الحريري يطرح إنتخابات مبكّرة

مدة القراءة 3 د


يبدو أنّ الرئيس سعد الحريري يفكّر جدياً في اللعب على حبال الثورة من خلال الدعوة إلى انتخابات نيابية مبكّرة. فبعد حديث النائب الشاب سامي فتفت، عضو كتلة المستقبل، ودعوته إلى انتخابات مبكّرة قبل أسبوع، خرج النائب طارق المرعبي والنائبة ديما جمالي لتوجيه دعوتين مماثلتين. هذا الأمر بدا وكأنه “خطة عمل” مستقبلية أو “كلمة سر”، لأن فتفت وجمالي نائبان ملتزمان التزاماً كلياً بما يصدر عن “بيت الوسط”.

جمالي غرّدت عبر “تويتر”، أمس: “اعتبر من تحليلي لما يحصل أنّ الحلّ الأوحد للخروج من هذه الدوامة واعطاء الشعب اللبناني فرصة لإثبات جديّة مطالبته بالتغيير هو إجراء إنتخابات نيابية مبكرة بسرعة قصوى ووفق قانون جديد يراعي صحّة التمثيل للجميع يتمّ إعداده خلال مهلة زمنية محدّدة و قصيرة”.

وقال المرعبي: “الإتجاه إلى انتخابات نيابية مبكرة يشكّل مدخلاً للحياة السياسية الجديدة في لبنان. المطلوب العمل على تقصير مدة ولاية مجلس النواب الحالي واقرار قانون إنتخابي جديد يرضي طموح الشباب”.

أمّا فتفت “جونيور”، فكتب عبر المنصّة الافتراضية نفسها قبل أسبوع: “صراحة الأمور ما فيها تكفّي بهيدي الطريقة، في قسم كبير من الشعب بيعتبر أنّه نحنا النواب ما بقى عنا شرعية، اليوم الحل السياسي الوحيد يللي لازم نقدمه هو انتخابات مبكرة بقانون عادل. هيدي الانتخابات، إمّا رح تأكّد شرعيتنا أو منسقط ومنرجع على بيوتنا وبتفرز طبقة سياسية جديدة بتدير البلد”.

لم يقتصر الأمر على “تيار المستقبل”، فبين تغريدات فتفت، المرعبي، وجمالي، قدم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إشارات تقاطعت مع نوايا “بيت الوسط” عبر جريدة “الشرق الأوسط” السعودية، إذ دعا إلى انتخابات مماثلة، قائلاً: “بعد أن فشلت الأكثرية الحاكمة في إيجاد الحلول”، لأنّ الأكثرية الحاكمة “لا تعرف كيف تحكم، ولا تدع الآخرين أن يحكموا، والناس عالقة في المشكل”.

وكشف أن الانتخبات المبكرة يتداولها تكتل “الجمهورية القوية” كثيراً فيها هذه الأيام، وهذا موضوع “مطروح بقوة على الطاولة”، سائلاً: “كيف يمكن إقناع الكتل النيابية الأخرى، لأننا لا نرى أي حل، ولا أحد يستطيع أن يبقى في الوضع الحالي ولا يقدم حلاً، فلا تريد (الأكثرية) حكومة إنقاذ ولا انتخابات نيابية مبكرة، ماذا يريدون؟ هل يريدون أن ينهار البلد أمام أعينهم، وهم يجلسون بمواقعهم ولا أحد يحرّك ساكناً؟”.

قد يكون طرح الانتخابات المبكّرة بداية مواجهة خجولة بين أحزاب السلطة على وقع الثورة، تحديداً بين قدامى “14 آذار” وممانعة “8 آذار” التي فرضت هيمنتها الكاملة بفعل الأمر الواقع. خصوصا بعد تعثّر الثورة قليلاً، وتخلّيها نسبياً عن شعاراتها السياسية العريضة الواضحة، لصالح التصويب المنظم على المصارف وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

هذه الإشارت تُنبىء بحتمية انضمام الحريري إلى صفوف المعارضة. وقف بوجه الثورة لمساندة الحاكم ورفض تحطيم المصارف في شارع الحمرا، ثم إتهم الثوار في ساحة النجمة أمس بـ”المرتزقة”، لكنه ربما لاقى الثورة بمكان آخر هو: الانتخابات النيابية المبكرة.

الملفت في التغريدات المستقبلية هو إقران الانتخابات بقانون “جديد” و”عادل”، في حين لم يتحدث جعجع عن القانون. ما أوحى بأنه راضٍ عنه تماماً. أضف إلى هذا، فإن طرح جعجع للفكرة قد يكون مفهوماً، لأن خصمه المسيحي “التيار الوطني الحر” مأزوم وسهام الاتهامات بالتعطيل وإيصال البلد إلى ما وصلت إليه تلاحقه في كل خطوة. أما طرح “تيار المستقبل” للانتخابات، فغير واضح على الإطلاق، ونتائجه في ظلّ تراجع شعبيته السنية قد تكون محفوفة بخطر تسجيل المزيد من الهزائم.

مواضيع ذات صلة

على باب الاستقلال الثّالث

في كلّ عام من تشرين الثاني يستعيد اللبنانيون حكايا لا أسانيد لها عن الاستقلال الذي نالوه من فرنسا. فيما اجتماعهم الوطني والأهليّ لا يزال يرتكس…

3 عبارات قالها لاريجاني ولم تُنشر!

من قال إنّه لا يمكن التعلّم من العدوّ؟ بل على العكس. أهمّ الدروس تكون غالباً مستخلصة من مراقبة العدوّ، خصوصاً بعد معركة، وبالأخصّ بعد ما…

الحزب فتح باب التّغيير: “الدّولة” و”الطّائف” بلا سلاح

يوم الأربعاء 20 تشرين الثاني 2024 سيكون يوماً استثنائياً، حتّى لو لم يتمّ توقيع اتّفاق وقف إطلاق النار، لأنّ الأمين العامّ للحزب الشيخ نعيم قاسم…

7 أعمدة في قمّة الكويت الخليجيّة السّابعة

وسط أمواج مُتلاطمة وتحدّيات ضخمة آنيّة ومستقبلية تواجه المنطقة، تنعقد القمّة الخامسة والأربعون لقادة دول مجلس التعاون الخليجي بالكويت في أول أيام شهر كانون الثاني…