لا تزال الأزمة الصحيّة العالميّة المتمثّلة في جائحة “كوفيد 19” تُخيّم على العالم حاصدةً الأرواح، ومُنهِكةً الجسم الطبّيّ. وقد تفاقمت الأزمة بسبب السلالات المتحوِّلة، بدءاً من سلسلة متحوِّل “ألفا” التي اُكتُشفت للمرّة الأولى في المملكة المتحدة، إلى “بيتا” في جنوب أفريقيا، و”غاما” في البرازيل، و”دلتا” في الهند.
أمّا اليوم فقد انشغل العالم بمتحوّل جديد أُطلق عليه اسم “لامبدا”، أصبح منتشراً في 29 دولة، بحسب ما نشره موقع sciencealert، الذي لفت إلى أنّ البيرو، التي أبلغت عن أوّل إصابة بالمتحوّل، وتحديداً في آب 2020 في العاصمة ليما، ضمّت حتّى نيسان 2021، 97% من الإصابات بهذا المتحوّل.
من جانبها، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً عن المتحوّل، مشيرةً إلى أنّه سريع الانتشار في أميركا الجنوبية، لكنّ الغموض يحيط به حتّى الآن، إذ لم يحسم أحد هل عدوى “لامبدا” أكثر سرعة من سلسلة المتحوّلات التي ظهرت سابقاً، ومدى تأثير اللقاحات عليه. لكنّ الصحيفة أوضحت أنّ منظّمة الصحة العالميّة صنّفت المتحوّل، الذي عُرِف في البداية باسم C.37، بأنّه “مثير للاهتمام”. وهذا قد يشير إلى أنّ الخبراء يشكّون في أن يكون أكثر خطورة من السلالة الأصلية.
أوضح علماء أنّ طفرات “لامبدا” التي تشبه تلك الموجودة في سلسلة المتحوّلات الأخرى، شديدة العدوى ومثيرة للقلق، لكنّ البحث مستمرّ لمعرفة الكثير من التفاصيل المرتبطة بالمتحوّل التي لا تزال غير واضحة.
من جانبه، قال الدكتور ناثانيال لانداو، وهو عالم متخصّص بالأحياء الدقيقة في كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك، ويعدّ دراسات عن سلاسل “كورونا” المتحوّلة: “يتركّز الاهتمام الآن على متحوِّل جديد، له اسم جديد، لكنّني لا أعتقد أنّه يوجد أسباب تدعو إلى القلق الآن، إذ لا دليل على أنّ “لامبدا” سيتفوّق على “دلتا” أو يكون أسوأ منه”.
وأفاد البروفيسور بابلو تسوكاياما، من جامعة كايتانو هيريديا في ليما، لصحيفة “فايننشال تايمز“، أنّ “معدّل انتقال المتحوّل أعلى من أيّ نوع آخر”، إلا أنّ خبراء آخرين، من بينهم خايرو ريكو، الخبير بالأمراض الفيروسية المستجدّة في منظمة الصحة للدول الأميركية، حاولوا التقليل من المخاوف بشأن “لامبدا”، مؤكّدين أن “لا دليل على أنّ المتحوّل الجديد يمثّل تهديداً أكثر من السلاسل الأخرى، ويجب الانتظار حتى دراسة معدّل العدوى”.
أمّا شبكة CNBC فأثارت مسألة فعّاليّة اللقاحات في مكافحة المتحوّل الجديد، ولفتت إلى أنّنا “نحتاج إلى مزيد من الدراسة لمعرفة تلك الفعّالية، ولا سيّما فعّاليّة لقاحات موديرنا وفايزر وأسترازينيكا”.