانية في لبنان”، داعيًا “المجتمع المدني إلى التعاون والتطوع في مراكز التلقيح في المناطق”.