FIFA World Cup: سعوديّة 2034.. مشروعيّة الحلم

2023-10-06

FIFA World Cup: سعوديّة 2034.. مشروعيّة الحلم


الشغف السعودي بكرة القدم حكاية يتوارثها السعوديون جيل بعد جيل. كانت القلوب عام 1977 تنبض مع شابّ لم يتجاوز الـ17 عاماً يدعى ماجد عبد الله الذي انتقل مع والده من مدينة جدّة إلى العاصمة الرياض ليلتحق بفريق النصر.
بعد 46 عاماً تشاء الأقدار أن يكون فريق النصر صورة مجدّدة لهذا الشغف، وهذه المرّة بنكهة عالمية مع التعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
عام 1994 كان التأهّل الأوّل إلى كأس العالم في الولايات المتحدة الأميركية، فانتقل الشغف خلف سعيد العويران وهو يجتاز نصف الملعب ليسجّل هدفاً في مرمى السويد. واليوم بعد 29 عاماً الشغف ينتقل من فرحة التأهّل إلى حلم الفوز بتنظيم كأس العالم 2034.

ثوابت تؤسّس للاستضافة
ليس الشغف السعودي بكرة القدم مجرّد صورة أو عبارة شعريّة، بقدر ما يستند إلى ثوابت حسيّة يمكن تلمّسها بالأرقام والحقائق والوقائع، وأبرزها:
1- 63% من الشعب السعودي تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً، وهو ما يجعل لعبة كرة القدم، وهي اللعبة الشعبية الأولى عند الشباب، جزءاً مكوّناً من هويّة المجتمع ونشر التأثير الإيجابي للّعبة.
2- تمتلك السعودية مجموعة ضخمة من وسائل النقل المتنوّعة تسمح بالتنقّل بين المدن التي تستضيف المباريات وتجعله أمراً متاحاً ويسيراً على الجميع. يبدأ تنوّع الوسائل بالطائرات والسكك الحديدية ولا ينتهي بالطرق البريّة المجهّزة لضمان سلامة العابرين وفقاً للمعايير الدولية.
3- ترعى السعودية 18 مركزاً إقليمياً لرعاية المواهب الشابّة في لعبة كرة القدم أُطلقت منذ عام 2021.
4- تأهّل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 6 مرّات أعوام 1994، 1998، 2002، 2006، 2018، 2022. وأحرز كأس آسيا 3 مرّات.
5- يحتضن الدوري السعودي للمحترفين 152 لاعباً من 47 دولة.
6- القيمة السوقية لقطاع الرياضة السعودية تبلغ حالياً 5.76 مليارات دولار، ومن المتوقّع أن تصل إلى 22 مليار دولار عام 2030.
7- تحتضن السعودية 37 منتخباً نسائياً، وترأس النساء 4 اتحادات رياضية.

يصبح الطموح السعودي إلى استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2034 مشروعاً ولا يحتمل اللبس، وهو ما تُرجم سريعاً بإعلان عشرات الاتحادات العربية والأجنبية دعمها لملفّ المملكة العربية السعودية لاستضافة الحدث الكروي الكبير

