أكتوبر الأوّل، الذي انتهت سنته اليوم، أسفر عن تدمير غزة، وتسجيل أعلى رقم قياسي في عدد الضحايا وأفدح تهجير داخلي ليس آخره إفراغ المنطقة الشمالية في غزة من سكّانها. أمّا في ما يتّصل بالضفّة فقد ازدادت شهيّة الاحتلال العسكري والاستيطاني للقتل والتدمير حدّ قصف مقهى في طولكرم وقتل معظم الجالسين فيه. وبموازاة ذلك، جرى تدمير منهجي لقرىً في جنوب لبنان وتحويل الضاحية الجنوبية إلى غزة 2، مع التوغّل في اغتيال القادة والكوادر في حرب إبادة منهجية ومفتوحة بلا رادٍّ ولا رادع، ووصل الأمر إلى الرمز الأوّل للمقاومة السيد حسن نصرالله وقبله الرمز الأوّل لحماس إسماعيل هنية، وآخر ما يجري الحديث عنه… قتل الخليفة المحتمل لقائد الحزب.
أمّا أكتوبر الثاني الذي بدأ اليوم، فإلى جانب تواصل الحرب على كلّ الجبهات، بحيث لم يعد فيها ثانوي ورئيسي، نواجه هذا الشهر خطرَ حربٍ أوسع وأشدّ فتكاً وربّما تغييراً في الخرائط. غير أنّ ذلك كلّه حقّق نتيجة استراتيجية أصابت إسرائيل في الصميم. إذ تبدو أبعد من أيّ وقت مضى عن أن تكون، كما تمنّى مؤسّسوها أن يروها، جزءاً طبيعياً من الشرق الأوسط. فهي اختارت أن تبتعد وأن تضيّع الفرص الثمينة التي سنحت لإنجاز ذلك، مفضّلةً الدبّابة والطائرة والقنبلة والاغتيال كوسيلة أولى وأخيرة في التعامل مع شعوب المنطقة. وهذا له ما بعده. والخاسر الأكبر في هذه المعادلة هي إسرائيل.
التفاصيل في مقال الزميل نبيل عمرو اضغط هنا