أجمل ما كُتب على وسائل التواصل الاجتماعي بعد اعلان إصابة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بفيروس الكورونا، جاء على لسان أحد الناشطين: “مساعي التكليف أصيبت بالكورونا. سلامة قلبك اللواء ابراهيم”.
إقرأ أيضاً: ابراهيم في واشنطن: المخطوف تايس مقابل تطبيع خليجي مع سوريا
.. راهبات معلولا، مخطوفو أعزاز، استعادة العسكريين المختطفين لدى جبهة النصرة وتنظيم داعش في جرود عرسال والسلسلة الشرقية، تشكيل حكومات، الإفراج عن الطحين، العمل على ملف المحروقات، الإفراج عن نزار زكّا ومعتقلين أميركيين في إيران، استعادة رجل الأعمال الشيعي قاسم تاج الدّين من السجن الأميركي، مُثبّت هدنة عجز عنها الرّوس في ريف إدلب بين الجيش التركي وحزب الله، ومؤخرًا يعمل على ملفّ الإفراج عن معتقلين أميركيين في سجون النظام السوري. محطّ تقدير في فرنسا وأوروبا وعدد من الدول العربية، رحلات مكوكية من بلد إلى آخر… هو اللواء عباس إبراهيم.
يقف المراقبون بحيرة حيال السؤال عن الصفة العملية الحقيقية لمدير عام الأمن العام؟
هو الأمني الذي يحمل مهام وزير الخارجية. يملك حضورًا على جميع صعد الملفات الشائكة والحساسة. يفكّك “عبوات سياسية ناسفة” بسلاسة. كانت انطلاقته الكبرى مع ملف راهبات معلولا في العام 2014 بعد 100 يوم على احتجازهنّ في سجون جبهة النّصرة. أوصل اللواء ابراهيم الراهبات إلى الأراضي اللبنانية، ومنها إلى سوريا، مقابل الإفراج عن 150 امرأة من سجون النظام السّوري…
من الوساطة بين واشنطن وطهران، أكمل “رجل المهمات الصعبة” مهماته، فزار مؤخرًا واشنطن لمتابعة الجديد في ملفّ الصحافي الأميركي المعتقل لدى السلطات في سوريا أوستن تايس
جهود اللواء عباس ابراهيم تخطّت المحليات. فقد تدخّل بشكل مباشر خلال الاشتباك الذي وقع بين حزب الله والجيش التركي في محافظة إدلب السّورية، ليُثبت وقفًا لإطلاق النار بين الجانبين بعد اشتباك عنيف نتج عنه سقوط مقتل 8 مقاتلين من حزب الله، وعدد غير معلوم من عناصر الجيش التركي، بالإضافة إلى تدمير واحتراق آليات عسكرية تركية وتعذّر سحبها من أرض الاشتباك، إلى أن اجتمع اللواء ابراهيم خلال ساعات قليلة من انطلاق الرصاصة الأولى للاشتباك بمدير المخابرات التركية حاقان فيدان في أنقرة، ليُحلّ الأمر خلال ساعات قليلة، وكأنّ شيئًا لم يكن.
الدور الكبير لمدير عام الأمن العام تجلّى خلال عمله على ملف الإفراج عن اللبناني المعتقل سابقًا لدى النظام الإيراني نزار زكّا، ليعود الأخير بصحبة اللواء ابراهيم في الصورة الشهيرة التي جمعتهما على متن طائرة خاصّة كانت بتصرّف “اللواء” لإنجاز هذا الملفّ. ثم أكمل مهمته بالوساطة الناجحة بين الولايات المتحدة وإيران للإفراج المتبادَل عن معتقلين بين البلدين، فحقّق خرقًا على هذا الصعيد تراجعت عنه دول بينها سويسرا واليابان…
من الوساطة بين واشنطن وطهران، أكمل “رجل المهمات الصعبة” مهماته، فزار مؤخرًا واشنطن لمتابعة الجديد في ملفّ الصحافي الأميركي المعتقل لدى السلطات في سوريا أوستن تايس. وكان موقع “أساس” أوّل من كشف بعض تفاصيل ما تداوله اللواء إبراهيم في لقاءاته الأميركية، ليُرسّخ دوره كمبعوث خاص “لشؤون حلحلة المشاكل” من بيروت إلى دمشق والدوحة وأنقرة وصولاً إلى الكويت ومسقط وطهران، وليس انتهاءً بباريس وبرلين وواشنطن…