حديث الاغتيالات: نصر الله وباسيل.. مقابل خصومهم؟

مدة القراءة 3 د


 يبدو أنّ حديث الاغتيالات بدأ يتوسّع، مع دخول عناصر جديدة على خطّ “التأويل”. فيف حين خرجت التحذيرات “الرسمية” من المجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد في بعبدا، وعبر جهاز أمن الدولة القريب من رئيس الجمهورية، والمديرية العامة للأمن العام القريبة من حزب الله، إلا أنّ ردود الفعل المتخوّفة صدرت عن الجهة المقابلة، وتولّاها كلّ من فارس سعيد وأحمد فتفت وأشرف ريفي. هذا في مقابل موقف من النائب جميل السيد قلّل من أهمية التحذيرات كاشفاً أنّ “بعض الأجهزة نفت وجود أي معلومات جدّية، بعضها الآخر قال إنّه استند إلى تحليلات وليس إلى معلومات”، ليخلص إلى أنّ “أمور خطيرة كهذه تفترض التنسيق بين الأجهزة وليس التسابق الإعلامي لتخويف الناس”.

فتفت رأى إنّ “أي عملية اغتيال سيتحمّل مسؤوليتها حزب الله، لأنّه في مرحلة تقييم سياسية وأمنية لنفسه، وهو بذلك يحمي نفسه مسبقاً كي لا يتّهمه أحد… الحزب محشور ويبحث عن أي طريقة للخروج وهو لا يملك سوى الحلّ الأمني”.

سعيد الذي رفع حزب الله دعوى قضائية ضدّه اعتبرها “رسالة تصفية” إذ قال التالي: “أفهم من هذا الادّعاء أنّها رسالة أمنية مباشرة، جاء في لحظة تتحدّث الأجهزة الأمنية عن عودة الى الاغتيالات فهل هذا “حَوَل” سياسي، أي أنّهم يتقدّمون بدعوى استباقاً لأي حدث سياسي أو مكروه، يطال أي أحد ممن ادّعى عليهم حتّى يقولوا: لا علاقة لنا والعلاقة معهم قضائية”.

أي عملية اغتيال سيتحمّل مسؤوليتها حزب الله، لأنّه في مرحلة تقييم سياسية وأمنية لنفسه، وهو بذلك يحمي نفسه مسبقاً كي لا يتّهمه أحد… الحزب محشور ويبحث عن أي طريقة للخروج وهو لا يملك سوى الحلّ الأمني

ريفي وضع احتمال وقوع اغتيالات سياسية في جعبة “سلوكية ​حزب الله”​ الذي “لا يتوانى عن القتل”.

يأتي هذا وسط تسريبات من حزب الله على مواقع التواصل الاجتماعي بأنّ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بات في دائرة الاستهداف الأمني، وتوّج بخبر في جريدة “الجريدة” الكويتية عن “إحباط محاولة لاغتيال نصر الله”، لم ينفِه الحزب.

إقرأ أيضاً: الاغتيالات الآتية: من يملك السلاح و”السرايا” في لبنان

وتزامن “حديث الاغتيالات” مع تسريبات من محيط النائب جبران باسيل عن أنّه يلازم منزله في اللقلوق مع إجراءات أمنية مشدّدة، وكذلك في محيط منزله في المتن.

نحن إذاً أمام فريق يقول إنّ الاغتيالات عائدة، وإنّ قائدي هذا الفريق، نصر الله وباسيل، مهدّدَيْن. في حين يقول أعضاء في الفريق الآخر إنّها “قنابل دخانية” تمهيداً ليبدأ الفريق الأوّل مسلسل اغتيال خصومه المحليين… ويذهب آخرون إلى القول: الحزب يهدّد: إذا قتلت أميركا أو إسرائيل قادتنا، سنقتل قادتهم.

المشترك بين هذه التحليلات، أنّ الدم اللبناني يقترب من “الأرض”، وينتظر من يسيّله. 

مواضيع ذات صلة

التّمديد في زمن “النّكبة”: عجقة اقتراحات وفَصْل عن الرّئاسة

بين الخامس من تشرين الثاني الحالي و20 كانون الأول الثاني تاريخ تسلّم إدارة دونالد ترامب مقاليد السلطة ثمّة حقائق ستكرّس نفسها وتكون “شريكة” في رسم…

هوكستين إلى تل أبيب: هدنة خلال أسبوعين؟

لا وقت ضائعاً هذه المرّة بين الولاية والولاية. فالرئيس جو بايدن سبق أن اتّصل بالرئيس دونالد ترامب ودعاه إلى البيت الأبيض لتحقيق انتقال سلس للسلطة،…

الحزب مستمرّ… رغم التخوّف من ضرب المرافق الحيويّة والمطار

بعدما حُسمت الانتخابات الأميركية بوصول دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية وفي ظلّ استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان دون توقّف واستمرار المواجهات الحدودية بين المقاومة الإسلامية…

مؤشّرات وقف إطلاق النّار… قبل نهاية العام؟

يواصل العدوّ الإسرائيلي عدوانه الهمجيّ على لبنان مرتكباً المجازر تلو الأخرى، غير عابىء بأيّ ضوابط دولية قد تلجمه أو تضع حدّاً لشراسة الهجمات التي ينفّذها…