ألينا حبّة.. “أكو”* ترامب عراقيّ

مدة القراءة 5 د

لفتت المُحامية الأميركيّة العراقية الأصل ألينا حبّة أنظار المُتابعين. فهي المستشارة الأولى لحملة الرّئيس دونالد ترامب. وهي المحامية التي توكّلت للدّفاع عنه أمام المحاكم الأميركيّة في القضايا التي يُلاحق بها. من هي ألينا حبّة؟

 

كثيرةٌ هي الشّخصيات التي تخرجُ فجأة إلى أضواء السّياسة. لكن قليلةٌ هي الشّخصيات التي تستطيع الوصول بسرعة قياسيّة، وتنال ثقَة رئيسٍ أميركيّ سابِق، ومُرشّح حاليّ، وملياردير مُغامر اسمه دونالد ترامب. ووصلَت إلى حدّ السّماح لأطفالها بركوب “عربة الغولف” “كي يشعروا أنّهم مُنغمسون في وظيفة أمّهم”.

هذا ما حصلَ مع المُحامية ألينا حبّة التي تحوّلَت في أشهر قليلة من مُحامية غير معروفة، إلى المُستشارة الأولى لحملة ترامب في طريقه نحو دخول البيت الأبيض مُجدّداً.

من هي ألينا حبّة؟

لماذا وكّلها ترامب بتمثيله والدّفاع عنه في أكثر قضاياه خطورة على الصّعيد الشّخصيّ؟

وُلِدَت ألينا سعد حبّة ذات الـ40 عاماً لأبويْن عراقيَّيْن من الكلدان الكاثوليك في ولاية نيوجرسي الأميركيّة. هاجرَ والداها من العِراق مطلع ثمانينيات القرن الماضي هرباً من “الملاحقات والقمع وانعدام الحرّيّة”، كما قالت في المؤتمر الوطنيّ للحزب الجمهوريّ يومَ الخميس الماضي.

بعد تخرّجها من الجامعة في 2005، عمِلت في مجال صناعة الأزياء لدى شركة “مارك جاكوبس”، إحدى العلامات التجارية الرائدة في أميركا. بعد عدّة سنوات في مجال الأزياء، أكملَت دراستها وحصلت على شهادة الحقوق من جامعة وايدنر، وهي جامعة صغيرة في ولاية بنسلفانيا، في 2010.

عملت حبّة لفترة وجيزة كاتبة لدى قاضي المحكمة العليا في نيوجرسي آنذاك يوجين كودي جونيور، قبل أن تدخل الممارسة المهنيّة الخاصة لعدّة سنوات ثمّ تؤسّس شركتها الخاصة عام 2020.

انضمّت ألينا حبّة الأمّ لـ3 أطفال إلى فريق ترامب القانونيّ في 2021. لقاؤهما الأوّل كان في ناديه الريفي في “بيدمينستر” بنيوجرسي

اللقاء بترامب

انضمّت ألينا حبّة الأمّ لـ3 أطفال إلى فريق ترامب القانونيّ في 2021. لقاؤهما الأوّل كان في ناديه الريفي في “بيدمينستر” بنيوجرسي، حيث مقرّ مكتب المحاماة الخاصّ بها. يومها كانَ الرئيس ترامب لا يزال غاضباً بعد خسارته في انتخابات 2020 ويواجه مجموعةً متزايدة من الدعاوى القضائية. أخرجها من مكتب المُحاماة الصغير نسبياً الخاصّ بها لتكون محاميته الأكثر شهرة، ومنذ ذلك الحين برزَ اسمُ ألينا حبّة على الساحة العامّة باعتبارها المدافعة الأكثر شراسة عنه.

نالت بسرعة ثقة ترامب بعدما أدّى عملها معه إلى إسقاط إحدى القضايا المُرتبطة بـ”اعتداء جنسيّ”. كذلك مثّلت ألينا حبّة ترامب في الدعوى القضائية التي أقامها ضدّ صحيفة “نيويورك تايمز” وابنة أخته ماري ترامب بقيمة 100 مليون دولار، وفي قضية الاحتيال المدني التي رفعها ضدّه المدّعي العامّ في نيويورك.

