يؤكّد دايفيد إغناتيوس أنّ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، لم يكن ليحدث دون موافقة إيران، ناقلاً عن مسؤول خليجي كبير قوله “بالطبع كانت هناك بعض الاتصالات الخلفية مع إيران بشأن وقف إطلاق النار الذي يشمل وكيلها”. كما نقل عن مسؤول كبير ثانٍ في الإدارة الأميركية قوله “إن الولايات المتحدة وإيران تبادلتا رسائل منتظمة وأنه “لو كانت إيران عازمة على معارضة هذا الأمر، لما حدث”.
يرى الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة “واشنطن بوست” أنّ الاتفاق يقدّم الأمل في حلّ الصراع في المنطقة، بل يتيح للبنان ذلك البلد الممزق أول فرصة له منذ عقود لاستعادة السيادة الحقيقية على أراضيه، وقد يفتح الطريق أمام مكاسب دبلوماسية أوسع في المنطقة.
يشير إغناتيوس إلى “أنّ الاتفاق يمثل انتصاراً لإسرائيل على الحزب، أعنف وكيل لإيران”. مشيراً إلى “تباهي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان منتصر بأنّ بلاده قتلت “الآلاف” من مقاتلي الحزب، ودفعتهم عقودًا إلى الوراء، وباغتيال حسن نصر الله، زعيم الجماعة، قضت على محور المحور”.
كما أشار إغناتيوس إلى كون الاتفاق بمثابة “انتصار لدبلوماسية إدارة الرئيس جو بايدن، الذي اختفى تقريباً من الساحة الدولية، حيث قال حين أعلن عن الاتفاق من حديقة الورود إنه يمثل نجاحاً ثميناً لدبلوماسية الإدارة التي لا تزال تعمل على التوصل إلى هدنة في غزة، مع انضمام تركيا إلى مصر وقطر كشريك وسيط”.
يؤكّد دايفيد إغناتيوس أنّ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، لم يكن ليحدث دون موافقة إيران
وأضاف أنّ “فريقه لا يزال مستعداً لإبرام صفقة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، والتي ستكون جوهرة التاج الدبلوماسية لنتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان”. وقال: “إنّ مثل هذه الصفقة قد تتضمن مساراً موثوقًا به إلى دولة فلسطينية، وهي اللغة التي كانت منذ فترة طويلة سبباً في كسر الصفقة بالنسبة لنتنياهو. حيث بالنسبة لغزة، تكمن مشكلة نتنياهو الكبرى في غزة في أنه يفتقر إلى خطة واضحة لليوم التالي لتوقف القتال. غزة فوضى عارمة خارجة عن القانون، وإعادة النظام هناك ستستغرق شهوراً عديدة من الجهود الصبورة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل والعرب المعتدلين بعد انتهاء الصراع”.
اللحظة اللبنانية المناسبة
ينقل إغناتيوس عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية في شرحه للاتفاق قوله: “هذه هي اللحظة المناسبة للبنان لإعادة بسط سيادته على أراضيه”، ورفضه الإجابة على سؤال حول ما إذا كانت سوريا قد تكون على استعداد للمساعدة في منع تسليم الأسلحة في المستقبل إلى الحزب، كما أشارت مصادر لبنانية. وقال المسؤول إنّ هذا موضوع “مكالمة أخرى، محادثة أخرى”.
لم تكن إيران طرفاً مباشراً في المفاوضات. لكن مسؤولاً خليجياً كبيراً أخبر إغناتيوس أنه “بالطبع كانت هناك بعض الاتصالات الخلفية مع إيران بشأن وقف إطلاق النار الذي يشمل وكيلها”. وقال له مسؤول كبير ثانٍ في الإدارة الأميركية “إن الولايات المتحدة وإيران تبادلتا رسائل منتظمة وأنه لو كانت إيران عازمة على معارضة هذا الأمر، لما حدث”.
ينقل إغناتيوس عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية في شرحه للاتفاق قوله: “هذه هي اللحظة المناسبة للبنان لإعادة بسط سيادته على أراضيه”
نهاية كابوس
يعتقد إغناتيوس “أنّ لإسرائيل مصلحة كبيرة في نجاح القوات المسلحة اللبنانية، على الرغم من أنّ نتنياهو وغيره من القادة الإسرائيليين قد لا يقدرون ذلك. فقد أهدر لبنان سيادته قبل عقود من الزمان عندما سمح للميليشيات باستخدام أراضيه لمهاجمة إسرائيل ــ منظمة التحرير الفلسطينية أولاً ثم حزب الله. وكان كل منهما بمثابة دولة داخل الدولة، الأمر الذي أدى إلى شل الحكومة اللبنانية. وقد شمل الهجوم الإسرائيلي على الحزب أكثر من 8000 هجوم منفصل منذ 23 أيلول، وفقاً لموقع إلكتروني أعده أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الأميركية في بيروت. وشن الحزب من جانبه هجمات متكررة على أهداف إسرائيلية، بما في ذلك ضربات على مراكز حضرية مثل تل أبيب وحيفا. أطلق الحزب وابلًا من الصواريخ على الأقل خمسة أهداف إسرائيلية وأصابت إسرائيل مواقع في بيروت، بما في ذلك منطقة الحمراء في قلب المدينة”.
إقرأ أيضاً: جيروزاليم بوست: جنوب لبنان وصيدا وصور… أراضٍ يهودية
“لا يزال الشرق الأوسط مختبراً للحرب”، وفقاً لإغناتيوس. ولكنه يعتبر أنه وبعد شهور عديدة من القتال والإحباط الدبلوماسي الأميركي، يقدّم الاتفاق الأمل في أنّ هذا الكابوس قد بدأ في الانتهاء.
لقراءة النص الأصلي: