من منا لا يعرف أو لم يسمع بعائلة شاتيلا الرياضية، التي أعطت الملاعب الرياضية كلّ ما عندها من مواهب وطاقات، فخرّجت العديد من النجوم الكبار الذين لمع اسمهم في سماء لعبة كرة القدم، ووصلوا إلى الشهرة. آل شاتيلا لعبوا في صفوف أندية محلية عدة، وحسن واحدٌ من سلسلة “شاتيليين” بدأ مشواره مع فريق النجمة الذي دافع عن ألوانه أيضاً أشقاؤه سميح، ومحمود، وأحمد، ومحمد، ولم يلعب حسن إلا للنجمة..
إقرأ أيضاً: هكذا هوى صرح “المدينة الرياضية”
في حديث لـ “أساس” اعتبر أسطورة نادي النجمة ومنتخب لبنان السابق أنّ كرة القدم اختلفت كثيراً بين حقبة أبناء جيله والجيل الحالي، ورأى أنّ “الحداثة والأنظمة الجديدة ساهمت في تغيير وجه كرة القدم، ولعبت أدواراً سلبية من ناحية وإيجابية من ناحية أخرى بحيث أصبحت المادة تسيطر على كلّ شيء في كرة القدم، فيما كانت الشؤون المالية أمراً ثانوياً أمام حبّنا وولعنا بالساحرة المستديرة”.
وقال حسن الذي قاد المنتخب اللبناني لسنوات عدة إنّه غير نادم على خوضه ميدان كرة القدم: “ففيه عرفتُ الشهرة وحب الناس، وهذا أمر رافقني طوال حياتي ولا سيما أنني عشت أيام عزّ كرة القدم اللبنانية ومجدها”.
يرى شاتيلا، الذي ساهم بفوز النجمة بلقبي الدوري عامي 73 و75، أنّ الفوز بلقب الدوري يجب أن يكون ثمرة التعاون بين الإدارة واللاعبين والجهاز الفني، معتبراً أنّه “في حال لعب كلّ من هذه العناصر دوره بجدّية وإخلاص، فسيبقى شعار النجمة عالياً”
واعتبر شاتيلا الذي تدرّج في صفوف النجمة حتى وصل إلى الفريق الأول وكان لا يتجاوز 17 عاماً، إنّ “لبنان يمتلك مواهب خطيرة قادرة على أن تكون رقما صعباً، وبإمكانها تقديم الكثير في الملاعب المحلية وفي منتخب لبنان، لكنها بحاجة الى الصقل والرعاية والاهتمام، والكرة اللبنانية اليوم تحتاج إلى العمل الممؤسساتي المنظم من أجل أن تحافظ على بنيتها وصحتها خصوصاً في ظلّ الظروف الحالية الصعبة”.
وقال شاتيلا: “ما زلتُ أتابع كلّ مباريات النجمة بشغف كبير حتى اللحظة، لكن لا أتدخل في أيّ من شؤون النادي حالياً قائلاً… بلا وجعة راس”..
وعن إرث عائلة شاتيلا في لعبة كرة القدم قال: “عملنا واجبنا كعائلة شاتيلا، ونحنا 5 إخوة مع النجمة، وسنبقى مع النجمة حتّى آخر نفس. ونحن نجماويون على “راس السطح”، وساهمنا في صنع أمجاد النادي”.
يرى شاتيلا، الذي ساهم بفوز النجمة بلقبي الدوري عامي 73 و75، أنّ الفوز بلقب الدوري يجب أن يكون ثمرة التعاون بين الإدارة واللاعبين والجهاز الفني، معتبراً أنّه “في حال لعب كلّ من هذه العناصر دوره بجدّية وإخلاص، فسيبقى شعار النجمة عالياً”.
واعتبر أنّ “العمل المؤسساتي في الأندية اللبنانية مفقود، إذ لا يوجد أيّ مردود من الإعلانات أو المداخيل التي تؤمّن موازنات معظم الأندية العالمية، وهذا ما يصعّب من مهمة أيّ نادٍ حالياً”.
وتابع شاتيلا الذي امتاز بالسرعة والمراوغة: “معظم فرق العالم تعمل كمؤسسات، إلا في لبنان، فالرجل الذي يدفع يسيطر بكلمته على النادي، وهذا الأمر غير صحي، وهو ينطبق على معظم الأندية اللبنانية”.
دافع عن ألوان المنتخب الوطني في أكثر من 54 مباراة دولية سجّل خلالها 32 هدفاً، وهو يملك حالياً محلاً لبيع الألبسة والأدوات الرياضية
ويرى شاتيلا أنّ جيله تميّز بانطلاقة قوية للرياضة اللبنانية في كلّ الألعاب من الكرة الطائرة إلى كرة اليد والألعاب الأولمبية وغيرها، وهذه الحالة غير موجودة حالياً.
وأشار إلى أنّ مسيرته لم تخلُ من طرائف لافتة، فأثناء سفر بعثة منتخب لبنان في الثمانينات إلى كوريا الجنوبية عبر طهران، مرّت الطائرة بمطبّ جوي، وكان أحد اللاعبين في بيت الخلاء، فخرج مذعوراً متسائلاً عما يحدث، فبقيت بعثة المنتخب تضحك لوقت طويل. وأثناء توجّه النجمة لمواجهة القوة الجوية العراقي، لم تصل معدات وقمصان النادي إلى العراق نتيجة خطأ لوجستي، ما اضطر النجمة لاستعارة ثياب إحدى الفرق العسكرية لخوض المباراة!
مباريات كبيرة تبقى في ذاكرة شاتيلا، أهمّها المواجهة المهمّة أمام فريق “آرارات” بطل الاتحاد السوفياتي العام 1973 على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت حين فاز النجمة 1-0، كذلك حين استضاف الملعب عينه بعد سنتين مباراة تاريخية للنجمة، إذ لعب شاتيلا إلى جانب أسطورة كرة القدم بيليه أمام منتخب جامعات فرنسا.
حاز شاتيلا على العديد من الألقاب المحلية مع الفريق النبيذي، واعتزل العام 1987 وأقيمت له مباراة تكريمية أمام نجوم الكرة اللبنانية.
دافع عن ألوان المنتخب الوطني في أكثر من 54 مباراة دولية سجّل خلالها 32 هدفاً، وهو يملك حالياً محلاً لبيع الألبسة والأدوات الرياضية.
وخاض شاتيلا مباريات رائعة أمام فرق أجنبية زارت لبنان، أبرزها أمام فيرت الألماني في السبعينات حين سجل إصابة رائعة إذ طار بالكرة من منتصف الملعب وغربل عدّة لاعبين قبل أن ينفرد بالحارس ويسجّل في المقصّ هدف التعادل في المباراة التي انتهت حبيّاً 1 – 1.
شكّل ثنائياً مع لاعب فريقه المتألق حسن عبود، وهو ثنائي أرعب الأندية التي كانت تواجه النجمة في السبعينات والثمانينات. وتلقّى عروضاً احترافية عدة أبرزها من أحد الأندية الإماراتية عبر زميله نهاد ندّا، لكن إدارة النجمة رفضت العرض حينذاك.