تتلمّس الرياضة اللبنانية درب الخروج من النفق المظلم، الذي دخلته منذ 17 تشرين الأول الماضي، وانعكس عليها بشكل مباشر مادياً وفنياً وتنظيمياً. وعمّقت جراحها نكبة 4 آب الماضي بحيث طالت أضرار انفجار المرفأ العديد من الأندية والمنشآت الرياضية.
ويعتبر موسم 2019 – 2020 الأسوأ في تاريخ الرياضة اللبنانية، وذلك بعد الأزمة الاقتصادية ومن ثَمّ انتشار فيروس كورونا، ومن بعده انفجار المرفأ، ما أدّى إلى تأجيل الاتحادات الرياضية للبطولات ثم إلغائها. ومن سوء الحظ أنه قد يكون الموسم المقبل 2020 – – 2021 مشابهاً للموسم المنصرم، إذ إن العثرات كثيرة ولا يوجد أفق واضح من أجل إطلاق الأنشطة الرياضية.
إقرأ أيضاً: الراسينغ: نادي الأشرفية ومحيطها… يعاند التاريخ
وكان للعائلة الرياضية حصة كبيرة من الأضرار والإصابات خلال انفجار المرفأ، إذ نجا لاعبا النجمة إدمون شحادة وعبدالله عيش بأعجوبة من الموت خلال عودتهما من تمارين الفريق إلى الشمال اللبناني حيث يقطنان. وتعرّضت سيارة عيش لأضرار كبيرة.
أعاد الانفجار الرياضة اللبنانية إلى ما دون الصفر علماً بأنها كانت متوقفة بالاصل. وفيما حدّد الاتحاد اللبناني لكرة القدم موعد بطولة كأس النخبة، لبدء موسم جديد (2020-2021)، ومع استعداد الفرق لخوضها، حلّت كارثة الانفجار، لتخمد كلّ المحاولات، حتى إشعار آخر
وعانى نادي الأنترانيك صدمة حقيقية، إذ أصيب رئيس النادي فيكين جيرجيان ومدرّب الفريق جورج عقيقي ومساعده جوني نمر بجروح مختلفة في أنحاء أجسادهم، جرّاء تطاير الزجاج في ملعب النادي الكائن في سنتر دمرجيان في النقاش، وقد نُقلوا إلى المستشفى لتلقّي العلاج، في وقت خضع جيرجيان لعملية جراحية لنزع شظايا الزجاج من رأسه.
كذلك تعرّض مقرّ الاتحاد اللبناني لكرة القدم الواقع في منطقة فردان إلى أضرار مادية بعد تكسّر نوافذ زجاجية عديدة، في حين لم يصب أيّ موظف بأذى. كما تعرّض مقر نادي الراسينغ بيروت في الجميزة لأضرار مادية كبيرة. وناشد رئيس النادي غابي فرنيني اتحاد كرة القدم التواصل مع الاتحاد الدولي (الفيفا) بهدف دعم النادي لإعادة ترميم وتأهيل مقرّ النادي الذي لحق به دمار كبير. كما تضرّرت عشرات محال الـgym في بيروت وأعلنت إقفالها بشكل تام عقب انفجار المرفأ، ريثما تعيد إصلاح ما عانته من أضرار.
أعاد الانفجار الرياضة اللبنانية إلى ما دون الصفر علماً بأنها كانت متوقفة بالاصل. وفيما حدّد الاتحاد اللبناني لكرة القدم موعد بطولة كأس النخبة، لبدء موسم جديد (2020-2021)، ومع استعداد الفرق لخوضها، حلّت كارثة الانفجار، لتخمد كلّ المحاولات، حتى إشعار آخر.
وانعكست كلّ هذه الأزمات على اللاعبين فتحوّلت عقودهم كلّها إلى العملة المحلية “الليرة” وذلك بعد خسارة 80% من قيمتها الفعلية، ليصل الأمر بعدد من النجوم البارزين للقبول براتب يعادل 100 دولار، بعد الاتفاق مع نواديهم أيضا على حسم نصف الراتب لحين عودة البطولات والنشاط الرسمي.
ويعيش الرياضيون اللبنانيون بشكل عام وضعاً نفسياً معقداً، مع كثرة المشكلات التي يعاني منها البلد ككلّ، وهو الأمر الذي دفع نادي النجمة مثلاً، مع وضوح تأثّر اللاعبين وقلقهم المتزايد على مستقبلهم، وسط الغموض الراهن، إلى الاستعانة بمدرّب نفسي لإخراج اللاعبين من أيّ ضغوطات خارج المستطيل الأخضر. ومع التوقّف الطويل الذي عانت منه الكرة اللبنانية، لموسم كامل، تراجع مستوى اللاعبين، وتقلّصت حظوظهم في الاحتراف خارج لبنان.
يتخوف الأطباء من إجراء اي عملية نقل لعطوي خلال هذه الفترة حيث لا يمكن المخاطرة في هذه النقطة لأنّ هذا الاجراء من شأنه تعريض حياته للخطر
وعلى مقلب آخر، فإن رياضة كرة السلة كنظيرتها في القدم، فقد أُلغيت معظم بطولات كرة السلة عام 2020. وأصبح معظم نجوم اللعبة يبحثون عن الاحتراف خارج لبنان.
عطوي وصراع البقاء
وليس بعيداً عن معاناة الرياضة والرياضيين، يواصل محمد عطوي لاعب منتخب لبنان السابق، صراعه مع الموت، إذ يرقد حالياً بمستشفى المقاصد في غرفة العناية الفائقة بانتظار أخبار إيجابية تطمئن أهله ومحبيه عن وضعه الحرج بعدما اصيب برصاصة مجهولة المصدر براسه منذ نحو اسبوعين في منطقة الكولا ببيروت، فتم نقله إلى المستشفى ووضعه غير مستقرّ في قسم العناية المركزة.
ويتجمع يومياً مقابل المستشفى عشاق ومحبي اللاعب الخلوق، من لاعبين وإداريين ومدربين وحتى جماهير، من أجل معرفة اي انباء جديدة عن حالته، في حين تؤكد ادارة المستشفى أنّ حالته حتى اللحظة غير مستقرة، وقد خضع لعدة صور اشعاعية في رأسه من أجل تشخيص حالته بدقة عالية.
ويتخوف الأطباء من إجراء اي عملية نقل لعطوي خلال هذه الفترة حيث لا يمكن المخاطرة في هذه النقطة لأنّ هذا الاجراء من شأنه تعريض حياته للخطر، وهو حالياً في غيبوبة ويشرف على حالته نخبة من الاطباء المتخصصين في مستشفى المقاصد.