التزاماً من “أساس” بحرية التعبير والرأي والرأي الآخر، نشرنا مقالة زميلنا قاسم يوسف تحت عنوان “لِمَ لا يكون بهاء الحريري هو الحل”. بعيداً عما جاء في مقالة زميلنا قاسم، هو تساؤل جدير بالإجابة.
بهاء الحريري لا يمكنه أن يكون الحل لألف سبب وسبب، بعضها يعنيه شخصياً، وبعضها يعني طائفة كبرى وجمهوراً واسعاً، لا يعيشان في منطق القبيلة أو ما يماثلها..!
فمن ضمن ما يعني شخص بهاء الحريري كان بيانه الأخيرغريباً، وكأنه استساغ لعبة إصدار البيانات، لعلها تروي عطشاً مزمناً، كما يبدو، للظهور الإعلامي والعمل السياسي.
يواصل بهاء الحريري مسلسل الغرائب الذي بدأه في 14 شباط، بتذكره ضريح والده واستحضار بعض المأجورين للاحتشاد هناك والتصادم مع أنصار “تيار المستقبل” الذي يرأسه شقيقه الرئيس سعد الحريري، ليطل مجدداً عبر الحلقة الثانية من المسلسل في بيان غير مبرر بالشكل والمضمون.
بالشكل، جاء البيان وكأنه إجابات على أسئلة لم تطرح لا في الإعلام ولا في وسائل التواصل الاجتماعي عبر تبريره التواصل مع الزعيم الجبلي وليد جنبلاط أو مع الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، وهما تواصلان مرّ عليهما الزمن وفقد الأهمية في سياق التطورات السياسية.
أما من حيث المضمون، فلقد جانب البيان وصاحبه الكثير من الحقائق المستحيل تجاوزها، منها أنّ بهاء الحريري، خلال أزمة الرئيس سعد الحريري في المملكة العربية السعودية، مكث في الرياض أربعة عشر يوماً ولم يستقبله طوال هذه المدة أي من المسؤولين السعوديين. وجلّ ما فعله، هو التواصل الهاتفي (واتساب) مع مسؤول أمني سياسي، كما أنه انتظر قدوم أفراد العائلة إلى الرياض لمبايعته على الزعامة السياسية للعائلة وفقاً للتعبير السائد في حينه، والذين، رغم اتصال بهاء شخصياً بعدد منهم في لبنان وخارجه، لم يلبِّ أحدٌ منهم دعوته لا بالقدوم الى الرياض ولا بالمبايعة مهاتفةً ليغادر الرياض خالي الوفاض، ودائماً دون اللقاء مع أي مسؤول سعودي..!
بالمقابل جاء البيان، بجزئه المتعلق بربط زيارته للمملكة العربية السعودية بالميليشيات الإيرانية، في موقع المزايدة المضحكة، هو ربط في غير مكانه وزمان، بل الأحرى شيك دون رصيد.
إن بيان بهاء الحريري الأخير تفسيره يذهب بمسلكين، الأول هو انزلاق طبيعي بعد الانزلاق الرئيسي أمام الضريح والثاني تخبيص إعلامي..!
فيما تجدر الإشارة، إلى أنّ السيارتين المصفحتين اللتين أرسلهما بهاء إلى اللواء ريفي واحدة مستعملة، والثانية محرّكها معطل..!
يبقى، وللإنصاف، ميزة إيجابية واحدة في البيان، وهي أسلوب طباعته ونوع الخط المستعمل فيه، والذي ينمّ عن ذوق شرقي يذكّر ببيانات وفرمانات الدولة العليّة في إسطنبول.
إقرأ أيضاً: لِمَ لا يكون بهاء الحريري هو الحل؟ (2)