لبنان، الذي يشهد أزمة محروقات، يقع بين مطرقة الولايات المتحدة الأميركية وسندان إيران، وها هو يشكّل مرّة جديدة ساحة للمواجهة بين البلدين، وتدور الإشكالية هذه المرّة حول استجلاب المشتقات النفطية إلى البلد الذي أصبحت فيه الكثير من المناطق معزولة عن العالم، بسبب عدم توافر الوقود اللازم لتزويدها بالكهرباء، وهنا يأتي دور “حزب الله”، وفقاً لمقال نشرته صحيفة “لو فيغارو“.
وبحسب الصحيفة الفرنسية، فقد دفع قرار “حزب الله” بالسفارة الأميركية إلى إعادة تفعيل مسار قديم يتمثّل بإيصال التيار الكهربائي من الأردن واستيراد الغاز المصري عبر سوريا.
وذكّرت “لو فيغارو” بما قاله المحلّل العسكري لصحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل عن احتمال تعرّض لبنان لعقوبات إضافية إذا قام بالتعامل التجاري مع إيران، معتبراً أنّ وصول السفينة الإيرانية الأولى يشكّل “تحدّياً جديداً” لإسرائيل.
في هذا السياق، رأى فرزين نديمي، وهو محلّل متخصّص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلّقة بإيران ومنطقة الخليج، ومقرّه في واشنطن، أنّ ضبط النفس هو الهدف السائد في الوقت الراهن، ولا شكّ أنّ إسرائيل ستراقب طريقة إدارة زيت الوقود الإيراني وتوزيعه في لبنان.
وختمت “لو فيغارو” المقال بالإشارة إلى أنّ حلّاً آخر متاحاً يشكِّل خطورةً أقلّ، يتمثّل في إتاحة الفرصة لمستوردي النفط اللبنانيين لشراء هذه المشتقّات بسعر غير مدعوم، لكنّ هذا الحلّ صعب التنفيذ في هذه المرحلة، فالطبقة السياسية لا توافق، لأنّ تحرير السوق يمثّل خسارة للسياسيين في النفوذ والموارد المالية.
من جانبها، نشرت صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية مقالاً أشارت فيه إلى أنّ لبنان يواجه عقوبات أميركية من خلال استيراد مشتقات نفطية من إيران، واصفةً هذا الواقع بـ”الحرب النفطية الأميركية الإيرانية”. وذكرت أنّ أسعار البنزين ارتفعت بنسبة 70% والغاز بمعدّل 50%.