المنصّة، التي نصبها حزب “القوات اللبنانية” واعتلاها الدكتور سمير جعجع، قائمة على تواريخ أهلية ولا تصلح لإعادة بناء لبنان. أوحى رئيس الهيئة التنفيذية بأنّه يصوغ المستقبل بينما كان ينتسب إلى الماضي بمحطّاته وبأهلها. حيناً يذهب إلى الرئيس بشير الجميّل وحيناً آخر كان يستحضر الرئيس رفيق الحريري، في حين كلاهما سقط بـ”تآمر ولؤم أسديّ”، لكن لأسباب مختلفة.
أعاد جعجع إلى أذهان سامعيه سنوات اعتقاله في أقبية السجون باليرزة، مُعتبراً أنّها نضال يُحسب على لبنان واللبنانيين. حتى سنوات نضال، لكنّها لا تعني كلّ البلد ومكوّناته، إنّما له ولفريقه السياسي أن يزعمها ويُباهي بها على الآخرين. فعليّاً، الرجل يرأس ويدير أكبر كتلة نيابية في البرلمان، لكنّها جرّاء قانون انتخابي نسبي بصوت تفضيلي واحد عمل “الحزب” على تمريره، فكان أن نجح في اختراق كلّ البيئات، ولم ينجح أيّ مكوّن أو قوّة سياسية في اختراق بيئته وناسه.
كان جعجع يدرك شغف “حزبه” ببعث التواريخ قديمها وحديثها، ففعل. صار يُحرّك القوّة في دواخل أعضاء “القوات” على الضدّ من الخوف الذي مكث طويلاً على امتداد سنوات الهيمنة البعثية على لبنان. صاغ خطابه من رحم أحزان “القوات اللبنانية” حزباً وأهلاً. تقليده لـ”البشير” في استمالة المسلمين كان في استذكار أئمّتهم من مثل المفتي الشيخ حسن خالد والدكتور صبحي الصالح. هكذا عمد إلى العبث بالمسارات.
التفاصيل في مقال الزميل أيمن جزيني اضغط هنا