من أحمد حسين الشرع الطالب في دمشق، إلى “أسامة العبسي الواحدي” المقاتل في العراق، إلى “أبي محمد الجولاني” القائد الجهادي في إدلب، ثمّ العودة إلى أحمد حسين الشرع الرجل الأوّل في سوريا.
طريق طويل وشائك لرجل تحوّل من مقاتل متطوّع، عاديّ، غير ديني ولا أيديولوجي ولا مُسيّس، إلى زعيم لتنظيم متطرّف مدرج اسمه على لوائح الإرهاب العالمية ويضمّ عشرات الآلاف من المقاتلين. وتنقّل من الولاء لأبي مصعب الزرقاوي إلى الولاء لأبي بكر البغدادي، ثمّ مبايعة أيمن الظواهري، ثمّ من زعامة جبهة “النصرة” التي انقلب عليها ليؤسّس جبهة “فتح الشام”، التي حوّلها لاحقاً إلى “هيئة تحرير الشام” قبل أن يحلّها بعدما أسقط نظام بشار الأسد إلى الأبد، وصار الحاكم المطلق لسوريا.
من سجن بوكا العراقي إلى الكرسي الأوّل في قصر الشعب في دمشق. من الزيّ الأفغاني والعمامة السلفية إلى البزّة العسكرية، وأخيراً إلى البدلة الأوروبية وربطة العنق الحرير. مسيرة صاخبة وحافلة بالمفاجآت والمتغيّرات والكثير من الغموض، الذي مهما تكشّفت معطياته سيزيده التباساً وحيرة وتساؤلات. أسرار فوق أسرار، وفرضيّات تتراكم فوق فرضيّات لتجعل من الرجل والحاكم الجديد في عاصمة الأمويين، أحد أبرز أسرار العصر الجديد في الشرق الأوسط. في الآتي، محاولة للإضاءة على أبرز المحطات في سيرة الرجل الذي طبع العام 2024 باسمه.
بعد اندلاع الانتفاضة السوريّة بقليل، في مطلع عام 2012، ظهر أوّل بيان موقّع له باسم “جهاديٍّ” هو أبو محمد الجولاني في سوريا
محب للحياة… ومشاكسة الفتيات
بعد اندلاع الانتفاضة السوريّة بقليل، في مطلع عام 2012، ظهر أوّل بيان موقّع له باسم “جهاديٍّ” هو أبو محمد الجولاني في سوريا. ومعه كثرت التخمينات والفرضيات حول شخصيّته الحقيقية، التي لم تحسم إلا عند ظهوره العلني على الشاشات بعد أربع سنوات.
عندما أطلّ عبر الفضائيات بالعمامة السلفية ليعلن تأسيس “هيئة تحرير الشام”، تذكّره جيران منزل أهله في حيّ المزة/ فيلا شرقية في دمشق. فهم يعرفون ابن العائلة العاديّة والمتوسّطة الحال ووالده حسين الشرع، الناصريّ الهوى والقادم من ريف درعا والمتخصّص بالاقتصاد، الذي عمل مدرّساً ومستشاراً في السعودية ودول عربية أخرى قبل أن يعود ويستقرّ في دمشق ويؤسّس متجره الخاصّ.
لم يظهر على الفتى أحمد أيّ من مظاهر الاهتمام بالدين والتزمّت الطائفي أو المذهبي ولا الاهتمام بالسياسة. تشدّه زميلاته أكثر ممّا يشدّه أيّ درس ديني أو محاضرة سياسية. أُغرم بفتاة من العلويين، لكنّ علاقته بها لم تحظَ بموافقة أهله ولا أهلها وترك ذلك أثراً في نفسه. يقول أحد جيرانه: “لم تكن شخصيّته استثنائية ولا قيادية، وبالتأكيد لم تكن توجّهاته جهادية. كان يحبّ الحياة ويحاول أن يستمتع بها”.
