بدأت حكاية هروبِه يومَ الثّامن والعشرين من تشرين الثّاني المُنصرِم. غادَرَ الأسد وعائلته ومعهم حقائبَ ماليّة إلى موسكو. سرّبَ الأسدَ يومها أنّ زيارته للاطمئنان على صحّة زوجتِهِ أسماء التي “تتلقّى العِلاج من مرض السّرطان” في العاصمة الرّوسيّة. كانَ الأسد يعلمُ أنّ وقته قد حان. وهذا ما سمِعهُ من المسؤولين الرّوس، الذين أبلغوه أنّهم لن يكونَ بمقدورهم التدخّل العسكريّ في ظلّ انهيار الجيش في مدينةِ حلب.
عادَ الأسد من زيارته وحيداً، وتركَ أسماء وابنهِ حافظ وابنتهِ زين في موسكو. مارسَ مهامّه اليوميّة بشكلٍ عاديّ، والتقى للمرّة الأخيرة وزير الخارجيّة الإيرانيّ عبّاس عراقتشي، الذي غادرَ قصرَ المهاجرين ليتناولَ الشّاورما في مطعم “دجاجتي” الشّهير في منطقة المالكي.
مساء الجُمعة التقى الأسد سرّاً كبير مستشاري المُرشِد الإيرانيّ علي لاريجاني، الذي أبلغهُ أنّ طهران لن تُقاتل بالنّيابة عن جيشٍ ينسحِب، وأنّه سيسحب المُستشارين الإيرانيّين والطّاقم الدّبلوماسيّ من دِمشق، وعرضَ على بشّار اللجوء إلى طهران. فبادرهُ الأسد بكلمة نابية مُتّهماً إيران بأنّها تُتاجِرُ به. لكنّ لاريجاني كانَ يعلم أنّ الأسد يُمثّل ويُخادِع. وكانَ الأسد يعلم أنّ لاريجاني يعلمُ ذلكَ.
التفاصيل في مقال الزميل ابراهيم ريحان اضغط هنا