لقاء “إسلاميّ” في بيروت: رمضان سيشهد تصعيداً في فلسطين

مدة القراءة 5 د

في لقاء خاص جمع عدداً من القيادات الإسلامية اللبنانية والفلسطينية على مأدبة إفطار في بيروت خلال الأيام القليلة الماضية، جرى استعراض التطوّرات الدولية والإقليمية وما يجري في لبنان وفلسطين، وأجمع الحاضرون على أنّ مرحلة ما بعد الاتفاق السعودي – الإيراني برعاية صينية ستكون حافلة بالتطوّرات الدولية والإقليمية، وأنّ الأحداث تتطوّر بشكل سريع وستكون لها انعكاسات إيجابية في كلّ المنطقة.
المشاركون توافقوا على أنّ قوى المقاومة تجاوزت خلال السنوات الأخيرة العديد من التحدّيات الكبرى ونجحت في استعادة زمام المبادرة في مواجهة المشروع الصهيوني – الأميركي الذي كان يريد تنفيذ صفقة القرن ومشروع اتفاقات أبراهام وتأجيج الصراع العربي – الإيراني والفتنة المذهبية.

أهم انتصارات “المحور”
استعرض المشاركون أهمّ الإنجازات التي تحقّقت في السنوات الأخيرة وأهمّ التحدّيات المقبلة والتطوّرات المتوقّعة في الأيام المقبلة. فعلى صعيد الإنجازات اعتبروا التالي:
– نجح محور المقاومة في إعادة تعزيز العلاقات بين أركانه وعودة حركة حماس إلى سوريا وتطوير العلاقات بين حزب الله والجماعة الإسلامية في لبنان وانتقالها إلى مستوى جديد من التنسيق والتعاون.

في ما يتعلّق بانعكاس هذه التطوّرات على الوضع في لبنان وفلسطين وسوريا واليمن، أكّد المشاركون أنّ نتائج هذه التطوّرات ستكون إيجابية على الرغم من حرص القيادة الإيرانية على الفصل بين الملفّات

– إضافة إلى تطوّر عمل المقاومة في فلسطين المحتلّة وتعزيز قدراتها في كلّ المنطقة بحيث أصبحت قادرة على مواجهة أيّ عدوان صهيوني.
–  نقلت المعركة إلى داخل الكيان.
– تراجع مسار التطبيع مع العدوّ الصهيوني.
– عقد الاتفاق الإيراني- السعودي برعاية صينية الذي يقطع الطريق أمام أيّ عمل عسكري إسرائيلي ضدّ إيران ويمهّد لتعاون كبير بين دول المنطقة.
– التقارب العربي – السوري.
– وكان التقارب التركي – السوري برعاية روسية وإيرانية، الذي يعني أنّ المنطقة تتّجه إلى مرحلة جديدة بالتزامن مع تراجع الدور الأميركي وتقدّم دور الصين وروسيا والقوى الإقليمية (السعودية وإيران وتركيا ومصر).
أمّا على صعيد التحدّيات فأشار المشاركون إلى الواقع الاقتصادي الصعب الذي تمرّ به بعض الدول في المنطقة والذي يحتاج إلى رؤية جديدة والاستفادة من التقارب الإيراني – العربي والتركي – العربي من أجل بناء منظومة إقليمية جديدة لا تعتمد على القوى الكبرى وتعتمد على التكامل الإقليمي. وتحدّثوا عن أهمية “معركة الوعي والثقافة”، وضرورة ومواجهة الحملات الإعلامية التي تهدف إلى نشر الفتنة المذهبية أو إثارة الخلافات بين قوى المقاومة أو نشر حالة من الإحباط واليأس بين شعوب المنطقة. ولتوا إلى أنّ “هذا يتطلّب استراتيجية جديدة على الصعد الإعلامية والثقافية والفكرية واستعادة الخطاب الإسلامي والعربي الجامع، وخصوصاً بعد التقارب الإيراني – العربي”.

ماذا عن لبنان؟
وفي ما يتعلّق بانعكاس هذه التطوّرات على الوضع في لبنان وفلسطين وسوريا واليمن، أكّد المشاركون أنّ نتائج هذه التطوّرات ستكون إيجابية على الرغم من حرص القيادة الإيرانية على الفصل بين الملفّات، وأنّ لكلّ ملف وضعية خاصة في كيفية مقاربة ما يجري، الأمر الذي يتطلّب حوارات مباشرة مع القوى الوطنية والمحلية، وأنّ ما يجري في لبنان ليس منفصلاً عن تطوّرات المنطقة، ولذلك لا يمكن مقاربة الملف اللبناني من زاوية داخلية فقط، وذلك بسبب علاقته بالصراع في المنطقة.
من هنا كان التركيز على ضرورة الحوار الداخلي ودعم الاستقرار وصولاً إلى معالجة الأزمة الرئاسية، مع التأكيد أنّ الأزمة اللبنانية لا تنتهي بانتخاب رئيس للجمهورية، بل تحتاج إلى مشروع متكامل للإصلاح الداخلي، وأنّ الأيام المقبلة ستشهد تطوّرات إيجابية تنعكس على الواقع اللبناني، ولا خيار سوى استمرار الصمود والصبر.
من ناحية أخرى، عبّر المشاركون عن ارتياحهم لتطوّر عمل المقاومة الفلسطينية في كلّ الأراضي الفلسطينية، معتبرين أنّ “عملية مجيدو” تمثّل تطوّراً مهمّاً في التنسيق والتعاون بين قوى المقاومة ورسالةً مهمّةً إلى العدوّ بنقل المعركة إلى داخل الكيان، وأنّ مستوى التنسيق بين قوى المقاومة في فلسطين يتقدّم بشكل كبير وتجاوَز حالة الانقسام، وأنّ شهر رمضان سيشهد المزيد من التصعيد والمواجهات.

إقرأ أيضاً: الحزب وإيران يستعدّان… لمواجهة شاملة؟

ختم المشاركون في اللقاء بالتأكيد على ضرورة تطوير التعاون والتنسيق بين كلّ قوى المقاومة والتيارات القومية والإسلامية، والاستفادة من المناخات الإيجابية لاستعادة حقيقة الصراع مع المشروع الصهيوني، وإعادة التأكيد على وحدة المشروع العربي والإسلامي والابتعاد عن الخلافات السياسية والمذهبية والطائفية، والاستفادة من الواقع الدولي الجديد الذي نشأ مع استمرار الحرب في أوكرانيا والتنافس الصيني- الأميركي. 

 

لمتابعة الكاتب على تويتر: kassirKassem@

مواضيع ذات صلة

ألغام سياسيّة أمام الجيش في الجنوب!

بعدما أصبح وقف إطلاق النار مسألة ساعات أو أيام، لا بدّ من التوقّف عند العنوان الأوّل الذي سيحضر بقوّة على أجندة “اليوم التالي” في لبنان:…

أميركا مطمئنّة.. ونتنياهو “يسرق الوقت”

عاد الموفد الأميركي آموس هوكستين من زيارته إلى المنطقة، ووصل إلى العاصمة الاميركية أمس. وقبل أن يصل إلى واشنطن كان قد طمأن عين التينة إلى…

مبعوث ترامب إلى الشّرق الأوسط: معجب “بروحانية” نتنياهو..

تشبه الشّخصيّات التي رشّحها الرّئيس الأميركيّ المُنتخب دونالد ترامب شخصيّته الجدليّة. فهو كما فاجأ المراقبين يومَ فازَ في انتخابات 2016، وبفوزه الكبير في انتخابات 2022،…

هوكستين موفد ترامب… فهل يضغط لإنجاز الاتّفاق؟

كثيرٌ من الضبابية يحيط بمصير المفاوضات التي قادها آموس هوكستين بين لبنان وإسرائيل، أو بالأحرى بين “الحزب” وإسرئيل، عبر رئيس مجلس النواب نبيه برّي. التفاؤل…