لم يظهر على الفتى أحمد أيّ من مظاهر الاهتمام بالدين والتزمّت الطائفي أو المذهبي ولا الاهتمام بالسياسة
من مقاتل… إلى قائد عشرات الآلاف
يدّعي أترابه أنّ حدثين أثّرا في وعيه السياسي، الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 وهجمات 11 أيلول 2001، وقبل ذلك نزوح جدّه وعائلته من الجولان المحتلّ. ثمّ جاء الغزو الأميركي للعراق فأحدث التحوّل الكبير في داخله. قرّر الشابّ العشرينيّ فجأة أن يلتحق بالمقاتلين الإسلاميين المغادرين إلى العراق لمقاومة الاحتلال. وانضمّ إلى مجموعة “سرايا المجاهدين”، وهي مجموعة صغيرة في الموصل أقسمت على الولاء للزرقاوي. وأتقن لهجة أهل الموصل لدرجة أنّ الأميركيين اعتقدوا أنّه فعلاً عراقيّ عندما اعتقلوه.
في العراق اتّخذ أسامة بن لادن مثالاً وقدوة وراح يقلّد حركاته ولباسه وطريقة كلامه. وقرّر أن يفعل ما لم يستطع والده أن يفعله عبر تمسّكه بالأيديولوجية القومية. وأراد أن يكون في عين العاصفة وليس مراقباً للأحداث وحسب.
قبل ذهابه إلى العراق، تسجّل في جامعة دمشق، لكنّه لم يدرس فيها. وتردّد، لكن من دون وجود أيّ إثبات، أنّه كان يقصد حلب لحضور دروس الدين وخطب الداعية محمود غول آغاسي “أبي القعقاع” في جامع العلاء بن الحضرمي بالصاخور، وهو المتّهم بتجنيد المجاهدين وإرسالهم إلى العراق لمهاجمة القوات الأميركية.
المثير في رحلته العراقية، هو كيف تدرّج الشابّ السوري من مقاتل متطوّع عاديّ غير ديني ولا أيديولوجيّ ولا مُسيّس، إلى زعيم تنظيم يضمّ عشرات الآلاف من المقاتلين. ومن غير الواضح كيف أصبح في الدائرة المقرّبة من أبي مصعب الزرقاوي، ثمّ من أقرب المقرّبين لزعيم تنظيم القاعدة الدولي أيمن الظواهري وأحد أبرز مساعديه.
في العراق اتّخذ أسامة بن لادن مثالاً وقدوة وراح يقلّد حركاته ولباسه وطريقة كلامه. وقرّر أن يفعل ما لم يستطع والده أن يفعله عبر تمسّكه بالأيديولوجية القومية
كما لا تُعرف علاقته تماماً بـ”جند الشام” في لبنان، الذين يُقال إنّه كان أحد مدرّبيهم والمشرفين عليهم. الأمر الوحيد الواضح أنّه تعرّف على زعيم “داعش” أبي بكر البغدادي وبنى علاقة معه في سجن بوكا بعدما ألقت القبض عليهما القوات الأميركية في العراق.
رحلة التقرّب من البغداد
في المعتقل، درّس السجناء الآخرين اللُّغة العربيَّة الفصحى فزادت شعبيّته بينهم. وبعد الإفراج عنه عام 2008، عاود عمله العسكريّ إلى جانب البغداديّ الذي صار رئيس “دولة العراق الإسلاميّة”. وبرزَ في المعارك، فعُيّن رئيساً لعمليات “دولة العراق الإسلاميَّة” في محافظة نينوى.
اللافت أيضاً أنّ الأجهزة الأمنيّة السورية أفرجت عنه بعد فترة وجيزة من اعتقاله إثر عودته من العراق، مع بدء الانتفاضة السورية، التي منحته الفرصة لتأكيد نفسه وليصير شخصية مركزية ومثيرة للجدل وقائداً لأكبر الجماعات الجهادية المسلّحة، باسم أبي محمد الجولاني، عندما أسّس جبهة النصرة (الفرع السوريّ لتنظيم القاعِدة) عام 2012. وبصفته أميراً لها، بنى الجولاني معقلاً في محافظة إدلب الشمالية الغربية وعارض محاولات أبي بكر البغدادي، الذي مدّه بالمال والسلاح، لدمج “النصرة” بـ”داعش”. وأدّى هذا الخلاف إلى صراع مفتوح بين التنظيمين المتشدّدين.
