في ليلة الهروب، كانَ بشّار يتصرّف وكأنّ كلّ شيءٍ طبيعيّ. اتّصلَ برئيس الوزراء وناقشَ معه الأوضاع الميدانيّة، وأبلغه أنّه سيتابع معه في اليوم التّالي. اجتمَع مع قيادة الجيش وشدّد على “ضرورة الصّمود” وأنّ روسيا ستُعزّز حضورها الجوّيّ في مطار “حميميم” بعد ساعات وستنقل ما يريدُه الجيش من أسلحةٍ وذخائر. وفي تمام السّاعة الثّانية فجراً، أبلغَ بشّار مدير مكتبه أنّه ذاهبٌ إلى المنزل وسيعود إلى المكتب صباحاً. حتّى إنّه عملَ على تسريبِ صورةٍ لنجله حافظ، الذي كانَ موجوداً في موسكو، تُظهره في العاصمة السّوريّة غروبَ ذلكَ اليوم.
قبلَ هروب بشّار الأسد ومن معه من “بعض” المُقرّبين والكثير من الأموال وسبائكَ الذّهب، اتّصلَ مدير مكتب الرّئيس الهارب ببثينة شعبان، وطلبَ منها أن تأتي إلى منزله لكتابة خطابٍ يُريدُ أن يُوجّهه الأسد إلى “الشّعب السّوريّ”. وصلَت بثينة إلى مقرّ إقامة الرّئيس، لكنّها لم تجِد الحرس الجمهوريّ الذي كانَ يعمّ المكان والمحيط، ولم تجِد حتّى الرّئيس نفسه.
فقد غادَرَ الأسد دِمشق قُرابة السّاعة الـ3 فجراً عبر مطار المزّة العسكريّ الذي وصلَه من نفقٍ يصل “قصر الشّعب” بالمطار على متنِ طائرةٍ روسيّة إلى قاعدةِ “حميميم”، ومنها إلى موسكو. وكانَ الأسد قد أرسلَ قبل أيّام من هروبه الأموال إلى روسيا عبر طائراتِ شحنٍ روسيّة، وقسمٌ نقله في زيارته لموسكو في 28 تشرين الثّاني الماضي.
التفاصيل في مقال الزميل ابراهيم ريحان اضغط هنا