في القمّة العربية الطارئة المخصصة لفلسطين، ولإعادة إعمار غزة، كلامٌ صريحٌ، لأنّ النصوص الانشائية لم تعد تنفع في مواجهة عاصفة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة. وعنوان “اليوم التالي” لغزّة هو الأساس لإيجاد حلّ لاعادة إعمار القطاع وعدم تهجير أهله.
يبدو الهدف الأكبر من هذه القمّة، هو عقد مؤتمر للسلام، تحدّث عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وضع موعد حزيران المقبل حدّاً زمنياً لانعقاد المؤتمر. وفي هذا انتقال نوعي في القضية الفلسطينية.
لهذا كان لا بدّ من حوار صريح مع أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، الرجل الثاني في السلطة لتناول دور السلطة وإمكانية استلامها الحكم في القطاع وكيفية مواجهتها الحرب الاسرائيلية التي تهدّد تل أبيب باستئنافها. وانطلاقا من كلمة الرئيس محمود عباس الذي أكّد على توحيد الكوادر وتولى دولة فلسطين مهامها في القطاع، واعتماد خطة إعادة الإعمار وتنفيذ الإصلاحات الداخلية، والعمل على الوحدة الفلسطينية ووحدة منظمة التحرير الفلسطينية وصولاً إلى إصدار عفو عن المفصولين من حركة فتح، وإجراء انتخابات تشريعية في كل البلاد، وعقد مؤتمر سلام في حزيران المقبل. كان هذا الـحوار مع “أبو جهاد” عن اليوم التالي وإمكانية انقاذ القضية.
– تشاركون اليوم في القمّة بعنوان اعادة أعمار القطاع، ماذا عن مستقبل غزة السياسي واليوم التالي للحكم في القطاع؟
الأولوية الفلسطينية والعربية واضحة، تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزّة ووقف الحرب المدمرة ضد الشعب الفلسطيني، 160 ألف شهيد وجريح وبلد مدمر بالكامل. الجهد العربي سيوظّف في الحديث عن مستقبل القطاع في اليوم التالي. وهو يرتكز على ثوابت أساسية:
1- انسحاب اسرائيلي كامل ليعود الاستقرار والأمن ويأخد الشعب الفلسطيني نفساً في إعادة تثبيت نفسه على أرضه.
2- سيكون “اليوم التالي” فلسطينياً بامتياز من خلال عودة السلطة الفلسطينية الوطنية إلى حكم غزّة. هناك مرحلة انتقالية للتثبيت والتمكين الكامل للسلطة الوطنية الفلسطنية، حيث سيكون هناك لجنة من شخصيات وطنية فلسطينية مستقلة، ويكون رئيس اللجنة وزيراً في الحكومة ونائباً لرئيس وزراء. يجب أن يكون هناك تنسيق عربي فلسطيني بهذا الأمر لعدم تهجير الفلسطينيين من القطاع.
الأولوية الفلسطينية والعربية واضحة، تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة ووقف الحرب المدمرة ضد الشعب الفلسطيني
إخراج الحركة من المشهد السياسي
– ماذا عن حركة “حماس”؟ وكيف يمكن إلغاء دورها في المرحلة المقبلة؟
نحن ننتظر موقفاً مسؤولاً ووطنياً وتاريخياً من قيادة حماس. عليها أن تتخلى عن الحكم بالكامل في القطاع. عليها أن تتحول إلى حزب سياسي لتكون جزءاً من المنظومة السياسة. عليها أن تلتزم بمنظمة التحرير، وأن تلتزم بالشرعية الدولية، أن تقر بالسلطة الواحدة والقانون الواحد والسلاح الواحد حتى تصبح جزءاً شرعياً من المنظومة السياسية. هناك موقف عربي جامع يدعم هذا الكلام. يجب أن تكون السلطة هي المرجعية.
لا يعقل أن نكون أدوات هدم في ما يتعلق بمستقبل شعبنا. هذا الموقف يجب أن تأخذه حماس. عندما نتحدث عن سلطة واحدة فهذا هو الوجه المشرق للشعب الفلسطيني. الانقسام والشرعيات المتعددة في ما يتعلق بالمرجعيات وأدوات النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي، يفرق الشعب الفلسطيني ولا يوحده.
