ما إن وصل الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى الأجواء اللبنانية حتى نشر صورة التقطها بهاتفه لبيروت، معلناً عودته إلى المدينة الجميلة، كما أسماها. قبل انتقاله إلى الجنوب، التقى هوكستين قائد الجيش جوزف عون، ثم ترأس اللجنة الأمنية لوقف اطلاق النار في الناقورة، حاملاً معه خارطة طريق لانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان. وبعكس كلّ الكلام الإعلامي السابق، في جعبة هوكستين تأكيدٌ على انسحاب اسرائيل من الجنوب في مهلة الستين يوماً، ولا كلام أميركياً غير ذلك.
تقول مصادر “الحزب” لـ”أساس” تعليقاً على الإِشكاليات التي تحيط بعلاقته بالجيش اللبناني إنّ “الحزب” قد اتّخذ قراراً بالتعاون مع الجيش وإخلاء كل المواقع في الجنوب، وإنّ إسرائيل تستفيد من هذه الفترة الزمنية لكي تشرف بنفسها على مواقع “الحزب” وتقوم بتمشيط القرى من الليطاني إلى الحدود. وبالتالي حمل هوكتسين معه جواباً شافياً للرئيس نبيه بري الذي انتظر طويلاً ضيفه الأميركي، ليحسم قراره الرئاسي المرتبط بخريطة المرحلة المقبلة.
الفصل بين الجنوب والرئاسة
بين الجنوب والرئاسة فصلٌ أكّد عليه هوكستين منذ اللحظة الأولى للمفاوضات. واليوم، يحمل الموفد الأميركي حاملاً عنوانين:
1- حلّ الإشكالية العالقة في الجنوب وتطمين الرئيس برّي والثنائي بشكل عام عن الحالة الأمنية هناك.
2- رئاسي بامتياز يرتبط بإنجاز الاستحقاق في الجلسة المقبلة.
هوكستين ولودريان: عون شخصية المرحلة
وصل هوكستين إلى بيروت مباشرة من الرياض حيث التقى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان. كان مستشار الأخير، الأمير يزيد بن فرحان قد عاد من بيروت ومعه ما يلزم من معطيات لإنجاز الاستحقاق بما يتلاءم مع المتغيّرات الإقليمية في المنطقة.
ناقش هوكستين مع الوزير السعودي الملف اللبناني، ثمّ حطّ في بيروت طارحاً أهمية دور قائد الجيش في المرحلة المقبلة، لأسباب عديدة، أبرزها:
1- لكونه شخصية موثوقة من القوى الدولية.
2-لاستطاعته قيادة البلاد من دون الذهاب بها إلى أي تقاتل داخلي. بل قيادتها وفق المسار المفترض أن يدخله البلد، لتطبيق القرارات الدولية والمحافظة على الاستقرار في الوقت ذاته.
تقول مصادر دبلوماسية لـ”أساس” إنّ هوكستين حمل معه الطرح ذاته الذي سيحمله الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الذي يصل إلى بيروت اليوم الثلاثاء
3- القدرة على التعاون مع الحكومة المقبلة ورئيسها للعمل معاً من أجل إنجاز الاستحقاقات المطلوبة على مستوى الإصلاح. وكانت قيادة الجيش قد نجحت في كثير من المحطات السابقة في إبقاء الملفات المالية للجيش اللبناني على مستوى الهبات والمساعدات الدولية، بعيدة عن التشكيك والهدر والفساد.
بناء على كل ما سبق، تقول مصادر دبلوماسية لـ”أساس” إنّ هوكستين حمل معه الطرح ذاته الذي سيحمله الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الذي يصل إلى بيروت اليوم الثلاثاء على أن يجول أيضاً على القوى السياسية ويحضر جلسة الانتخاب يوم الخميس المقبل.
لا طرح رئاسي لقطر
وضعت هذه القوى الدولية لبنان على سكة إعادة الإعمار. وفي معلومات “أساس”، أنّ مشاركة قطر في إعادة الإعمار بأكثر من خمس مليارات دولار لن تحصل إلّا بالتنسيق مع السعودية والولايات المتحدة الأميركية. وبالتالي لا وجود لأي طرح أحادي رئاسي لقطر. وكل المشاريع المقبلة على البلد، ستكون تحت المراقبة بشكل دقيق، ومرتبطة بانتخاب الرئيس المقبل والسيّر بمسار اصلاحي سياسيّ واقتصاديّ على حدّ سواء، عنوانه إعادة لبنان إلى موقعه الدولي وتنفيذ الإصلاحات.
إقرأ أيضاً: الرّئاسة عالقة في المتاهة… وترشيح جعجع يعقّدها
يذكر هنا ما نشره موقع “ليبانون ديبايت” عن اجتماع عقده الموفد القطري إلى لبنان “أبو فهد” مع عدد من الكتل النيابية يوم أمس ناقلاً تحيات رئيس الوزراء القطري وأبلغهم أنّ لا مرشح رئاسي لدولة قطر في لبنان.
لمتابعة الكاتب على X:
