“يأتي فوز المملكة باستضافة معرض إكسبو 2030 ترسيخاً لدورها الريادي والمحوري والثقة الدولية التي تحظى بها، وهو ما يجعل منها وجهةً مثاليةً لاستضافة أبرز المحافل العالمية، حيث يعدّ معرض إكسبو واحداً منها. ستتزامن استضافتنا لإكسبو 2030 مع عام تتويج مستهدفات وخطط رؤية السعودية 2030، حيث يُعتبر المعرض فرصة رائعة نشارك العالم خلالها الدروس المستفادة من رحلة التحوّل غير المسبوقة. وتحقيق الموضوع الرئيسي للمعرض “حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل”. بهذه الكلمات اختصر وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان أهميّة الإنجاز الذي حقّقته المملكة بفوزها باستضافة معرض إكسبو 2030 في الفترة ما بين 1 تشرين الأول 2030 و31 آذار 2031، لتكون عاصمة للعالم.
حكاية لها أرقام
حكاية مسعى السعودية لاستضافة “إكسبو 2030” بدأت منذ ما يقارب عامين وخرجت إلى العلن قبل سنة وشهر تحديداً في 29 تشرين الأول 2021 عندما تقدّمت المملكة رسمياً بطلب ترشّحها إلى المكتب الدولي للمعارض “BIE” (الهيئة المنظّمة لمعرض إكسبو الدولي). ومنذ تلك اللحظة تحوّلت المملكة إلى خلية نحل قيادة وكوادر للفوز بهذه الاستضافة إن على الصعيد التنظيمي الداخلي، أو على صعيد حشد المجتمع الدولي تأييداً للملفّ السعودي. وتُوّج كلّ ذلك بزيارة الأمير محمد بن سلمان لباريس في حزيران 2023 حيث حضر تدشين ترشيح المملكة للاستضافة، وهو ما دفع صحيفة “لوموند” الفرنسية خلال تلك الزيارة للقول إنّه “زعيم يصعب تجاوزه”، مشيرة إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلص منذ فترة طويلة إلى أهمية الأمير محمد بن سلمان، وأنّ آمالاً كبيرة معلّقة على ديناميكيّته لتغيير الواقع في كثير من الملفّات الدولية تبدأ من لبنان وتصل إلى أوكرانيا. وخلصت الصحيفة الفرنسية إلى وصف الأمير محمد بن سلمان بـ”الواقعي”.
فازت المملكة بملفّ الاستضافة بـ119 صوتاً من أصل 179 دولة عدد الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض، فيما حصدت إيطاليا 17 صوتاً وكوريا الجنوبية 29 صوتاً
فوز المملكة بملفّ الاستضافة تقدمت على كلّ من ملفّ مدينة روما الإيطالية، وملف بوسان الكورية الجنوبية، شكّل حدثاً لافتاً بحدّ ذاته وسط لائحة من الأرقام التي لا يمكن لأحد أن يقاربها:
– فازت المملكة بملفّ الاستضافة بـ119 صوتاً من أصل 179 دولة عدد الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض، فيما حصدت إيطاليا 17 صوتاً وكوريا الجنوبية 29 صوتاً.
– 7.8 مليارات دولار الميزانية المرصودة للاستثمار في استضافة “إكسبو 2030”.
– 6 ملايين متر مربّع خُصّصت لإقامة أجنحة ومرفقات المعرض.
– 226 جناحاً تستضيف الدول والمنظمات المشاركة.
– استثمارات على المستوى الوطني تلامس 3.3 تريليونات دولار حتى نهاية هذا العقد.
إقرأ أيضاً: FIFA World Cup: سعوديّة 2034.. مشروعيّة الحلم
مدينة للمستقبل
على مساحة 6 ملايين متر مربع في منطقة بارزة شمال العاصمة الرياض تقع بين مركز الملك عبد االله للدراسات والبحوث البترولية ومطار الملك خالد الدولي، ستقام مدينة “إكسبو 2030”. المساحة المخصّصة للمدينة المستحدثة والتي تبلغ 6.9 كلم2 سيخصّص منها 3.38 كلم2 للمنطقة المسوّرة، و3.21 كلم2 للمرافق العامة من حدائق ومواقف سيارات مزوّدة بخدمة النقل من الموقع وإليه. وسيتمّ دمج الموقع مع المشروعات الموجودة في محيطه كمجمّعات البحث والتطوير التكنولوجية والجامعات ومنتزه المطار في مشروع الرياض الخضراء المرتقب وكذلك مدينة المطار. وسيُربط الموقع بخطوط المترو الجاري إنشاؤها لتسهيل حركة العبور وربط المدينة المستحدثة بمختلف أنحاء العاصمة الرياض. وسيُربط الموقع بشبكة من مسارات الدرّاجات الهوائية وأخرى مخصّصة للمشاة تمتدّ في المدينة كلّها.
السعودية من تشرين الأول 2030 إلى آذار 2031 ستكون عاصمة للعالم.
لمتابعة الكاتب على تويتر: ziaditani23@
