عائلة رابين تُلغي جلسة نفاق الكنيست

مدة القراءة 2 د

في مثل هذه الأيام من العام 1995 وبينما كان اسحق رابين يغني للسلام في ميدان ملوك إسرائيل، تم تنفيذ حكم الإعدام بحقه.

سبق الإعدام تعبئة شرسة ضد رئيس الوزراء الذي ارتكب إثم محاولة إقامة سلام مع الفلسطينيين، كانت تلك تصفية جسدية صريحة ومباشرة ليس لرجل بحد ذاته وإنما لاتجاه كان فيه بعض عقلانية نحو إنهاء الصراع مع الفلسطينيين تمهيداً لإنهائه مع العرب.

تمت تصفية رابين جسدياً.. في الوقت الذي صُفي فيه شريكه شيمون بيريس معنوياً. وبذلك انتهت المجازفة “السلمية” ليحل محلها ما نعيشه الآن، من حرب إبادة في غزة وسيطرة وإلغاء للكيانية الفلسطينية في الضفة، والتي بلغت حد الإفصاح عن إمكانية البحث في ضم أجزاء واسعة منها لإسرائيل، والمعني هنا ما تسمى بمناطق C، مع سيطرة أمنية عسكرية على كل المناطق.

عائلة رابين طلبت عدم عقد جلسة خاصة للكنيست لتأبين الرجل، تفادياً لحفلة نفاق يؤبن فيها القتلة ضحيتهم، وكأنهم ليسوا من حشوا مسدس إيغال عمير بطلقات الإعدام.

كان إعدام رابين نقطة مفصلية جسّدت الانتقال المتسارع من حال إلى حال، من محاولة سلام أُعدمت إلى حالة حرب تكرست وامتدت.

لقد غادرت إسرائيل بإعدام رئيس وزرائها خيار السلام بحدوده الدنيا مع الفلسطينيين، لتدخل زمن الجنازات اليومية، وشلال الدم الذي محا فكرة السلام، لتتكرس بديلاً عنها حالة حرب إن هدأت لبعض الوقت فلن تتوقف كل الوقت.

كان إعدام رابين رسالة لكل من يفكر بتسوية مع الفلسطينيين، وفي عهد نتنياهو تكون الرسالة وصلت.

 

*نقلاً عن موقع مسار

مواضيع ذات صلة

تركيا في الامتحان السّوريّ… كقوّة اعتدال؟

كان عام 2024 عام تغيّر خريطة الشرق الأوسط على أرض الواقع بعيداً عن الأوهام والرغبات التي روّج لها ما يسمّى “محور الممانعة” الذي قادته “الجمهوريّة…

ردّاً على خامنئي: سوريا تطالب إيران بـ300 مليار دولار

 أفضل ما كان بمقدور إيران وقياداتها أن تقوم به في هذه المرحلة هو ترجيح الصمت والاكتفاء بمراقبة ما يجري في سوريا والمنطقة، ومراجعة سياساتها، والبحث…

إسرائيل بين نارين: إضعاف إيران أم السُنّة؟

الاعتقاد الذي كان سائداً في إسرائيل أنّ “الإيرانيين لا يزالون قوّة مهيمنة في المنطقة”، يبدو أنّه صار من زمن مضى بعد خروجهم من سوريا. قراءة…

تركيا والعرب في سوريا: “مرج دابق” أم “سكّة الحجاز”؟

الأرجح أنّ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان كان يتوقّع أن يستقبله أحمد الشرع في دمشق بعناقٍ يتجاوز البروتوكول، فهو يعرفه جيّداً من قبل أن يكشف…