اليوم لبنان ليس بلدًا نفطيًا وبعد الحفر لن يكون بلدًا نفطيًا. يصبح لبنان بلدًا نفطيًا فقط يوم يبدأ الإنتاج من آباره… ولكن حتى نصل إلى هذه المرحلة على الطبقة السياسية المقبلة أن تصلح النظام من ماليته إلى اقتصاده إلى مؤسساته، ليتمكّن المواطن اللبناني من الاستفادة من قطاع النفط والغاز… وحتى حينه على اللبنانيين، من مؤيدي الاحزاب والثوارتحديدًا، صون المكسب الأساسي لهذا القطاع، ألا وهو الشفافية.
يوم الجمعة الفائت وزيرة الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ندى بستاني سلّمت رخصة حفر أول بئر استكشافي في البلوك 4 الواقع في شمال بيروت إلى مدير “توتال”، الشركة المشغلة في كونسورتيوم شركات “توتال” الفرنسية “وايني” الإيطالية و”نوفاتيك” الروسية.
هذه خطوة مهمة في خطوة الألف الميل ليصبح لبنان بلداً منتجاً للنفط والغاز. وكانت الحكومة اللبنانية وقعت على العقدين على بلوك 4 و9 مع كونسورتيوم الشركات في شباط 2018. ويتوجب على الائتلاف حفر بئر استكشافي في كلا البلوكين قبل انقضاء 3 سنوات على مرحلة الاستكشاف التي بدأت فعليًا مع الموافقة على خطة العمل في أيار 2018، وهذا يعني أنّ المرحلة الأولى للإستكشاف تنتهي في 2021. وبالتالي يكون الائتلاف قد التزم بالخطة العمل لهذه المرحلة في البلوك 4 بانتظار بدء الأعمال في البلوك 9.
المتوقع في الفترة المقبلة أن تصل الحفارة تحت اسم “تونغسرام اكسبلورير” المملوكة من شركة “فانتج” الأميركية إلى الرقعة 4 في الأسبوع الثاني من شهر كانون الثاني 2020. فهي حاليًا تعمل داخل رقعة بحرية في مصر وقد وصلتها في 21 تشرين الأوّل وعملها يمتد من 73 إلى 77 يوماً. وقد يكون هناك تمديد لنشاطها، لذا ليس هناك من تاريخ محدّد لوصولها إلى لبنان.
تبدأ الحفارة العمل لمدة 60 يوماً، ومن بعدها تجري التحاليل على نتائج الحفر. الجمعة أعلنت الوزيرة أنّ النتائج قد تظهر خلال شهرين، وبحسب العقد فعلى صاحب الحق أن يعلن النتيجة فور ورودها وعلى الشركة تقديم تقريرعن نتائج فحص البئر الاستكشافي في حدّ أقصى يصل إلى 6 اشهر.
هناك ثلاث احتمالات للحفر:
· الاحتمال الأوّل أن يكون البئر خالياً من أيّ مواد هيدروكاربونية.
· الاحتمال الثاني أن يكون هناك كميات من الموارد ولكنّها غير قابلة للاستخراج.
· الاحتمال الثالث أن يكون هناك اكتشافاً تجارياً أيّ كميات قابلة للتطوير والإنتاج.
في الاحتمالين الأوّل والثاني نكون ربحنا في فهم الجيولوجيا ويزيد ذلك في إغناء التحاليل الجيولوجية المقبلة ويساعد الشركات في تنظيم الحفر في البلوك 9 بحسب معطيات وتحاليل البلوك 4.
اما في حال الاحتمال الثالث فنكون قد وضعنا أوّل قدم لنا في نادي منتجي النفط والغاز وننتقل إلى مرحلة تقويم البئر التي قد تمتد إلى فترة سنتين قبل الموافقة على خطة التطوير والإنتاج. لذا من المستبعد أن يبدأ الإنتاج قبل 3 أو 5 سنوات من إعلان وجود كميات تجارية.