الحكاية بدأت في دوري “روشن”
حكاية استضافة مونديال 2034 بدأت مع إطلاق المشروع الكروي التنموي عبر استقطاب نخبة نجوم العالم في اللعبة، فكان البرتغالي كريستيانو رونالدو البداية، ثمّ كريم بنزيما، البرازيلي نيمار، ورياض محرز، وساديو ماني، وغيرهم ممّن جعلوا دوري “روشن” السعودي للمحترفين محطّ متابعة العالم برمّته.
لم يقتصر المشروع التنموي على استقطاب النجوم، بل ركّز على تحديث الأندية عبر نقل ملكيّتها لصندوق الاستثمارات العامّة وعدد من الشركات والهيئات الوطنية الكبرى، وإنشاء صندوق استثماري لكلّ شركة من شركات الأندية الثماني التي تمّ نقل ملكيتها، وهي: الهلال، الشباب، الاتحاد، الأهلي، النصر، القادسية، العلا، الدرعية، الصقور، وإيداع قيمة النادي في الصندوق الاستثماري مقابل نقل الملكية إليها، وذلك بهدف تحقيق عوائد مستدامة لصالح شركة النادي، وتوزيع ملكية شركات أندية الاتحاد والأهلي والنصر والهلال، وفق نسب محدّدة، بحيث يكون لصندوق الاستثمارات العامّة ما نسبته 75% من ملكية كلّ شركة، فيما يكون الجزء الباقي (25%) مملوكاً لكلّ مؤسسة غير ربحية، على أن تضمّ هذه المؤسّسات الأعضاء الحاليين في الجمعية العمومية، وكذلك الأعضاء الجدد.
جاءت هذه النهضة الكبيرة بقرار من وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان في سياق تحقيق أهداف رؤية 2030 التي تشمل تطوير القطاع الرياضي وتعزيز الرؤية الاستثمارية في البنية التحتية وتنمية الشباب، وهو ما حقّق أرقاماً تاريخية خلال أشهر قليلة في الدوري السعودي جاءت كالتالي:
1- عائدات البثّ التلفزيوني قفزت أكثر من 650%.
2- 140 دولة تبثّ المباريات مباشرة في كلّ القارّات.
3- الدوري السعودي في قائمة أعلى 10 دوريات قيمةً في العالم.
4- الدوري السعودي حلّ في المركز الرابع في ترتيب الدوريات الأكثر إنفاقاً في العطلة الصيفية.

إقرأ أيضاً: الكرة السعوديّة: البداية من لبنان وبن سلمان  يستثمر بالشغف..

المونديال في السعوديّة
على خلفية كلّ هذه الوقائع والأرقام يصبح الطموح السعودي إلى استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2034 مشروعاً ولا يحتمل اللبس، وهو ما تُرجم سريعاً بإعلان عشرات الاتحادات العربية والأجنبية دعمها لملفّ المملكة العربية السعودية لاستضافة الحدث الكروي الكبير.
يقال في عالم كرة القدم إنّ أيّ ملفّ استضافة يجب أن يحظى برسالة كبيرة، وملفّ السعودية لاستضافة المونديال يحمل رسالة واحدة فحواها الشرق الأوسط الجديد الذي تحدّث عنه الأمير محمد بن سلمان قبل سنتين عندما وعد السعوديين وشعوب المنطقة بأن يصبح هذا الشرق أوروبا الجديدة.

 

لمتابعة الكاتب على تويتر: ziaditani23@

مواضيع ذات صلة

عمليّة “البيجر” و”اللاسلكي”.. أميركا نصحت وإسرائيل نفّذت

ما يوصف بالخيال العلمي سينمائياً يصبح واقعياً في الكثير من المجالات، ومنها العسكري، فيتسبّب بآلامٍ ومآسٍ. هذا ما شهده لبنان المصدوم، الثلاثاء والأربعاء الماضيين، باستخدام…

هكذا وصلت إسرائيل إلى “البايجرز” واللاسلكيّ

في 7 أيلول الجاري، كان قائد “المنطقة الوسطى” في الجيش الأميركي الجنرال إريك كوريللا في إسرائيل. في اليوم التالي، تمّت عملية مصياف. أكبر عملية إسرائيلية…

من يملك شجاعة الاعتراف “بالهزيمة” التقنيّة؟

.. علينا جميعاً وفي مقدَّمنا الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أن نمتلك الشجاعة والجسارة للقول إنّ العدوّ الإسرائيلي هزمنا تقنياً ويتفوّق علينا في…

المرشد في استحضار التّاريخ دون المستقبل

“غد بظهر الغيب واليوم لي     وكم يخيب الظنّ بالمقبل ولست بالغافل حتى أرى         جمال دنياي ولا أجتلي لبست ثوب العيش لم أستشِر    وحرت فيه بين…