ألينا حبّة

دافعَت حبّة بشراسة عن ترامب أمام المحاكم، حتّى إنّها تشاجرَت مع القاضي لويس كابلان الذي هدّدها بالسّجن خلال مرافعاتها في دعوى مدنيّة أقامها إي جان كارول ضدّ ترامب الذي اعتدَى عليه في التسعينيّات. كذلك وصَفت محامية ترامب القاضي المُخضرم آرثر إنجورون المُشرف على قضيّة احتيال ضدّ ترامب في محكمة نيويورك بأنّه “مُضطرب”.

نالَ أسلوب حبّة هذا إعجاب ترامب. فقامَ هو الآخر بإغداق الأموال عليها، بخاصة بعدما أقنَعَت مُساعده السّابق مايكل كوهين بالاعتراف بأنّه أدلى بشهادة زورٍ على المنصّة.

أجر بملايين الدّولارات

أدَّت هذه “النّجاحات المُتتالية” إلى اقترابها من ترامب أكثر وأكثر، حتّى باتت تظهر بشكلٍ شبه دائم في نيوجرسي وفلوريدا. وتقرّبَت من عائلته، وصارَت صديقة مُقرّبة من نجلِه إريك، وخطيبة شقيقه دونالد ترامب جونيور كيمبرلي غيلفويل.

دافعَت حبّة بشراسة عن ترامب أمام المحاكم، حتّى إنّها تشاجرَت مع القاضي لويس كابلان الذي هدّدها بالسّجن خلال مرافعاتها في دعوى مدنيّة

خلال 3 سنوات، تمكّنت ألينا حبّة من أن تُصبِحَ المستشارة الأولى لـ”MAGA Inc”، وهي لجنة العمل السياسي التي تعمل على إعادة انتخاب ترامب. وبحسب شبكة “إيه بي سي نيوز”، فقد استطاعت الحصول على أكثر من 3.5 ملايين دولار مقابل عملها في المجموعة.

إقرأ أيضاً: نائب ترامب: ابنُ عائلة مدمنة… ومُقاتلٌ. تاجرٌ. مُحامٍ

لكنّ ظهورها الأبرز لم يكن في قاعات المحكمة، ولا مع أبناء ترامب، ولا برفقة الرّئيس الأميركيّ أثناء مُمارسة الغولف، بل في المؤتمر العامّ للحزبِ الجمهوريّ بصفتها المُستشارة الأولى لحملة ترامب، حيثُ خاطبت الجموع المُحتشدة قائلة: “الجريمة الوحيدة التي ارتكبها الرئيس ترامب هي حبّ أميركا.. وأريد للحديث أن يكونَ أبعد من القانون والعناوين الرئيسية للصحف”.. وهذا ما كان..

 

* يستعمل العراقيون كلمة “أكو” للتأكيد على وجود الشيء وكلمة “ماكو” لنفي وجود الشيء.

 

لمتابعة الكاتب على X:

@IbrahimRihan2

مواضيع ذات صلة

حكاية دقدوق: من السّجن في العراق إلى الاغتيال في دمشق! (1/2)

منذ أن افتتحَت إسرائيل سلسلة اغتيالات القيادات العسكريّة للحزبِ في شهرَيْ حزيْران وتمّوز الماضيَيْن باغتيال قائد “قوّة الرّضوان” في جنوب لبنان وسام الطّويل وبعده قائد…

فتح الله غولن: داعية… هزّ عرش إردوغان

ثمّة شخصيات إسلامية كثيرة في التاريخ توافَق الناس على تقديرها واحترامها، مع ظهور أصوات قليلة معترضة على نهجها أو سلوكها أو آرائها، لكنّها لم تتمكّن…

مصرع السنوار في مشهد لا يحبّه نتنياهو

مات يحيى السنوار، رئيس حركة حماس منذ اغتيال سلفه إسماعيل هنية في 31 تموز الماضي، وهو يقاتل الجيش الإسرائيلي، في إحدى أسخن جبهات القتال في…

الحزب بعد “السّيّد”: الرأي الآخر… ومشروع الدّولة

هنا محاولة لرسم بورتريه للأمين العامّ للحزب، بقلم كاتب عراقي، التقاه أكثر من مرّة، ويحاول في هذا النصّ أن يرسم عنه صورةً تبرز بعضاً من…