انشغلت الصحف بالتعليقات الأخيرة، التي أطلقها الدكتور أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الأميركي للحساسيّة والأمراض المعدية، الذي كان مستشاراً طبّيّاً بالبيت الأبيض في ما يتعلّق بجائحة “كوفيد 19” في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، والمرتبطة بمدى إلزامية اللقاحات، وإعطاء تفويضات كاملة من أجل تحفيز المؤسسات التعليمية والشركات على تلقّي اللقاح، وفعّاليّة الجرعة الثالثة.
وأعلن فاوتشي أنّ “مجموع الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس “كورونا” في الولايات المتحدة تجاوزت 600 ألف حالة، و4 ملايين حالة وفاة حول العالم“. وشدّد على “ضرورة أن يكون هناك المزيد من التفويضات على المستوى المحلّي في الولايات المتحدة لتلقّي اللقاحات المضادّة للفيروس، ولا سيّما للشركات والمدارس“. ولفت فاوتشي إلى أنّه “لا يوجد سبب لعدم التطعيم. فاللقاحات قضيّة صحّة عامّة، لا علاقة لها بالسياسة“، وفقاً لِما نقله موقع “بوليتيكو” عن فاوتشي في مقابلة أجرتها معه شبكة “سي إن إن” الأميركية مساء الأحد.
ونشرت صحيفة “واشنطن تايمز” مقتطفات من حديث خبير الأوبئة الأميركي، الذي رأى أنّ “إعطاء المزيد من التفويضات لتلقّي اللقاح هو أمر بالغ الأهمية“، معتبراً أنّ “الموضوع سيصبح أسهل إذا منحت إدارة الدواء والغذاء ترخيصاً كاملاً للجرعات بدل الاعتماد على إذن الاستخدام الطارئ“، مضيفاً أنه “على المستوى المحلّي، لا بدّ من إعطاء المزيد من التفويضات للتلقيح، لأنّنا نتحدّث عن مسألة حياة أو موت”. ويأتي حديث فاوتشي بعدما حصل نقاش طبّي في بعض وسائل الإعلام الأميركية حول “إلزاميّة التلقيح”.
وفي معرض نشرها للمقابلة، لفتت الصحيفة إلى أنّ “البيت الأبيض كان قد انتهج سياسة لا يتدخّل بموجبها في المدارس والشركات التي اتّخذت قراراً بتلقيح موظّفيها. وقد يطلب الرئيس جو بايدن من بعض الكيانات، من بينها الجيش، اعتماد التلقيح وإعطاء اللقاحات، لكنّه لم يفعل ذلك حتى الآن.
من جانبها، رأت كاثلين سيبيليوس، التي شغلت منصب وزيرة الصحّة والخدمات الإنسانية في عهد أوباما، أنّ “الوقت قد حان لإعطاء حيّز أكبر للتلقيح وللأماكن التي يتوافر فيها اللقاح“.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن فاوتشي رأيه في الجرعة المعزّزة للّقاح، أي الجرعة الثالثة، حيث أوضح أنّ “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تتبع الدراسات العلميّة. وفي الوقت الحالي لا يوجد توصية بالجرعة المعزّزة، نظراً إلى أنّ أكثر من 90% من المصابين الجدد بفيروس “كورونا” الذين احتاجوا إلى دخول المستشفى للعلاج، لم يكونوا قد تلقّوا اللقاح بعد“، إلا أنّه لم يستبعد احتمال أن يُنصح بالجرعة المعزّزة، في وقت لاحق، لبعض المجتمعات.