2013: إرهابي عالمي… 2017: 10 ملايين $
صنَّفَته وزارة الخارجية الأميركية “إرهابيّاً عالميّاً” في أيار 2013، وبعد أربع سنوات أعلنت مكافأةً قدرُها عشرة ملايين دولار لكلِّ من يُدلي بمعلومات تؤدّي إلى القبض عليه. وكان أعلن في بيان في أيلول 2014 أنّه “سيُحارب الولايات المتحدة وحلفاءها”، وحضّ مقاتليه على عدم قُبول مساعدة الغرب في معركتهم ضدّ داعش. لكنّه قطع علاقته مع “القاعدة” عام 2016 ليشكّل “هيئة تحرير الشام” في العام التالي (2017).
في تلك الحقبة أدلى بتصريحات ناريّة ومتشدّدة، لا سيما في المقابلة التي أجراها معه الصحافي أحمد منصور لقناة “الجزيرة”، حيث وصف مؤتمر جنيف للسلام بأنَّه مهزلة، وادّعى أنّ “الائتلاف الوطنيّ لقوى الثّورة والمعارضة”، المدعوم من تركيا والغرب، لا يُمثّل الشعب السوريّ. وفي تشرين الأوَّل 2015، دعا إلى شنّ هجماتٍ عشوائيَّة على القرى العلويَّة في سوريا وإلى شنّ هجمات ضدّ الروس بسبب دعمهم النظام.
منذ الانفصال عن “القاعدة”، سعى إلى اكتساب الشرعية الدولية من خلال التركيز على الحكم في سوريا بدلاً من الأهداف الجهادية العالمية
تدرّج الأزياء… والمواقف
منذ الانفصال عن “القاعدة”، سعى إلى اكتساب الشرعية الدولية من خلال التركيز على الحكم في سوريا بدلاً من الأهداف الجهادية العالمية. وأنشأت “هيئة تحرير الشام” التي أسّسها عام 2017 بعد حلّ تنظيم “فتح الشام”، حكومة الإنقاذ السورية لتولّي إدارة المنطقة التي تسيطر عليها، وجمع الضرائب، وتوفير الخدمات العامّة، وإصدار بطاقات هويّة للسكّان، على الرغم من أنّها واجهت انتقادات وقمع المعارضة.
التغيير في الولاءات رافقه تغيير في المواقف السياسية. إذ سرعان ما تراجع عن تهديداته السابقة لأميركا. ففي مقابلةٍ أجراها مع الصحافي الأميركي مارتن سميث في مطلع شباط 2021، قال إنّ “هيئة تحرير الشام لا تشكّل أيَّ تهديدٍ للولايات المتحدة، وعلى الإدارة الأميركيّة رفعها من قائمتها للإرهاب”. وأضافَ: “كنّا ننتقد بعض السياساتِ الغربيَّة في المنطقة. أمّا أن نشنّ هجماتٍ ضدّ الدول الغربيّة، فلا نُريد ذلك”. وكان ذلك بمنزلة بداية تحوّل الجولاني التدريجي من الموقع الجهادي الكلاسيكي المناهض للغرب إلى ثوريّ أكثر قبولاً.
أعلن نفسه شريكاً معتمداً في الجهود الإقليمية والغربية للحدّ من نفوذ إيران في الشرق الأوسط
هدايا و”رؤوس”… لـ”الغرب”
هذا التحوّل الاستراتيجي في المواقف رافقه تحوّل في الشكل والمضمون العملي. إذ سرعان ما تخلّى عن النبرة القاسية في المقابلات، مستبدلاً بها النبرة اللطيفة والمهذّبة والهدوء المدروس والثقة بالنفس والشعر المصفوف بعناية واللحية المشذّبة. واستبدل الجلباب الأفغاني وعصبة الرأس واللحية الكثيفة بسترة وقميص على الطراز الكاسترويّ الغيفاريّ أوّلاً، ثمّ بالقميص الزيتي على الطراز الزيلينسكيّ، وأخيراً بالزيّ الغربي والبدلة وربطة العنق.
لم يمانع في إحدى جولاته أن تلتقط بعض الفتيات صور “سيلفي” معه في أماكن عامّة، مشترطاً فقط أن تغطّين رؤوسهنّ. لكنّه بدلاً من أن يدفع باتّجاه تشكيل حكومة تمثّل أطياف وشرائح المجتمع السوري الشديد التنوّع الثقافي والإتني والمذهبي، اعتمد صيغة حكومته في إدلب. إذ سيطرت عليها مجموعته، وطعّمها بالأصدقاء والأقارب على غرار ما يفعل القادة الذين انقلب عليهم وقاد حرباً ضدّهم.
أعلن نفسه شريكاً معتمداً في الجهود الإقليمية والغربية للحدّ من نفوذ إيران في الشرق الأوسط. وأهدى التحالف الغربي قبل ذلك سلسلة عمليات ضدّ “داعش”، أبرزها اغتيال زعيمهم أبي الحسين الحسيني القرشي عام 2023.
في ما يتعلّق بالقيادة السورية الجديدة، أشار إلى ضرورة الابتعاد عن عقلية الثورة والانتقال نحو القانون ودولة المؤسّسات
بعد سقوط دمشق والنّظام
أمّا التحوّل الكبير، فكان بعد السقوط السريع لنظام الأسد ودخول دمشق. فقد أكّد الجولاني، الذي شطب لقبه القديم وعاد إلى اسمه الأصلي أحمد الشرع، أنّ المرحلة المقبلة ستكون فرصة لخدمة السوريين وبناء المستقبل. وأوضح أن لا مبرّر لأيّ تدخّل خارجي بعد خروج القوات الإيرانية من سوريا. واعتبر أنّ المشروع الإيراني كان مؤذياً، وأنّ الانتصار في سوريا هو انتصار على هذا المشروع. كما أكّد أنّ ما حدث في سوريا لم يكن صدفة، بل كان نتيجة تحضيرات طويلة.
أما بخصوص العلاقات مع روسيا، فقد ذكر أنّ الروس بدأوا يشعرون بالإحباط من نظام الأسد، وأنّ القيادة الجديدة في سوريا منحت روسيا فرصة لبناء علاقة جديدة.
وفي ما يتعلّق بالقيادة السورية الجديدة، أشار إلى ضرورة الابتعاد عن عقلية الثورة والانتقال نحو القانون ودولة المؤسّسات.
في السادس من كانون الأوّل، وفي مقابلة وجهاً لوجه مع شبكة “سي إن إن”، تعهّد الشرع بحماية الأقلّيات: العلويين والدروز والمسيحيين والإسماعيليين والأكراد. وحدّد خططاً لإنشاء حكومة قائمة على أطر مؤسّسية ومجلس يختاره الشعب. كما أعرب عن نيّته تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم. وفي خطاب النصر الذي ألقاه بعد سقوط دمشق، أدان إيران باعتبارها مصدراً للطائفية والفساد، ووصف الانتصار بأنّه نقطة تحوّل للمنطقة.
تصريحاته المدروسة بعناية، كانت صدى لما يريده الغرب في سوريا الجديدة، لجهة احترام التعدّدية الطائفية والإتنية والشكل السياسي للنظام والمرحلة الانتقالية وحقوق المرأة
تصريحاته… صدى لما يريده الغرب
عندما سألته الصحافية الأميركية عن التحوّل الذي مرّت به شخصيّته، قال: “أعتقد أنّ كلّ شخص في الحياة يمرّ بمراحل وتجارب… فكلّما كبرت، تتعلّم، وتستمرّ في التعلّم حتى آخر يوم في حياتك”. وأكّد أنّ أفكاره الحالية لا تتشابه مع التنظيمات التي انتمى إليها يوماً ما. وشدّد على أنّ “الأفعال هي التي ستُثبت جدّية تحوّلاته الفكرية وليست الأقوال”.
لفت في مقابلات أخرى إلى حقّ الناس في أن يختاروا من يحكمهم ومن يمثّلهم في مجلس الشعب. وكرّر أنّ “المجتمع السوري يعيش مع بعضه منذ آلاف السنين، ولا أحد يمكن أن يلغي الآخر، وسنبحث من خلال المؤتمرات والحوار عن عقد اجتماعي كامل يحافظ على أمن مستدام للسوريين”.
بقي المصدر الوحيد لفهم توجّهات الحكم الجديد التصريحات والأحاديث الصحافية القليلة، التي أدلى بها، ومحاولة تفسير كلماته وتطوّر مظهره الخارجي واستقبالاته لاستشراف ملامح رؤيته المستقبلية للسلطة.
اللافت أنّ تصريحاته المدروسة بعناية، كانت صدى لما يريده الغرب في سوريا الجديدة، لجهة احترام التعدّدية الطائفية والإتنية والشكل السياسي للنظام والمرحلة الانتقالية وحقوق المرأة. لكن مع عدم الالتزام الكامل بمندرجات القرار الدولي 2254 الذي يرسم خطّة طريق كاملة لمستقبل الدولة السورية ووحدتها وعلمانيّتها وديمقراطيّتها.
الشرع قدّم للغرب ما يريده من موقف حازم من النظام في إيران واعتباره المشكلة الكبرى في الشرق الأوسط
التوسّع الإسرائيلي جزء من الصفقة؟
الأهمّ أنّ الشرع قدّم للغرب ما يريده من موقف حازم من النظام في إيران واعتباره المشكلة الكبرى في الشرق الأوسط. وعدم تركيزه على المشروع التوسّعي الإسرائيلي الذي عاث تدميراً في فلسطين وسوريا، الذي اغتنم ما يحدث في سوريا للسطو على أهمّ نقاطها الاستراتيجية في جبل الشيخ وحوض اليرموك، وتوسيع الاحتلال وتدمير كلّ القدرات العسكرية للدولة السورية والاستباحة المستمرّة لسيادتها. وهذا ما دفع إلى التساؤل: هل الاستباحة الإسرائيلية جزء من صفقة أوصلت المشهد إلى ما هو عليه الآن في سوريا؟
تجنّب الشرع أيضاً الاستشهاد أو ذكر أيّ مقولات دينية، سواء من القرآن أو التاريخ على الرغم من سجلّه الإسلامي الواسع. اللهمّ إلّا عند طلبه عدم تحميل السوريين وزر ما حدث قبل 1,400 عام أمام الزعيم اللبناني وليد جنبلاط. وقد يكون ذلك مفيداً لإبعاد نزعة التطرّف الديني عن السلطة الجديدة. لكنّه قد يكون أيضاً مادّة دسمة لتأليب بعض الجماعات الإسلامية المتطرّفة، التي شاركته كلّ معاركه أملاً بإقامة الدولة الإسلامية على أنقاض الدولة العلمانية، ضدّ سلطته المقبلة.
إلى ذلك فإنّ الصورة التي جمعته مع رئيس الحكومة المخلوعة محمد الجلالي ورئيس الحكومة الجديدة محمد البشير، كحكم ووصيّ يأمر ويطاع، أثارت تساؤلات عن دوره المقبل في السلطة. فهل سيكون رئيساً يتولّى المسؤولية المباشرة أم مرشداً يدير اللعبة السياسية من فوق ومهمّته التوجيه العامّ والفصل بين منفّذي سياساته العامّة ومحاسبتهم؟
إقرأ أيضاً: “الزّلزال الشّيعيّ”: الفالق في طهران والدمار في لبنان
السؤال الأهمّ: ماذا سيبقى من أبي محمد الجولاني القديم في أحمد الشرع الجديد؟ هل اندثر الأوّل بالكامل أم لا تزال روحه معشّشة في داخل الثاني؟ هل يكون الشغل الشاغل للثاني تنظيف سمعته من سجلّ الأوّل؟ أم من شبّ على شيء شاب عليه في إقليم يعيش على فوهة بركان؟