يُشكّل المواطنون الأميركيون من أصل لبناني حوالي ثلث الأميركيين من أصل عربي، لتكون بذلك الجالية اللبنانية هي الأكبر بين الجاليات العربية التي تُشكّل حوالي 4 إلى 5 مليون مواطن. يتركّز الوجود اللبناني في 5 ولايات أميركية، 3 منها تُعدّ من الولايات “المتأرجحة” انتخابيًا، ويتوزعون كالآتي: ميشيغن، 11 %، يليها ولاية كاليفورنيا بنسبة 9 %، ثمّ أوهايو وفلوريدا بنسبة 6 % لكلّ ولاية، وولاية ماساتشوستس بنسبة 5 %.
ولاية ميشيغين تضم التجمّع اللبناني الأكبر، وتضمّ أيضّا التجمّع الشيعي اللبناني في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يتحدّر كثيرٌ من شيعة الولايات المتحدة اللبنانيين من مدينة بنت جبيل الجنوبية وقضائها، وكلّ عوائل المدينة الحدودية، دون استثناء، لها أفراد وعائلات تعيش في أميركا، وفي ميشيغين تحديدًا.
إقرأ أيضاً: الجمهوريون يسقطون ترامب في ويسكونسن؟
يقول عارفون بشؤون الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة لـ”أساس” إنّ اللبنانيين الموجودين منذ أكثر من 40 عامًا في البلاد قد انخرطوا بشكل كامل في المجتمع الأميركي، ويُعامِلون ويُعاملُون على هذا الأساس، فهم يمارسون أعمالهم اليومية وما يطلبه منهم القانون الأميركي على أكمل وجه، ولم يعد يربط الأغلبية الساحقة منهم بلبنان سوى “الأصل” الذي لا يتنكّرون له. إلا أنّهم عند المشاركة في الانتخابات المحلية، أكانت رئاسية أو لاختيار أعضاء الكونغرس، تكون مشاركتهم على أساس البرنامج الداخلي للمرشح وليس الخارجي. إذ باتوا يعتبرون أنفسهم يختارون الأفضل للولايات المتحدة، وليس للسياسة الخارجية والشّرق الأوسط وأزماته.
يستبعد قسم كبير من شيعة ميشيغين أيّ تأثير لسياسة ترامب الخارجية على قرارهم، إذ إنهم غادروا الشرق الأوسط ومعه لبنان بسبب مشاكله وأزماته، ولا يطمحون أن تؤثر هذه النزاعات التي هربوا منها على قرارهم الانتخابي
المفاجئ في انتخابات الرئاسة الأميركية 2020، هو توجّه قسم كبير من الأميركيين – اللبنانيين الشيعة لاختيار الرئيس الحالي دونالد ترامب، وذلك يعود لاعتبارات داخلية اقتصادية ومعيشية محض، إذ إنّ قسمًا كبيرًا منهم يعتقد أنّ سياسة ترامب الاقتصادية هي الأنسب للولايات المتحدة. فقد سجّلت البلاد في ولاية ترامب أعلى دخل للفرد الأميركي منذ 100 عام، كما أنّ الرئيس الحالي قد خفّض قسمًا واسعًا من الضرائب، وهذا ما انعكس ارتياحًا لدى الأميركيين من أصول لبنانية بشكل عام، والجنوبيين بشكل خاص. إذ أنّ معظمهم منخرط في أعمال خاصة صغيرة ومتوسطة، وقد استفادوا من السياسة الاقتصادية لترامب، وزادت مداخيلهم بشكل ملحوظ لولا أزمة تفشّي فيروس كورونا التي ضربت البلاد.
ويستبعد قسم كبير من شيعة ميشيغين أيّ تأثير لسياسة ترامب الخارجية على قرارهم، إذ إنهم غادروا الشرق الأوسط ومعه لبنان بسبب مشاكله وأزماته، ولا يطمحون أن تؤثر هذه النزاعات التي هربوا منها على قرارهم الانتخابي الذي باتوا يقرّرونه كمواطنين أميركيين أولًا دون أيّ اعتبار آخر. كما أنّه في عهد ترامب مارس الشيعة اللبنانيون طقوسهم العاشورائية بارتياح أكثر من أي عهدٍ آخر كما يفيد أحد أبناء الجالية المقيم في مدينة ديترويت بولاية ميشيغن لـ”أساس”.