تمثّل القمّة بالنسبة لبوتين منصّة استراتيجية لتحدّي محاولات عزله من قبل الدول الغربية، سياسياً واقتصادياً. بوجود دول مثل الصين، الهند، البرازيل، وجنوب إفريقيا التي تشكّل تحالفاً قويّاً وغير غربي، بالإضافة إلى دعوة موسكو 38 دولة، أكّدت 32 منها مشاركتها، بينها 24 ستكون ممثّلة على مستوى القادة، يطمح الرئيس الروسي لتقديم بلاده كقوّة دولية لا تزال تحظى بالتأييد والدعم، وقادرة على كسر العقوبات الغربية، وتعزيز فكرة العالم المتعدّد الأقطاب.
يحفظ بوتين الأرقام بدقّة متناهية. يخبرك أنّ مجموع الناتج الإجمالي المحلّي لدول “بريكس” أكثر من 60 تريليون دولار، وهو ما يزيد على مثيله عند مجموعة السبع، وأنّ زيادة هذا الفارق أمر حتميّ. يبدي تفاؤله بأن تنمو مجموعة “بريكس” بنسبة 4%، وهو أعلى من معدّل دول مجموعة السبع الذي يقف عند حدود 1.7% ونموّ الاقتصاد العالمي الذي لا يتجاوز 3.2%. يلفت نظرك باستمرار إلى أنّ دول “بريكس” تستحوذ على ربع صادرات السلع في العالم، وأنّها دول مهيمنة على عدد من الأسواق من بينها أسواق الطاقة.
يقول بوتين إنّه لا يسعى لتغيير النظام العالمي. ويشدّد على أنّ “بريكس” ليس تجمّعاً مضادّاً للغرب. هو ببساطة تجمّع غير غربي، يطمح لأن يحقّق التعدّدية القطبية كبديل عن الأحادية الأميركية في إدارة شؤون العالم. توفّر هذه الفروقات التي يصرّ عليها نافذة مهمّة على طريقة تفكيره. نهج فلاديمير بوتين في السياسة الدولية يقوم على مزيج من البراغماتية الباردة، والتفكير الاستراتيجي المدفوع دوماً بديناميات القوّة والتصميم على إحياء مكانة روسيا كلاعب عالمي.
التفاصيل في مقال الزميل نديم قطيش اضغط هنا