– اسرائيل لا تزال تفاوض بشكل غير مباشر حماس في صفقة تبادل الأسرى، ماذا عن موقف السلطة من المفاوضات؟
هناك اتفاق نحن لم نكن فيه طرفاً كسلطة ومنظمة تحرير. وهناك وسطاء عبر مصر وقطر وأميركا. أيّدنا الاتفاق رأفة بالشعب الفلسطيني. موقفنا ثابت بتثبيت وقف النار. اسرائيل تحاول الآن التنصل من الاتفاق والتراجع وتريد أن تعود إلى الحرب في القطاع وفي الضفة الغربية.
لذلك صيغة الإجماع العربي اليوم هي في اتجاه إجبار اسرائيل والحديث مع أميركا لاستمرار وقف إطلاق النار وتثبيته.
قوات دولية أو عربية؟
– تطالبون بقوات دولية في الضفة وغزّة؟
تاريخياً كان المطلب الفلسطيني الدائم هو وجود قوات دولية في الضفة والقطاع وتكون مهمتها حفظ الأمن والنظام بيينا وبين اسرائيل، وتحدد من يخترق الاتفاقيات الدولية، ويكون ذلك مقدمة لتسوية شاملة سياسية لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية وفقاً للقانون الدولي والشرعية الدولية. أما اجتزاء ذلك والحديث عن وجود قوات دولية في قطاع غزّة، فنحن موقفنا واضح في هذه النقطة وأوضحناه لكل أشقائنا العرب وللعالم.
سيكون “اليوم التالي” فلسطينياً بامتياز من خلال عودة السلطة الفلسطينية الوطنية إلى حكم غزة
البديل عن ذلك هو أن يكون نتانياهو سيد الموقف وأن يستمر بحربه ضد الشعب الفلسطيني، لذلك طرحنا الخيار الوطني الذي يجمع عليه العرب بأن تعود السلطة الوطنية الفلسطينية إلى القطاع وتتحمل مسؤولياتها حتى نحافظ على النسيج الوطني والسياسي الفلسطيني.
– هل هناك كلام عن قوات عربية؟
لا كلام عن قوات عربية الآن.
الإصلاحات الداخلية
– هناك اجماع بمطالبة السلطة الفلسطينية بإجراء إصلاحات، ما هي؟
الرئيس أبو مازن بدأ بمجموعة إصلاحات داخلية في كل المنظومة السياسية الفلسطينية بما يتلاءم مع التحديات الراهنة التي تحيط بالقضية. هناك مؤامرة كبيرة تريد أن تعصف بالقضية الفلسطينية. ولكن يجب أن تهيء المناخات أيضاً لعملية للإصلاح. هذا ليس تبريراً ولا أريد أن أضع شماعة الآن على الاحتلال. لم يبق شيء ليصلحه الشعب الفلسطيني.
الدبابات الاسرائيلية في قطاع غزة الدبابات الاسرائيلية في الضفة الغربية اليوم، ولكن رغم ذلك الرئيس محمود عباس ماضٍ في عملية الإصلاح الداخلي من خلال المؤسسات الشرعية والقانونية للشعب الفلسطيني. الحكومة الفلسطينية أعدت برنامجاً اصلاحياً كاملاً وعرضته على أشقائنا العرب والمجتمع الدولي. والعملية الإصلاحية مستمرة.
– هل سيكون لمحمد دحلان دور في مستقبل الحكم في الضفة وغزة؟
الحديث عن وحدة فتح الداخلية هو مدار نقاش داخلي في الحركة. الأخ أبو مازن من أكثر المشجعين والمؤيدين لإعادة وحدة الحركة بصفتها العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطيني، وهناك جهد كبير بهذا الاتجاه وفقا للأصول التنظيمية.
– ماذا عن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة؟
إقرأ أيضاً: العرب يتمرّدون على ترامب: إجماع حلّ الدولتيْن
هذه خطة فلسطينية- مصرية لاعادة الإعمار، بدءاً من البنى التحية لتأمين المياه والكهرباء والمسكن حتى نمنع التهجير. على الجميع أن يأخذ خطوات إلى الوراء لأن لا أحد يستطيع أن يواجه العاصفة. على الجميع أن يتخذ خطوات جريئة من أجل التصدي لما تواجهه القضية الفلسطينية.
لمتابعة الكاتب عععلى X: