بين الكلام الذي قاله المبعوث الأميركي الخاصّ إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وكلام نائبته الخاصّة بلبنان مورغان أورتاغس، فارق في التعبير وفي الكلام الدبلوماسي والتقنيّ عن الإشكاليّات المطروحة، لا سيما الأمنيّة منها.
قبل يومين تحدّث ويتكوف عن التطبيع بين لبنان وسوريا وبين إسرائيل، بينما تتجنّب نائبته الكلام عن هذا الملفّ، مكتفية بالحديث التقني عن إمكان حلّ الإشكاليّات التي لا تزال عالقة. لا يعني هذا الكلام اختلافاً بين الشخصين، بل يعني أنّ ويتكوف يتحدّث عن الصورة العامّة والهدف النهائي لسياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب، بينما تعمل أورتاغس على الأرض لتنفيذها، لكن مع مراعاة اللحظة السياسية والأمنيّة في البلد، ووضع خارطة طريق للأولويّات، ولذلك تُفضّل أورتاغس انتقاء كلامها عبر الإعلام، من دون الدخول في عناوين كبيرة قد تعرقل الوصول إلى الهدف، بدل أن تسهّله.
في سياق هذا المقال مقابلة خاصّة أجرتها “أساس ميديا” مع المبعوثة الخاصّة إلى لبنان مورغان أورتاغس التي زارت المنطقة ولبنان، وستكون لها زيارات عدّة لتشرف “على الأرض” على مسار العمل الذي افتتحته في مقابلتها على قناة “الجديد” بضرورة الذهاب إلى تشكيل لجان دبلوماسية لحلّ العناوين الثلاثة: انسحاب إسرائيل، ترسيم الحدود، وإطلاق الأسرى المدنيين ومقاتلي “الحزب”.
أورتاغس لـ”أساس”: نحن لا نفصح عن محادثاتنا مع الحكومة اللبنانية. ولكن نحن ندفع الطرفين نحو التفاوض على اتّفاق حدودي طويل الأمد
في سؤالها عن الكلام عن عدم رضى الإدارة الأميركية على الأداء السياسي للقوى اللبنانية، قالت أورتاغس: “تتمتّع الولايات المتحدة بعلاقة قويّة مع لبنان، وتتعزّز شراكتنا تحت قيادة الرئيس جوزف عون ورئيس الوزراء نوّاف سلام. ونواصل الدفع نحو إجراء الإصلاحات الضرورية بشكل عاجل حتى يتمكّن لبنان من أن يكون مرّة أخرى النجم اللامع في الشرق الأوسط”.
في ردّها على الرسائل الثلاث التي أرسلتها إلى الرؤساء عون وبرّي وسلام للدفع باتجاه تشكيل لجان وتسريع العمل لحلّ الإشكاليّات الأمنيّة في الجنوب، قالت أورتاغس لـ”أساس”: “نحن لا نفصح عن محادثاتنا مع الحكومة اللبنانية. ولكن نحن ندفع الطرفين نحو التفاوض على اتّفاق حدودي طويل الأمد”.
أولويّة النّزاعات الحدوديّة
عند سؤالها عن الوضع في الجنوب، حيث تقوم إسرائيل بغارات على مواقع عدّة، وأسباب عدم قيام لجنة المراقبة بضبط الحركة الإسرائيلية، قالت أورتاغس إنّ هذا السؤال خطأ، والصحيح هو: لماذا يستمرّ الجيش اللبناني في السماح بإطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية؟ ما الذي يمكن أن يفعله الجيش اللبناني أيضاً للالتزام بوقف إطلاق النار ونزع سلاح “الحزب” في الجنوب؟
في تعليقها على رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري تشكيل لجان قبل تطبيق إسرائيل وقف النار، ردّت أورتاغس على الرئيس بري بالقول: “هناك وقف إطلاق نار قائم، ويوجد وقف إطلاق نار في المنطقة”.
أورتاغس لـ”أساس”: نحن نركّز فقط على حلّ النزاعات الحدودية في الوقت الحالي، ولا شيء أكثر من ذلك
كيف ستتألّف هذه اللجان التي طالبتِ بتشكيلها من عسكريين ومدنيين؟ ولماذا؟ وما ستكون مهمّتها؟ ردّت أورتاغس من دون الدخول في التفاصيل قائلة: “نحن سنواصل العمل مع الحكومة اللبنانية والحكومة الإسرائيلية، سواء من خلال الآليّة أو عبر القنوات الدبلوماسية لحلّ جميع القضايا الحدودية العالقة”.
أمّا عن كلام ويتكوف عن التطبيع بين لبنان وسوريا وبين إسرائيل، والكلام اللبناني عن أنّ اللجان ستكون مقدّمة للتطبيع بين لبنان وإسرائيل، الأمر الذي قد يضرّ بالمفاوضات، اكتفت مورغان بالتركيز على حلّ النزاعات الحدودية، من دون الدخول في عناوين إشكالية، وقالت: “كما قلت مراراً، نحن نركّز فقط على حلّ النزاعات الحدودية في الوقت الحالي، ولا شيء أكثر من ذلك”.
إقرأ أيضاً: لبنان يماطل بتشكيل لجان التطبيع.. وإسرائيل “تذكّره” بالنّار
لمتابعة الكاتب على X: