ائتلاف “دار الفتوى” يجمع بين المانح والمتلّقي والمعطّل.. لماذا غابت “المقاصد”؟

مدة القراءة 3 د


 شهدت دار الفتوى توقيع بروتوكول تعاون بين ائتلاف المؤسسات الإغاثية والاجتماعية بتاريخ في السابع من نيسان الجاري، بإشراف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان.

البيان الصادر عن دار الفتوى أشار إلى أنّ الائتلاف هدفه تبادل المعلومات وتعاون وتوثيق العلاقة بين الجمعيات والمؤسسات الناشطة في مجال العمل الإغاثي والاجتماعي والرعائي والخيري الذي يهدف لتوحيد العمل المشترك في تلبية احتياجات الأسر المتعفّفة والفقراء والمساكين والمحتاجين والأيتام من تقديم المساعدات على شتى أنواعها.

اللافت أن الائتلاف ضم ثلاثة أنواع من الجمعيات: جمعيات مانحة أيّ تمنح المساعدات للناس. جمعيات متلقّية أيّ هي لا تمنح بل تقوم برعاية نفسها مثل دار الأيتام الاسلامية. وهناك جمعيات ليس لديها نشاط مؤثر على الأرض. وغابت عنه الجمعية الأم في بيروت “جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية” كما غاب عن البيان الآليات التنفيذية للعمل.

إقرأ أيضاً: سماحة المفتي ماذا تنتظر؟

رئيس جمعية المقاصد الدكتور فيصل سنّو كشف لـ”أساس” أنّه امتنع عن الحضور “لأنّ الدعوة وُجّهت إلى جمعيات ليست خيرية، وهذا ليس من اختصاصنا. فهناك جمعيات شاركت تُمثّل وجهة سياسية معينة، منها جمعية فؤاد مخزومي، ونحن لا نستطيع أن نلبس وجهاً سياسياً، ولا نستطيع أن نُكرّه أحداً فينا، فالمخزومي مموّل ولا يأخذ تبرعات من أحد”، مؤكداً أنّه “في هذه الأوضاع نتمنى على الجميع التعاون والعمل لخدمة الناس والمساعدة قدر المستطاع لتقديم العون والدعم للمواطن في ظلّ تفشي فيروس كورونا”.

أما بالنسبة إلى مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية، فأوضح الدكتور وسيم الوزّان أنّ “هدف البروتوكول هو تنسيق كلّ الجهود بين الجمعيات الخيرية والاجتماعية من أجل تقديم المساعدات بأنواعها كافة، من التي سوف تُعطى لمن هم بحاجة فعلاً في هذه الظروف”. وعن آلية العمل شرح أنّها “ستكون عبر التنسيق بين الجمعيات من أجل إنشاء (داتا) أو لوائح المؤسسات التي تقدّم المساعدات الاجتماعية لتجنّب الازدواجية في التوزيع”.

الحالة الاقتصادية والمالية المتردية وغير المسبوقة، وأيضا جائحة كورونا، دفعا إلى إطلاق المبادرة التي دعا إليها سماحة المفتي الجمعيات الإسلامية الكبرى في البلد

المدير العام لمؤسسات “الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الاسلامية” الدكتور خالد قباني، أوضح لـ”أساس” أنّ “سماحة المفتي هو من دعا وليس لديّ أيّ فكرة عن كيفية توجيه الدعوة. فالمفتي هو من يجيب على هذا السؤال عن لماذا وكيف وُجهت الدعوة لنا وعن الأسباب والتفاصيل، ولا نستطيع أن نحلّ مكان المفتي فهو مدرك أكثر بالتفاصيل”. وكشف أنّه “لم يتمّ وضع آلية عمل حتّى الآن، هذا فقط بروتوكول وإعلان آليات العمل سيوضع لاحقاً”.

بدوره قال الشيح زياد الصاحب، رئيس “جمعية الفتوّة الإسلامية”، إنّ “الحالة الاقتصادية والمالية المتردية وغير المسبوقة، وأيضا جائحة كورونا، دفعا إلى إطلاق المبادرة التي دعا إليها سماحة المفتي الجمعيات الإسلامية الكبرى في البلد والتي تُعنى بالشؤون الإغاثية ومساعدة المحتاجين والأعمال الخيرية، فاجتمعنا وكان المشروع اتفاقية عمل جماعي مشترك هدفه خدمة أكبر عدد ممكن وأكبر شريحة من المجتمع ممن هم بحاجة إلى مساعدة”. وأعلن أنّ “التنسيق وتبادل الداتا والأسماء هدفه عدم الوقوع في ازدواجية أو تكرار أو التباس في الأسماء بين جمعية أو أخرى”.

لا خلاف على أنّ دار الافتاء هي الغطاء الشرعي لكل هذه الجمعيات البيروتية ولغيرها أيضاً. ولكن هل هذا يعني أنّ الغاية من هذا الاجتماع ستتحقق؟ الجواب في رمضان المقبل بعد أقل من أسبوعين.

 

مواضيع ذات صلة

برّي ينتظر جواب هوكستين خلال 48 ساعة

تحت وقع النيران المشتعلة أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب موافقته على أن يستكمل الرئيس جو بايدن مسعاه للوصول إلى اتفاق وقف لإطلاق النار في…

الجيش في الجنوب: mission impossible!

لم يعد من أدنى شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيلي، وبوتيرة متزايدة، يسعى إلى تحقيق كامل بنك أهدافه العسكرية والمدنية، من جرائم إبادة، في الوقت الفاصل…

وزير الخارجيّة المصريّ في بيروت: لا لكسر التّوازنات

كثير من الضوضاء يلفّ الزيارة غير الحتميّة للموفد الأميركي آموس هوكستين لبيروت، وسط تضارب في المواقف والتسريبات من الجانب الإسرائيلي حول الانتقال إلى المرحلة الثانية…

تعيينات ترامب: الولاء أوّلاً

يترقّب الأميركيون والعالم معرفة ماذا تعلّم الرئيس ترامب من ولايته الأولى التي كانت مليئة بالمفاجآت وحالات الطرد والانشقاقات، وكيف سيكون أسلوب إدارته للحكم في ولايته…