يبدو مأزق الحزب انعكاساً للمأزق الإيراني، وهو المأزق الأكبر، بل المأزق الأساسي، الذي انسحب بدوره على النظام السوري الذي خرجت حلب، كلّ حلب، عن سيطرته قبل أيام قليلة نتيجة عجز بشّار الأسد عن التعاطي مع الواقع أيضاً. تبيّن أنّ بشّار الأسد يعرف عن تركيا ما كان يعرفه الأمين العام الراحل للحزب عن إسرائيل. من يتذكّر قول نصرالله بُعيد تفجير مرفأ بيروت: ” نعرف عن ميناء حيفا أكثر ممّا نعرف عن ميناء بيروت”.
يعيش بشّار الأسد بدوره في عالم خاصّ به. لا يعترف بالأسباب التي جعلته يبقى في دمشق، وهي أسباب مرتبطة برغبة روسيا وإيران. أكثر من ذلك، لم يدرك رئيس النظام السوري، في وقت يبدي العرب الواعون (مثل السعوديّة والإمارات) حرصاً على وحدة سوريا ومصيرها أكثر منه، معنى ضرورة التعاطي مع تركيا بناء على طلب وإلحاح روسيَّين. اعتقد أنّ في استطاعته تجاهل روسيا التي أنقذت نظامه أواخر شهر أيلول 2015 بناء على طلب إيراني حمله إلى موسكو الراحل قاسم سليماني (قتله الأميركيون مطلع عام 2020 بُعيد مغادرته مطار بغداد)، قائد فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني. لولا تدخّل سلاح الجوّ الروسي، انطلاقاً من قاعدة حميميم قرب اللاذقية، لكان سقط الساحل السوري مع ما يعنيه من سقوط للمعاقل العلويّة في الجبال المطلّة على الساحل.
التفاصيل في مقال الزميل خيرالله خيرالله اضغط هنا