دعوة إلى عقوبات أميركية على لبنان لخنق الأسد

2020-01-21

دعوة إلى عقوبات أميركية على لبنان لخنق الأسد


دعا الصحافي المتخصص في العلاقات الدولية وشؤون الحرب، توم روغان، الولايات المتحدة الأميركية إلى زيادة العقوبات على المؤسسات المالية التي تدعم نظام بشار الأسد، إن بشكل مباشر أو غير مباشر، “خصوصاً في لبنان وتركيا وإيران”، لإجبار النظام على تقديم المزيد من التنازلات الجدية، من أجل تسليم السلطة أو القبول بمشاركتها مع المعارضين.

وفي مقالٍ بعنوان “حان الوقت لدفن اقتصاد نظام الأسد”، نشره في صحيفة “واشنطن اكزامينور” الإثنين، دعا روغان واشنطن إلى استخدام نفوذها الاقتصادي، وإلى التركيز على زيادة الضغط على الأسد من خلال قانون قيصر للعام 2019 لأنّ الأسد في ورطة كبيرة لأنّ عملته الوطنية تعاني من “سقوط حرّ”، وليس أمامه الكثير من الإجراءات لاتخاذها.

ورأى الكاتب أنّ ما يدل إلى ذلك هو تشديد نظام الأسد العقوبات على كل سوري يتداول في العملات الأجنبية، تزامناً مع تصعيد قوات الأمن السورية قمع حركات الاحتجاج المتزايدة بسبب انهيار قيمة الليرة.

في نظر الكاتب فإنّ يدي الأسد مقيّدتان أمام حلّ أزمته النقدية، لأنّ مسبّباتها الرئيسية خارجة عن إرادته كلياً، وقد اختصرها بأربعة أسباب:

السبب الأول هو العقوبات الأميركية الجديدة التي قيّدت وصول سوريا إلى الشبكات المالية العالمية والعملات الأجنبية.

السبب الثاني هو انسداد القناة الرئيسية لتدفقات الدولار غير المشروعة إلى سوريا من خلال لبنان، بسبب الاضطرابات المتزايدة في بنية الاقتصاد اللبناني خصوصاً بعد انتفاضة 17 تشرين الأول.

السبب الثالث هو تبخر احتياطي رأس المال السوري بعد تسع سنوات من الحرب الأهلية.

السبب الرابع هو عجز إيران عن الاستمرار في دعم احتياطيات سوريا من العملات بسبب الضغوط التي تتعرّض لها هي الأخرى بفعل العقوبات الأميركية.

يقول الكاتب إنّ الأسد يزيد الأمور النقدية في بلاده سوءاً من خلال طباعة المزيد من أوراق “البنكنوت” التي تفقد قيمتها كلّ يوم على نحو مضطرد، بالتالي فإنّ الأسد يخاطر في جرّ سوريا إلى دوامة تضخم لا تنتهي.

وبحسب الكاتب، فإنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الوحيد القادر على إنقاذ الأسد من خلال ضخّ ما يملكه من عملات صعبة في سوريا. وعليه، فالولايات المتحدة مطالبة بتصعيد أزمة النظام المالية من خلال العقوبات، لأنّ مصلحتها الوطنية تكمن في حض الأسد على تقاسم السلطة أو انتقالها.

ويختم أنّ الأسد “ذبح مئات الآلاف” من المدنيين ودفع، مع حلفاءه الإيرانيين والروس، بجحافل السوريين إلى أحضان الجماعات السنية المتطرّفة مثل تنظيم “داعش” من أجل التخلص منهم، وسوريا تحتاج إلى “عملية سياسية تزوّد السنة بوسائل حقيقية لتعويض مظالمهم”.

مواضيع ذات صلة

لبنان بالخيار: حرب مفتوحة أم فصل المسارات؟

هو أشبه بفيلم رعب عاشه اللبنانيون منذ يوم الثلاثاء الفائت. في الوقت الذي بدأ الحزب بتحقيقاته الداخلية للوقوف على أسباب الخرق ومن يقف خلفه، تستعدّ…

ماذا أرادَ نتنياهو من عمليّة “البيجر”؟

دخلَت المواجهة المُستمرّة بين الحزب وإسرائيل منعطفاً هو الأخطر في تاريخ المواجهات بين الجانبَيْن بعد ما عُرِفَ بـ”مجزرة البيجر”. فقد جاءَت العمليّة الأمنيّة التي تخطّى…

ما بعد 17 أيلول: المدنيّون في مرمى الحزب؟

دقائق قليلة من التفجيرات المتزامنة في مناطق الضاحية والجنوب والبقاع على مدى يومين شكّلت منعطفاً أساسياً ليس فقط في مسار حرب إسناد غزة بل في تاريخ الصراع…

ألغام تُزَنّر الحكومة: التّمديد في المجلس أم السراي؟

ثلاثة ألغام تُزنّر الحكومة و”تدفشها” أكثر باتّجاه فتح جبهات مع الناقمين على أدائها وسط ورشتها المفتوحة لإقرار الموازنة: 1- ملفّ تعليم السوريين المقيمين بشكل غير…